سمر سلامة تغنّي بصوت مملوء بالنعمة: "اعتقدنا فعلاً أنّ السماء قريبة"

للمكان روعته وخشوع من نوع آخر، كنيسة المخلص في "ايسي لي مولينو" في باريس ليست كغيرها، فيها خشوع ينبع من فرح استعادة هذا المكان المقدس الذي تحول إلى علبة ليل ومكاناً للحفلات الصاخبة بعد نزع صلبانه وأيقوناته، ثم استعادته الكنيسة المارونية بفضل أحد أبنائها، وتم تكريسه في كانون الثاني الماضي. 

أمسية بسيطة قدمت خلالها السوبرانو العالمية سمر سلامة أغاني تنوعت بين الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الشرقية كما في العديد من حفلاتها، حيث تمزج الشرق الساكن في قلبها مع الغرب الذي احتضن صباها وعلّمها أجمل الألحان. ورافقها على البيانو ايلي صوما. دخلت كأميرة بين الجمهور الكثيف من الباب الخلفي للكنيسة ترتل "آفي ماريا" من كاتشيني بصوتها الجميل الذي زاده الحَمل جمالاً، ولم تمنعها أشهر حملها التاسع بجنين هو الثاني بعد طفلتها الرائعة فالنتينا، من أن تُفرح قلب السامعين الذين حضروا إلى الكنيسة الأثرية الجميلة المستعادة، والتي ضمت جمهوراً من اللبنانيين، وآخر من الفرنسيين القاطنين في الجوار، والذين رحبوا بعودة الكنيسة إلى ما كانت عليه.  

غنت بحنجرتها التي تملؤها القداسة، وكما والدها الفنان المعماري حبيب سلامة الذي بنى ورمم العديد من الكنائس والجامعات في لبنان. أرادت هي أن تساهم من خلال صوتها بإعادة ترميم هذه التحفة المعمارية وهذه الكنيسة الملهِمة. غنت الموسيقى المقدسة "غلوريا" من فيفالدي، "مانيفيكا" من باخ، "بانيس انجيليكوس" من فرانك و"جوبيلات" من موزار "سالفي ريجينا" وغيرها.

القسم الثاني كان لأغانٍ من زكي ناصيف "أنشودة السلام" والأخوين رحباني، وغنت فيروز على طريقتها الأوبرالية الخاصة "عإسمك غنيت" "إيماني ساطع". بعد دخولها الجميل، تحدثت عن تعلقها بهذا المكان والعودة إلى الجذور وعن النعمة، وسرورها لتقديم هذه الأمسية وفخرها بالمساهمة على طريقتها لنهضة هذه الكنيسة التي استعادت رسالتها الأساسية وأضواءها، "الكنيسة تولد من جديد بتكريسها، وأنا فخورة أنني جزء من هذا الحدث".

الأمسية الأوبرالية الراقية في كنيسة المخلص في "ايسي لي مولينو" نظمها "مجلس لبنانيي فرنسا" (كولفي)، برعاية راعي ابرشية سيدة لبنان للموارنة في فرنسا المطران مارون ناصر الجميل في عيد الربيع، حيث اجتمع المسيحيون والمسلمون. ريع الامسية يعود إلى ترميم الكنيسة وإعادة رونقها وزهوها، والمجلس مؤلف من رؤساء جمعيات منتخبين من أصل لبناني ورجال أعمال وناشطين فرنسيين من أصل لبناني، وهدفه تسليط الضوء على اللبنانيين الناجحين في فرنسا.

"هذه الحفلة الموسيقية هي لدعم كنيسة المخلص، وهي أول كنيسة ملك للبنانيين في فرنسا استردتها مطرانية الموارنة. ويعود ريع الاحتفال اليوم إلى المطرانية في فرنسا لترميم الكنيسة التي بيعت في السابق وتحولت إلى ملهى ليلي، قبل استعادتها". كما أوضح رئيس المجلس السيد جواد حجار لـ"النهار". وشكر الداعمين الذين ساهموا في قيام هذه الحفلة، وسمر سلامة التي قدمت هذه الأمسية.

وشكر المطران الجميل سمر سلامة قائلاً: "اعتقدنا فعلاً أنّ السماء قريبة عندما غنت". كما شكر عازف البيانو وابرهيم قزي وزوجته لأنهم زرعوا الفرح في قلوبنا.