الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

مشهدية انتخابية شمالية بعد الضربة لسوريا

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
مشهدية انتخابية شمالية بعد الضربة لسوريا
مشهدية انتخابية شمالية بعد الضربة لسوريا
A+ A-

اعادت الماكينات الانتخابية في الشمال تزييت عجلاتها بسرعة فائقة للتعويض عن" كسلها" في الايام الماضية، إذ كان عدد كبير من المرشحين يراهنون على اشتعال الحرب في المنطقة بعد ضربة اميركية – اوروبية لسوريا، ما يؤدي الى تأجيل الانتخابات النيابية والتمديد مجددا للمجلس الحالي، "فلماذا الجهد وصرف المال الانتخابي هنا وهناك من دون جدوى او منفعة". وعندما وقعت الواقعة وحصلت الضربة وانتهت بأقل من لمح البصر، وجدت الماكينات الكسلى والمرشحون المنتظرون النتائج انفسهم امام سباق مع الزمن للحاق بركب الماكينات التي ظلت ناشطة سعيا وراء الحاصل والصوت التفضيلي. 

واذا كانت لائحة "معاً للشمال ولبنان" التي تضم تحالف "المردة" والقومي والنائب بطرس حرب في دائرة الشمال الثالثة التي تضم اقضية: زغرتا، الكورة ،بشري، البترون، قد تجاوزت "فشّة خلق" المرشح سليم كرم بجهود رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجيه، بتأكيد الثبات في المواقف والتحالف، والاتفاق على توزيع الصوت التفضيلي الفائض عن طوني سليمان فرنجيه بالتساوي بين كل من المرشحَين الآخرَين في قضاء زغرتا سليم كرم واسطفان الدويهي، فان لائحة "تيار المستقبل" وحلفائه في دائرة الشمال الثانية التي تضم : طرابلس، المنية والضنية، تواجه مشكلة استجدّت في الساعات الماضية وهي توزيع اصوات الوزيرالنائب محمد الصفدي الذي لم يترشح هذه الدورة واعلن دعمه للائحة "المستقبل" .

وفي المعلومات من طرابلس ان مؤيدي الوزير محمد عبد اللطيف كبارة يتهمون منسق حملة "تيار المستقبل" الانتخابية احمد الحريري بانه اجرى اتفاقا من تحت الطاولة مع الصفدي بهدف تجيير اصوات الأخير التفضيلية للنائب سمير الجسرمن دون "ابو العبد " او باقي اعضاء اللائحة، وذلك لتأمين فوز الجسر في ظل التطاحن السني في هذه الدائرة التي يرى كثيرون "انها معركة الزعامة السنية في لبنان، او معركة رئاسة الحكومة المقبلة" .

مصادر" تيار المستقبل" نفت جملة وتفصيلا هذه الاخبار واكتفت بالقول: "لا تصدقوا اي شيء، انها ادعاءات مغلوطة وليس لها اساس من الصحة". اما الجسر فأكد: "نحن وابو العبد واحد وليخيّطوا بغير هذه المسلّة".

في هذا الوقت، يبدو ان معركة الدائرة الثانية آخذة في الاحتدام، لا سيما بعد السجال بين مرشح "المستقبل" عن المقعد الماروني جورج بكاسيني والرئيس نجيب ميقاتي وما اعقب ذلك من فيديوات مسجلة وكلام ناب على مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي اضفى حماوة على المعركة الانتخابية وايقظ جماعة "التيار الازرق" الذين كانوا ما زالوا نياما حتى الامس القريب وبدأوا العمل لاعادة إحياء شعبية 14 اذار في المدينة مستفيدين من"الغضب السني" على "مجازر دوما" ومتهمين "تيار العزم" بانه يحظى بدعم سوري، وهو اتهام يرفضه جملة وتفصيلا الرئيس ميقاتي والمرشحون على لائحته.

وتقول اوساط سياسية طرابلسية "ان المعركة الانتخابية هذه المرة في الدائرة الثانية تأخذ منحى مختلفاً عن كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة، لجهة ارتفاع عدد اللوائح، ما يبرز عدم قدرة الماكينات الانتخابية على تحديد خيار الصوت التفضيلي ولمن سيعطى".

ففي وقت تتحدث هذه الاوساط عن خيارات الرئيس ميقاتي في توزيع الصوت التفضيلي على اعضاء لائحة "العزم"، ترى ماكينة "العزم" ان "هذه الخيارات لا تزال قيد المشاورات وتبقى مرهونة بالنسبة الى ميقاتي بحسب قوة المرشحين على لائحته".

وكشف مقربون من الرئيس ميقاتي انه يسعى الى توزيع الصوت التفصيلي على معظم اعضاء لائحته، موضحين ان لائحة ميقاتي تضم مرشحين اظهرت كل الاستفتاءات والاستطلاعات انهم يتمتعون بحيثية شعبية تشكل لهم رافعة انتخابية كالمرشح جان عبيد عن المقعد الماروني.

لكن ماذا عن اللوائح الانتخابية الاخرى؟

بالنسبة الى لائحة الوزير السابق اشرف ريفي، تشير الاوساط السياسية الى ان "اسهمها ارتفعت وان الصوت التفضيلي ستكون له ترتيبات خاصة، وعملية توزيع هذا الصوت على اعضاء اللائحة لن يتم اعلانها قريبا حرصا على قواعد اللعبة الانتخابية وعلى فرصة فوز باقي المرشحين".

اما لائحة الوزير السابق فيصل كرامي، فتكشف الاوساط المتابعة انها تضم ثلاثة مرشحين يتمتعون بحيثية شعبية، ابرزهم كرامي ومسؤول جمعية المشاريع الخيرية طه ناجي والنائب السابق جهاد الصمد. بمعنى ان المرشحين الثلاثة بحسب كل الاستطلاعات يتمتعون بحيثية تؤهلهم لاكتساب ارقام لا يستهان بها من الصوت التفضيلي، لذلك فان اوساط هذه اللائحة ترى ان عملية توزيع الصوت التفضيلي لم تطرح بعد، انما ما اتفق عليه بين كرامي وناجي هو ان ينال كل منهما حصته من الصوت التفضيلي.

اما اللائحة الرابعة وهي "اللائحة الزرقاء"، فتكشف الاوساط ان حصتها في كسب المقاعد في طرابلس مرهونة بنشاط ماكينتها ، وان معظم الاحصاءات اكدت ان فوز النائب الجسر والوزير كبارة وارد جدا، ويسعى الأول الى كسب الصوت التفضيلي من كل انصار "المستقبل"، اما كبارة فيرى انه يمتلك فائضا من الصوت التفضيلي ويمكن ان يدعو انصاره في آخر لحظة الى منح الجسر بعض هذه الاصوات ولكن ضمن شروط يعلن عنها لاحقا.

بالنسبة الى لائحة النائب السابق مصباح الاحدب و"الجماعة الاسلامية"، فان هذه اللائحة تسعى الى تأمين حاصل انتخابي واحد على الاقل .

لائحة الاحزاب و"مواطنون ومواطنات" و"حزب سبعة" تعول على نضج المواطنين الفكري كما لائحة المجتمع المدني في مواجهة الاقطاع السياسي والفساد والمفسدين، لذلك فان املهم في الفوز يتحقق مع اصوات من يؤيد افكارهم السياسية.

واما لائحة "التيار الوطني الحر"، فترى اوساط انها تخوض المعركة بهدف تسجيل موقف.







حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم