الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"الجامعة الأميركية" تنضمّ إلى جهود منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في اتفاق غير مسبوق بين الأوساط الأكاديمية والقطاع العام

"الجامعة الأميركية" تنضمّ إلى جهود منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في اتفاق غير مسبوق بين الأوساط الأكاديمية والقطاع العام
"الجامعة الأميركية" تنضمّ إلى جهود منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في اتفاق غير مسبوق بين الأوساط الأكاديمية والقطاع العام
A+ A-

مجدداً، تُظهر كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت أن مساهمات الأوساط الأكاديمية تذهب إلى أبعد من التعليم وتوليد المعرفة. مُسترشدة بالبحوث والشراكات الفعالة مع أصحاب الاهتمام الرئيسيين ولا سيما القطاع العام، تجهد هذه المساهمات لتحسين حياة الناس من خلال دعم عمليات صنع القرار المستنيرة.
وفي عصر سياسة تكرار المزاعم ولو ثبت بطلانها وسياسة الحقائق البديلة الكاذبة، فإن الحاجة إلى أدلة علمية وتفكير علمي في صياغة السياسات العامة هي أمر حيوي. وإدراكاً لدورها في تعزيز البحث القائم على الأدلة والحوكمة الصحية الجيدة في لبنان، وقعت كلية العلوم الصحية اتفاقية ثلاثية مع وزارة الصحة العامة اللبنانية، ومنظمة الصحة العالمية لإنشاء مرصد دعم السياسات الصحية، والذي سيكون مقره في الوزارة وستشغله الكلية.

هذا وقد تم الإعلان عن الاتفاقية اليوم، 16 نيسان 2018، خلال حفل أقيم في مقر وزارة الصحة العامة في بيروت. وهذه المبادرة الرائدة، وهي الأولى في لبنان والمنطقة، هي بمثابة نقطة انطلاق نحو إرساء جسور بين المؤسسات الأكاديمية، والمنظمات الصحية الدولية، والقطاع العام اللبناني، مما يسمح لوزارة الصحة العامة بتعزيز ومأسسة استخدام الأدلة البحثية والبيانات، والمعرفة غير المدونة. ومن خلال هذا الزاد العلمي، سيُمكن المرصد صانعي القرار، وخاصة المسؤولين والخبراء في وزارة الصحة العامة، من تصميم برامج خاصة ووضع سياسات واستراتيجيات مستنيرة تستجيب للاحتياجات الصحية الأساسية ومن تحسين الرعاية الصحية في لبنان. وتعكس المشاركة المتميزة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدانوم غبيريسوس، أهمية هذه المبادرة ليس فقط بالنسبة للبنان بل أيضاً للأسرة العالمية للصحة العامة. وفي الواقع، فإن هذه الشراكة علامة نموذج آخر مبتكر يمكن تنفيذه بنجاح في دول أُخرى في المنطقة وفي العالم لتعزيز صنع القرارات الصحية المعتمدة على أدلة.
وقد حضر هذا الحفل مشاركون رفيعو المستوى بما في ذلك وزير الصحة العامة غسان حاصباني، ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، بالإضافة إلى ممثلين من مختلف الوزارات والمؤسسات العامة والجمعيات المهنية وخبراء وباحثين من جميع أنحاء لبنان.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار مديرعام وزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار الى أن هذا المرصد "يأتي لترسيخ نهج من ممارسات الحكم الرشيد الذي تعتمده الوزارة بغية تعزيز وضمان إستمرارية الإنجازات التي حققها القطاع الصحي حتى الآن وصولاً الى المزيد من النجاحات". ومن أسس هذه النجاحات، بحسب
 د. عمّار: "الإعتماد البراهين العلمية والنظام المعلوماتي المتطور، إضافةً الى نهج "حوكمة التعاون" للقطاع الصحي بقيادة الوزارة الذي يعتمد على التعاون بين جميع الأفرقاء". واعتبر عمّار أن "المشروع الذي نطلقه اليوم، ليس بجديد... إنما هو ترسيخ لممارسات قائمة وتعزيز لإنجازات تحققت".

وقد هنأ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس جميع المتعاونين على هذه الخطوة الجديدة وأكد أن منظمة الصحة العالمية تتعهد العمل مع وزارة الصحة والجامعة الأميركية لإنجاح هذه المبادرة مضيفاً: "هذا المرصد يتطلّب إدارة حكيمة وتعاوناً بيم كافة الأطراف المعنية داخل القطاع الصحي ويأخذ بعين الإعابار السياسات الصحية الوطنية".


وكذلك، أعرب الدكتور جواد المحجور، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، "عن تقدير منظمة الصحة العالمية لوزارة الصحة والجامعة الأميركية في بيروت على هذا التعاون المثمر"، مشيراً إلى أن "قطاع الصحّة اليوم يتّسم بالترابط والتواصل وتعدّدية القطاعات"، مؤكّداً أن هذه المبادرة ستساهم في تعزيز النهج التعاونية الفعالة والمرنة لحوكمة قطاع الصحة في لبنان".  

متحدثا عن دور الجامعة الأميركية في بيروت في دعم هذا المرصد، قال رئيسها الدكتور فضلو خوري أن "هنالك اليوم توجّه عالمي لاعتماد الأدلة والبراهين العلمية في تصميم وإدارة النظم الصحّية، وتوجيه السياسات الصحّية العامّة وتنفيذها". وأضاف الدكتور خوري أنه ليس من الغريب أن تعلو الأصوات المطالبة بردم الهوّة بين الأبحاث العلمية وعملية رسم السياسات واتخاذ القرار، ولاسيما الهوّة بين القطاع الأكاديمي والحكومة". 
ورأى رئيس الجامعة الأميركية أن "مهمّة الجامعات تتخطّى تدريجياً أدوارها التقليدية المرتبطة بالتعليم، والخدمات، والأبحاث، لتتبنّى "مهمّة رابعة" تتعلّق بقدرتها على الدخول في شراكات مع الحكومة والمجتمع لتحقيق أثر مجتمعي مستدام".  
كما أكّد دكتور خوري العلاقة بين وزارة الصحة، ومنظمة الصحّة العالمية والجامعة الأميركية في بيروت، وخاصةً كلية العلوم الصحّية، تطوّرت إلى حد كبير خلال السنوات الماضية، وقد تمأسست هذه الشراكة اليوم من خلال هذا المرصد.
أخيراً، شدّد دكتور خوري على أن "16 نيسان سيشكّل محطة مفصلية أخرى في تاريخ لبنان، كونه سيشهد على إطلاق مرصد دعم السياسات الصحّية وذلك في مبادرة فريدة من نوعها في لبنان والمنطقة". 

وأشاد الوزير حاصباني بالشراكة مع الجامعة الأميركية ومنظّمة الصحة العالمية، والتي تشكّل "أسس الشراكات التي تجعل من القطاع الصحي في لبنان في المرتبة الأولى عربياً والـ32 دولياً". كما صرّح حاصباني أن "هذا المرصد سيسهّل التواصل مع جميع الأفرقاء والشركاء، ولاسيما المواطنين، لضمان استدامة التعاون وفعالية وعلمية السياسات بمعزل عن أية ظروف سياسية أو غيرها".  

إن الشراكة بين كلية العلوم الصحية هي صديقة وشريكة لوزارة الصحة العامة منذ فترة طويلة، وأحدثُ تعاون لهما كان في مركز ترشيد السياسات الصحية وهو واحد من مراكز الأبحاث العديدة والأبرز في الجامعة الأميركية في بيروت. أن مركز ترشيد السياسات الصحية حدد وزارة الصحة العامة كشريك رئيسي له منذ تأسيسه، حيث يعمل المركز والوزارة معًا بشكل وثيق لترشيد أولويات السياسة الصحية. وقد تطورت العلاقة بين وزارة الصحة العامة ومركز ترشيد السياسات الصحية بشكل تلقائي على مر السنين لتتقدم نحو إطار أكثر تنظيماً للتفاعل والتعاون. وقد أدى تفاعلهما الوثيق وإدراكهما المتبادل للحاجة إلى استكمال البيانات التشغيلية والمعرفة الضمنية مع الأبحاث المحلية والأدلة العالمية إلى تسريع المسار الطبيعي للأمور وزرع بذور مفهوم مرصد دعم السياسات الصحية.
وسيكون مرصد دعم السياسات الصحية ومركز ترشيد السياسات الصحية كيانان مستقلان يلعبان أدواراً متميزة في مهمة مشتركة ويتعاونان في مجالات الاهتمام الجامعة. وسوف تكمل خطط وأنشطة المرصد عمل مركز ترشيد السياسات الصحية في تعزيز وضع سياسات مستدامة تستند إلى الأدلة وفي تنفيذها دعماً لوزارة الصحة العامة، وبالتالي ستؤثر على القطاع الصحي بأكمله.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم