الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عمّ الفرح الكئيب!

المصدر: "دليل النهار"
اندره جدع
A+ A-

"انت وقاعد" قدّام الشاشة الصغيرة أو الكبيرة حسب احوالك المادية تتوالى الاخبار والملاحق عن الافراج عن مخطوفي اعزاز بعد أكثر من خمسمئة يوم على احتجازهم. نسمع التقارير الاخبارية التي تحدثك عن الفرح العارم الذي يعم بيوت المحررين ومناطقهم فرح عظيم وكبير... هلق صحيح ومن الطبيعي جداً أن تعم الفرحة بعودتهم بعد حجز ظالم. ويتمنى الجميع عودة كل المخطوفين الى بيوتهم وأحبابهم، لتعم الفرحة كل بيوت هذا الوطن...


لكن هيك خطر على بالي سؤال: هل صار الفرح في أيامنا هذه يقتصر على تحرير مخطوفين وانتظار عودة آخرين من غربتهم القسرية؟ هل صار الفرح مرتبطاً بأحداث أليمة تجعل القلب ينعصر حزناً شهوراً وأسابيع لينبض فرحاً لبضع لحظات لا تكفي لفتح شرايينه المسكرة حزناً متراكماً يتزايد مع انقسام عمودي بين ناس الحي الواحد؟ هل صار الفرح حقاً يقتصر على لحظات الخروج من ضيقة أو أزمة؟ هل مثلاً يجب أن نفرح مع الفرحانين ونطلق النار ابتهاجاً برجوع رئيس محور من رحلة سياحية من تركيا أو نفرح بإشعال الدواليب بمناسبة اطلاق سراح أبو الغضب وعودته ظافراً بمرافقة مسؤول رفيع الى مسقط رأسه شبه المدمر والمخردق من كل الجهات؟ وأنت حين تتفرج على تلك الصور هل حقاً يجب أن تشعر بالفرحة أو أن تشارك بعض القبضايات تحت شعار "يا فرحة ما تمت"، لأن ريسهم ما زال محجوزاً، أو تشاركهم الغضب لأن زمن الفرح لم يحن بعد؟ وهل مثلاً، ايضاً وايضاً، يجب أن نعتبر عودة طيارين اتراك الى بلدهم فرحة أم انها أزمة وعدّت على الطريقة المصرية... على الشاشات انقلب مفهوم الفرح الذي كنا نعرفه، فرح العطاء وفرح الحياة وفرح الطفولة الضائعة مع احداث متلاحقة أعادت الى الاذهان مقولة "بعدنا طيبين قول الله". أعرف صديقاً من عائلة فرح تسأله عن حاله بيزعل... منرجع منشوفكن بالافراح، إذا رجعت...

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم