اكتشفت اختفاء عظمها بعد آلام شديدة في يدها اليسرى... ماذا تعرف عن مرض" غورهام ستاوت"؟

شكت سيدة اربعينية من ألم شديد في يدها اليسرى استوجب دخولها الى المستشفى. وبعد إجراء الفحوصات والصور الشعاعية فوجئ الأطباء باختفاء عظم العضد رويداً رويداً. وبعد مرور 18 شهراً لم يعد هناك أثر لهذه العظام.

هذه الحالة النادرة دفعت الأطباء الى دراسة والتعمق في الأسباب التي أدت الى اختفاء العظم، فتبين انها تعاني من مرض نادر يسمى "غورهام ستاوت" (Gorham Stout Disease). ونُشرت هذه الحالة الطبية في 22 آذار 2018 في مجلة "British Medical".

في زيارتها الاولى، أجرى لها الأطباء صورة "الرنين المغناطيسي" ليكتشفوا وجود ضرر أو أذى في كتفها الأيسر بالإضافة الى ترقق في عظم العضد الذي يربط الكتف بالمرفق. وإزاء ذلك، أجري لها فحص خزعتين للكشف عن السبب. بعد مرور شهرين، عادت السيدة الى المستشفى مجددا بسبب آلامها، ما جعل الطاقم الطبي يشكك باحتمال الإصابة بالسرطان. وقد أظهرت النتيجة انها تعاني من خلل في الأوعية الدموية في العظام ووجود مادة تساعد على التحام العظام بعد التعرض للكسور.

تدمير عظمة او أكثر 

مرّت سنة، وما زالت المريضة تشكو من آلام، بالإضافة الى وجود كسر آخر في الكتف. وبعد فحوصات جديدة اكتشف الأطباء ان هذه السيدة مصابة بمرض نادر اسمه " غورهام ستاوت". يتميز هذا المرض النادر بتدمير عظمة او أكثر والتسبب بإنتشار الأوعية الدموية واللمفوية التي تحل مكان العظام تدريجياً.

تعتبر هذه الحالة واحدة من أصل 200 حالة حول العالم تمّ الإبلاغ عنها، وغالباً ما تصيب الكتف، الجمجمة والحوض. ما زالت اسباب هذا المرض مجهولة، وهو يظهر في الطفولة او سن المراهقة وينتج عنه آلام شديدة وكسور وتورم دون سبب واضح.

ما هو هذا المرض؟ ما هي أعراضه؟

هو مرض نادر لم تُعرف اسبابه بعد، ويُصيب الأطفال والشباب، وقد تمّ تشخيص حوالى 200 حالة حول العالم. إكتُشفت اول حالة في العام 1955 ويتميز بالتدمير التدريجي لعظمة او أكثر ويعود ذلك الى انتشار الأوعية اللمفوية . تبدأ العلامات التحذيرية بألم حاد، وتورم دون سبب وكسور فجائية. غالباً ما تؤدي الى اختفاء العظام، ما دفع الأطباء الى إطلاق تسمية "شبح العظام".

اما بالنسبة الى تشخيص المرض فيكون من خلال التصوير الشعاعي، والتشريح الباتولوجي او علم الأمراض. وتكمن اهمية الفحص في التمييز بينه وبين الحالات المرضية الاخرى كالتهابات العظم او سرطان العظم والتحلل العظمي...

لا يوجد حتى اليوم علاج شاف من المرض لكن هناك علاجات اخرى اثبتت فعاليتها كالجراحة، العلاج الإشعاعي، وعلاج بالأدوية كالفيتامين D، فلوريد الصوديوم، غليسروفوسفات الكالسيوم والبيفوسفونات.