السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أقدم متحرش في التاريخ... بردية فرعونية تروي قصته

المصدر: "النهار"
القاهرة-ياسر خليل
أقدم متحرش في التاريخ... بردية فرعونية تروي قصته
أقدم متحرش في التاريخ... بردية فرعونية تروي قصته
A+ A-

بهذه المقدمة افتتح موقع "كوارتز أفريكا" الأميركي تقريره عن بردية فرعونية توثق اعتداءات "ذئب بشري" قديم. وأضاف الموقع: "على الرغم من أن قصة بانيب ليست جديدة، ولكن إعادة تقييم القصة في عصر حملة #Metoo يغير المنظور لهذا النذل العتيق". 

ويقول بسام الشماع، الباحث في علم المصريات لـ"النهار": "تولى بانيب رئاسة العمال -على الأرجح- في السنة الخامسة من حكم الملك سيتي الثاني، وهذا يعني انه كان موظفا حكوميا. ولقد اتهم بأكثر من جريمة، ولدي قائمة لأكثر من 25 اتهاما موجهاً لهذا الرجل. إنه حالة شاذة، لا يمثل المجتمع المصري القديم، هو مجرم ومريض نفسيا لأن كمية الشر الذي فعله لا يخرج من رجل عادي، وقد وصف بالفعل في عصره بأنه يتصرف كرجل مجنون".



وسرد الباحث المعروف بعض الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها بانيب: "لقد قام بسرقة ثوب امرأة، وانتهك حرمة نفس المرأة، وارتكب الفاحشة مع المواطنة توي، وهي زوجة عامل، كما ارتكب الزنا مع المواطنة حونرو، وهي متزوجة برجل غيره، ومارس الزنا مع اخت حونرو، وألقى بسيدة أعلى حائط ثم اعتدى عليها جنسيا".

وإضافة إلى الانتهاكات الجنسية ارتكب جرائم وخروقات للقانون، ومنها: "سرقة مخازن الملك سيتي مرنبتاح (سيتي الأول)، واخذ غطاء عربة الملك، وسرق بخور الأرباب، وجلس على تابوت الملك، رغم أن الملك كان محنطا بداخله، وهذا يعد تجاوزا في ذلك العصر، ودخل 3 مقابر، وهو أمر مخالف للقوانين، و(أعطى شيئا لكاتب)، وهذا يمكن ترجمته على أنه قدم رشوة لهذا الكاتب. وقد ارتكب سرقات أخرى، كما طارد رئيس العمال، وضرب 9 رجال. لقد كان بلطجياً، وكان يهدد المدعو حاي، وهو رئيس عمال أيضا، ويتوعده بمهاجمته في الصحراء وقتله، وسرق سرير من إحدى المقابر، وضرب العمال في حفلة ليلية، وصعد فوق سطح مبنى وألقى بالحجارة على الناس، كما اقسم بالملك، وهو ما يعد أمرا مذموما".

وأوضح الشماع أن "كل هذه الأحداث وقعت في مدينة العمال، في البر الغربي من مدينة الأقصر، وهي مدينة عظيمة، لأنها تثبت أن العمال كان لهم أسلوب حياة مختلف عن العامة، وكانوا يحظون بتقدير خاص في مصر القديمة، وقد تم توثيق هذه الاتهامات على بردية Papyrus Salt 124 في المتحف البريطاني، ويعود تاريخها إلى العام 1200 قبل الميلاد".


وأشار الباحث البارز إلى أنه بعد زمن من عهد سيتي الثاني، وانتهاكات بانيب "جاء ملك اسمه رمسيس الثالث، وقرر أن ينشئ حدائق غناء للمصريين حتى يتنزهوا فيها ويستمتعوا بأوقاتهم، وكان هناك حرص على تجنب وقوع حالات للتحرش أو أي مضايقات للنساء، فأرسل الشرطة إلى تلك الأماكن للتعامل مع أي انتهاكات. وكان الملك يتفاخر بأنه أسعد رعيته من الفقراء والمساكين، وأتاح لهم التمتع بالحدائق الغناء وظلال الأشجار والهواء، لأنه لم يكن بمقدورهم الحصول على تلك الفرصة. فقد كان الأغنياء فقط هم من يمتلكون حدائق خاصة بهم من دون السماح للفقراء بدخولها".

وأضاف: "بعد أن أقام الحدائق أمر رجال الشرطة بأن ينتشروا في المدن والقرى لحماية النساء من الأشرار المتسكعين في الطرقات، فلم يستطع أحد أن يوجه لفظا جارحا أو يضايق امرأة ، وكما ذكر سليم حسن في (موسوعة مصر القديمة)، فقد كتب رمسيس الثالث مفتخرا بما حقق (وضمت لكل الناس سلامة في مدنهم)، وقضى الملك على الفوضى التي سبقته، وحقق إنجازا يحسب له في مقاومة التحرش".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم