سماحة السيّد نصر الله عذراً، لن تتمكن من مكافحة الفساد

يشتد الألم يا صاحب السماحة عندما نكتب عن الفساد من سويسرا، حيث نرى مفهوم الدولة في يوميات المواطن السويسري طفلاً وشاباً ورجلاً وكهلاً، ونتأكّد عندها من أن الاشكاليّة الأكثر خطورة في لبنان هي أن دوافع الفساد متأصلة في جوهر البنية الشخصية للفرد اللبناني ومنظومته الأخلاقية، فعندما فقد المجتمع هذه المنظومة بسبب الأزمات والحروب المتتابعة منذ الاستقلال انهار مفهوم الدولة، وبرزت أرضية خصبة لتفشي جرائم الفساد بوجهيه: السياسي والاداري. سماحة السيّد،لقد هدّد الفساد استقرار المجتمع اللبناني وأمنه، وساهم في تقويض قيم الحرية والديموقراطية وضرب التنمية السياسية - الاجتماعية - الاقتصادية. وتكمن الخطورة في صيرورته أسلوب حياة يومية في العمل الاداري العام، وتظهر الحكومة ازاءه بحالة من التفكك وتقترب أحياناً من التآمر على الوطن والمواطن.هل تعلمون، يا صاحب السماحة، ان المجتمع الدولي يعبّر دائماً عن قلقه الكبير من غياب آلية الاصلاح السياسي والاداري في لبنان ومن اهدار موارد الدولة والمال العام؛ وكانت آخر صرخاته في مؤتمر سيدر (أو باريس4. لبنان يتذاكى بل يحتال على المجتمع الدولي، ولن ينجح هذه المرة!) الأمر الذي ألحق ضرراً بالغاً بالجهود الرامية الى التنمية الاقتصادية.أمّا وقد أعلنت أنك ستشرف شخصياً على ملف مكافحة الفساد، فإني اسأل:هل ستتمكن من توفير الارادة السياسية العامة، نعم العامة، في اتخاذ القرارات والاجراءات التنفيذية الكفيلة بمكافحة الفساد بشتى مظاهره وأهمها: السياسي، والاداري...