الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعثة تقصّي الحقائق لم تدخل دوما بسبب "قضايا أمنيّة معلّقة"

المصدر: أ ف ب
بعثة تقصّي الحقائق لم تدخل دوما بسبب "قضايا أمنيّة معلّقة"
بعثة تقصّي الحقائق لم تدخل دوما بسبب "قضايا أمنيّة معلّقة"
A+ A-

اعلن مدير #منظمة_حظر_الاسلحة_الكيميائية احمد اوزمجو أن خبراء في هذه الاسلحة لم يتمكنوا بعد من الوصول الى مدينة #دوما السورية في #الغوطة_الشرقية للتحقيق في هجوم مفترض بالغاز السام.

وقال خلال جلسة طارئة تعقدها المنظمة: "لم ينتشر الفريق بعد في دوما"، مشيرا الى ان المسؤولين الروس والسوريين "أبلغوا الفريق انه لا تزال هناك قضايا امنية معلقة يجب الانتهاء منها قبل الانتشار".

ويأتي الاجتماع بعد يومين على ضربات نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فجر السبت، ودمرت 3 مواقع يشتبه في أنها مرتبطة ببرنامج السلاح الكيميائي السوري.

وكان من المتوقع أن يبدأ فريق تقصي الحقائق عمله الميداني الأحد. إلا أنه عقد لقاءات مع مسؤولين سوريين في دمشق، وسط تعتيم اعلامي من الطرفين حول برنامج عمله للتحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض في دوما، والذي ادى في 7 نيسان الى مقتل 40 شخصاً، وفقا لمسعفين وأطباء محليين.

وقال اوزمجو إن "المسؤولين الروس والسوريين الذين شاركوا في الاجتماعات التحضيرية في دمشق" أبلغوا الفريق انه لا تزال هناك قضايا امنية معلقة يجب الانتهاء منها قبل بدء عمله.

ولفت الى انه يمكن الادلة على استخدام اسلحة كيميائية ان تتحلل بسرعة في البيئة. ودعا الى السماح للفريق المؤلف من 9 اشخاص متطوعين، بالدخول الى دوما "بالسرعة الممكنة".


إلا أن المندوب الاميركي لدى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية كين وارد قال ان روسيا قد تكون زارت موقع الهجوم المفترض بالغاز السام في بلدة دوما السورية "وعبثت" بالادلة.  واضاف خلال الجلسة الطارئة للمنظمة: "حسب فهمنا، قد يكون الروس زاروا موقع الهجوم". 

واضاف في كلمته التي تلقت "فرانس برس" نسخة منها: "نشعر بقلق ازاء احتمال ان يكونوا عبثوا به لاحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لاجراء تحقيق فعال".
وقال ان ذلك، في حال ثبوته، سيثير "أسئلة جدية" حول قدرة بعثة تقصي الحقائق على القيام بعملها. 

إلا أن الكرملين نفى ذلك.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لهيئة "بي بي سي": "استطيع أن اضمن لكم أن روسيا لم تعبث بالموقع". 

وصرح ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "نعتبر ان هذه الاتهامات ضد روسيا لا اساس لها"، مشيرا الى ان موسكو ايدت دائما اجراء "تحقيق حيادي".

واستهدفت الصواريخ التي اطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مواقع يشتبه في أنه يتم فيها انتاج اسلحة كيميائية. وشكلت تلك اكبر ضربة ضد النظام السوري خلال الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.

من جهتها، دعت فرنسا في الاجتماع الى تمكين منظمة حظر الاسلحة الكيميائية من تفكيك برنامج سوريا "السري" للاسلحة الكيميائية.

وقال السفير الفرنسي فيليب لاليو خلال اجتماع لاهاي إن "الأولوية اليوم تكمن في منح اللجنة الفنية (في المنظمة) الوسائل لإنجاز تفكيك البرنامج السوري".
وأضاف: "نعلم جميعا أن سوريا أبقت على برنامج كيميائي سري منذ 2013" عند انضمامها إلى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية وتدمير ترسانتها، مؤكدا ان "الحقائق موجودة هناك، وهم يطلقون ابشع الاكاذيب، وينفون الامر". 

الا ان محدودية الهجمات وحقيقة ان دمشق اتيح لها الوقت الكافي لنقل معداتها الرئيسية بعد التحذير المسبق من الغرب لروسيا، حليفة دمشق، اطلق العنان للشكوك.
واتهمت الدول الغربية دمشق باستخدام غازي الكلور والسارين في الهجوم، في حين تنفي دمشق وحليفتها موسكو استخدام أسلحة كيميائية. 

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم: "تم عقد اجتماعات عدة مع الوفد، نوقش خلالها التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحيادية"، مشيرا الى أن بلاده "شددت في هذه الاجتماعات على استعدادها التام للتعاون ولتوفير كل التسهيلات اللازمة لوفد تقصي الحقائق للقيام بمهماته".

وتواجه البعثة مهمة صعبة في سوريا، بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية. وتتعلق المخاطر أيضاً باحتمال العبث بالأدلة في موقع الهجوم المفترض في دوما التي دخلتها قوات روسية وسورية بعد ساعات من الضربات الغربية.

ويهدف عمل البعثة، في الدرجة الأولى، الى تحديد ما اذا كان تم استخدام مواد كيميائية. ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

وبينما أشادت واشنطن بالضربات، معتبرة أنها حققت "أفضل" نتيجة ممكنة، قللت كل من السلطات السورية وفصائل المعارضة تداعياتها، خصوصاً أن المواقع المستهدفة كانت خالية، بعدما بلغت الدول الغربية روسيا بأمرها.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن ضربات جديدة ضد سوريا ستحدث "فوضى" في العلاقات الدولية، بينما أكد البنتاغون أنه لا يعتزم ذلك.
لكن يبدو أن الدول الغربية وضعت الجهود الديبلوماسية نصب اهتمامها. وستجري مناقشات في مجلس الأمن اعتبارا من اليوم حول مسودة قرار جديدة بشأن سوريا قدمها الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون بعد ساعات من الضربات، تنص خصوصا على إنشاء آلية تحقيق جديدة تتعلق باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا. 

من جهة أخرى، لا يزال الغموض يحيط باستراتيجية واشنطن حيال سوريا، إذ أكد البيت الأبيض الأحد أن ترامب مصمم على سحب قواته في أقرب وقت، بعد ساعات من اعلان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس أقنعته بالبقاء "لمدة طويلة".

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية ساره ساندرز إن "الرئيس كان واضحا. إنه يريد ان تعود القوات الاميركية في اقرب وقت ممكن الى الوطن".

وجاءت تصريحات المتحدثة بشأن الانسحاب لتتناقض مع ما أعلنه ماكرون في مقابلة تلفزيونية مطولة مساء الأحد، مؤكداً أنه أقنع ترامب بعدم سحب القوات الأميركية من الأراضي السورية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم