نلمّعُ زجاجَ السماء بدعواتنا
نعصرُ الغيمَ بأحلامنا
نمسحُ عن شوارعنا الدم العالق بأيدينا
نرتبُ جرائمنا بحسب خوفنا
ونظنُ بأننا دفنا الأدلة
من دون أن نحصي جراحنا
نبني بالحديد والأسمنت قبورنا
وعندما ينهكنا الجوع
نطفئ عيون المنطق بأعقاب سجائرنا
فتنفتح أبواب التيه أمامنا
ونحن ما زلنا ببطون خاوية
فتكون الطائفية
الطبق الدسم على الإفطار
والمفضّل عند الغداء
والوحيد في المساء
هكذا نأكل منها
ثلاث مرات باليوم
ولا نصاب بالتخمة
بعد الطعام
بالماء والصابون
نغسل أيدينا جيداً
كل شيء يزول
إلا دم الطائفية يبقى
عالقاً لا يجف ولا يزول
بين أصابعنا
على شفاهنا
في أجوافنا
نحن الضحايا
القتلى.