الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

من مانسفيلد إلى بيونغيانغ عبوراً ببيروت: الحقيقة المملّة في السينما الوثائقية

Bookmark
من مانسفيلد إلى بيونغيانغ عبوراً ببيروت: الحقيقة المملّة في السينما الوثائقية
من مانسفيلد إلى بيونغيانغ عبوراً ببيروت: الحقيقة المملّة في السينما الوثائقية
A+ A-
لحظة وجدانية يعيشها المرء وهو يشاهد فيلم المخرجة الأميركية باربارا كوبل المعنون "جريمة في مانسفيلد" الذي عُرض في الدورة الأخيرة من مهرجان تسالونيك الشهر الفائت. الوثائقي الذي نتناوله هنا، واحد من هذه الأعمال التي ترتقي بصانعه وشخصياته ومشاهديه، متجاوزةً وظيفة السينما في احاطتنا بالمعلومات والمشاعر. كان كولر بويل في الثانية عشرة عندما قتل والده أمه في الحادي والثلاثين من كانون الأول ١٩٨٩. وقعت الجريمة في مدينة مانسفيلد حيث كانت تقيم العائلة. الأب الطبيب رجلٌ بارد الأعصاب، حطّم جمجمة زوجته ودفنها في قبو المنزل. يبدأ الفيلم، ونحن نرى كولر شاهداً ضدّ والده في المحكمة، مستخدماً كلّ الأدلة المتوافرة، وهي شهادة ساهمت إلى حدّ بعيد في ادانته. بعد ربع قرن، لا يزال الأب في السجن والصبي بات رجلاً في أواخر الثلاثينات يتآكله الندم. خلف الجريمة التي دمّرت حياة ثلاثة أشخاص، حقائق عدة لن تُحسم أيٌّ منها، تاركة المُشاهد في حيرة، فاتحةً المجال واسعاً للتأويلات والاستنتاجات. هل الوالد خطط فعلاً لقتل زوجته ليستقر مع عشيقته الحامل؟ أم ان الجريمة حصلت من طريق الخطأ؟ بالنسبة إلى كولر، لا يوجد شك: والده قاتل. الا انه في حاجة اليه أيضاً، فهو لا يملك غيره في العالم. وهو في الأخير والده، وسيظل كذلك مهما حصل.  بهدوء ورغبة في الفهم، يتعمّق الفيلم في دواخل الشاب المسكون بتراجيديا عائلية. يحاول البحث عن معطيات يستند اليها، بين رجل يدّعي البراءة ومعالم جريمة تدينه. لكن الفيلم هو فيلم كولر، آماله وعذاباته وقلبه المكسور وماضيه المتشظي المحروم من طفولة سوية. "جريمة في مانسفيلد"، يتبنى شكل فيلم استقصائي لا يقيم وزناً للغة السينمائية، لكنه يحرّض على التحدث عن التروما التي تُثيرها واقعة كهذه....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم