الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جولة لـ"النهار" في الضنيّة... تنوّع انتخابي وتمنٍ بالتغيير

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
جولة لـ"النهار" في الضنيّة... تنوّع انتخابي وتمنٍ بالتغيير
جولة لـ"النهار" في الضنيّة... تنوّع انتخابي وتمنٍ بالتغيير
A+ A-

ليست الضنية خارج المعادلة اللبنانية. مثلها مثل بقية المناطق، تتمتع بتنوع كبير في الآراء، وبرزت فيها قيادات بارزة وفاعلة في فترات مختلفة من الزمن.  

والمنطقة تناهز السبعين ألف صوت (٦٨ الف)، يقترع منهم بين ٣٨ ألف والأربعين الف، وفيها ٣٨ بلدة وقرية، تنتشر في جبال ووهاد مترامية تبدأ من حدود طرابلس، غربا، وعكار شمالا، وزغرتا جنوبا، وبشري شرقا، تلامس الساحل، وتوغل تمددا في أعالي الجبال وصولا إلى قمة القرنة السوداء، أعلى قمم شرقي المتوسط، ويشتهر من أسماء جبالها جبل الأربعين.

تتميز بوجود أكبر غابة عذراء في الشرق في الوادي المعروف بوادي جهنم، الفاصل بينها وبين منطقة عكار، حيث يعبر نهر البارد، وفيها غابات الأرز واللزاب الفريدة، ومنها يمكن التواصل مع الهرمل في البقاع.

عرفت المنطقة صراعات سياسية سابقة، فقد كانت تسيطر عليها إقطاعية آل رعد زمن الحكم العثماني، وبدخول البلاد مرحلة الحداثة والتنوع السياسي، برزت فيها عائلات كعائلة آغا الفاضل وفتفت والصمد..

بين هذه العائلات الجديدة، من التحق بأحزاب قومية - ناصرية، وأخرى يسارية، مثل الحزبين السوري القومي الاجتماعي، والشيوعي، لكن المنطقة ظلت محافظة على التقليد العائلي. 

تتمتع المنطقة بطبيعة خلابة، غزيرة الينابيع، وتقوم على الزراعة، ونظرا لجمالها، تعتبر منطقة سياحية يقصدها السياح من مختلف المناطق.

في جولة لـ"النهار"، يمكن تلمس تنوع الضنية الكبير، وتعدد الآراء والانتماءات، وتنوع المواقف من المعركة الانتخابية الحالية.

نديم فتفت، فنان من بلدة سير، يرى إنه يفترض أن تجري الانتخابات لئلا يبقى هذا البرلمان الممدد، والمفروض ان تتم الانتخابات في وقتها، وهذه هي الأهمية القصوى لها، حفاظا على الجو الديموقراطي وحرية الرأي، وبغض النظرعن الاختلافات اللبنانية الحزبية والفئوية والعقائدية، وعلينا أن نعلم الأجيال أن لبنان يجب ان يبقى بلدا ديموقراطيا، ولو كانت ديموقراطيته منتقصة نسبة الى الدول الأوروبية".

عن أهم ما في الانتخابات يجيب: "هي تجري في وقتها، والأجيال تتعود عليها، وثمة قانون يحفظ للبناني حق الرأي، وهذا ما يميزنا عن بقية الدول العربية، مع استمرار السعي الى تطوير القانون الانتخابي، ونقدر أن نحدد فجوات القانون الحالي من خلال النسبية، ونعدله لكي يصبح قانونا عصريا خطوة خطوة توصلا للنسبية المطلقة التي يطمح اللبناني اليها، مع وجود مجلس الشيوخ الذي يكفل حقوق الطوائف ويبعد الانتخابات عن الصراعات الطائفية".

وتوخى فتفت من الانتخابات أن "تعطي نتيجة يرضى عنها اللبنانيون، وتكون بعيدة عن الشوائب في عملية الفرز، ويكون الفرز بصدقية منعا لحصول طعون ووقوع شوائب بعد الانتخابات".

يؤيد فتفت لائحة "تيار المستقبل"، كما قال: "لأننا نريد أن يحصل استرخاء للطائفة السنية مع حزب الله، والسنة يعتبرون أنها طائفة مغبونة لأن هناك من "يقوطب" عليها، واتصور أن الرئيس سعد الحريري بالتفاهم مع حزب الله، يستطيع ربط النزاع، وهذه خطوة إيجابية للعودة إلى طاولة الحوار، والبحث في استراتيجية دفاعية".

وأكد أنه سينتخب "تيار المستقبل"، ولائحة سعد الحريري لأنه "الوحيد القادر على الحوار مع حزب الله، والقيام بحوارات استراتيجية على مستوى لبنان، كما يمكنه وحده أن يؤمن العقود الاقتصادية لما يمثل من علاقات خارج لبنان، على مستوى أوروبي أو أميركي أو دولي بشكل عام".

استحقاق وجميل 


اما شادي السيد من سير الضنية فيرى أن "الانتخابات النيابية استحقاق لكي يرد كل شخص الجميل لمن عمل معه جميلا سابقا. ونحن نتمنى أن تصل لائحتنا كاملة لكي نتمكن من الحصول على كمية مهمة من المشاريع. وهذا يحتاج إلى وجود كتلة برلمانية لدى شخص معين".  

عن الجهة التي يؤيدها، يكشف: "أؤيد لائحة العزم للرئيس نجيب ميقاتي، فهو يفتح مؤسساته ومستوصفاته على مدار السنة، وكل مكاتبه لم تغلق، ولا تفتح قبيل الانتخابات لتقفل في اليوم التالي للانتخابات".

عمر فتفت، طالب جامعي من سير، يعتبر ان " الانتخابات فرصة للتجديد، وبتنا نحتاج الى جديد سياسي، والماضي صار لازم يتغير".  


وأكد أننا "نحتاج الى جديد لهذا البلد، وإمكان التجديد واردة ٦٠ في المئة، وأنا سأنتخب المستقبل ممثلا بالاستاذ سامي فتفت، فهو شاب مثقف وطموح، ويمكن أن يساهم بالتغيير. ووالده الدكتور احمد فتفت معروف ومحبوب وطبعا الاستاذ سامي لديه الكفاية". 


بدوره، الشاب فؤاد محمود بكور من بقرصونا يأمل "الخير من الانتخابات". هو يؤيد الرئيس نجيب ميقاتي، لأن مكاتبه تفتح على مدار السنة. 


يتابع: " نريد فرص عمل للشباب وبناء دولة المؤسسات القائمة على الكفاية، وليس على الواسطة".  

يقول محمد نعمان، من سير، إنه سينتخب، "لأنه واجب علينا. انا لا أتوخى أمرا محددا من الانتخابات، وأنا أؤيد الرئيس ميقاتي نظرا الى ما له علينا من خدمات، فهو أنشأ مجمعا لخدمتنا، وكذلك مبنى البلدية، ويساعد الناس بالطبابة، وبكل ما يحتاجون اليه". 

على مقلب اخر، يعتبر مختار بلدة بقاعصفرين ياسر زود ان "الانتخابات استحقاق للانسان كي يختار فيها من يمثله، وعلى النائب أن يقدم خدمات حسب المطلوب منه من إنماء للمنطقة التي تتبع له، وليس مجرد خدمات شخصية. وفي الفترة التي يعيد فيها ترشيح نفسه، هناك مثل يقول: عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، وكل انسان يحصد مثلما يزرع. هذا على صعيد النواب، أما نحن كشعب في المنطقة، فننظر إلى الانسان الذي خدم الناس، فلا نضيع له حقه". 

تبقى الانتخابات، بنظر محمد الصمد من بخعون، انها "تمثل الشخص المناسب في المكان المناسب، والشعب ينتخب الشخص الذي يناسبه للوصول الى مجلس النواب، وهو بنظري جهاد الصمد الذي يتمتع بمواصفات جيدة، وهذا رأي الناس، وليس رأي العائلة، والناس هم من سيتكلمون في الانتخابات عنه. وهم سيقررون مصير الضنية لمن سيكون، ومن سيمثلها". 

 هي عينة من اراء شبابية، فأي تغيير يمكن ان يترجم في صندوقة الاقتراع؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم