ما بعد عيد الشهداء

يكثر الكذب بعد الصيد، وقبل الانتخابات جورج أورويللشدة ضيقي من الصوت التضليلي في قانون قايين وهابيل، كما سمّاه وزير الداخلية، أو قانون قايين والمهابيل، كما هو واقع الحال، تسرَّبْتُ مما نحن فيه إلى جولة في إيطاليا نظمها ابني توفيق لوالديه وولديه وزوجته وأخته، سحابة ستة أيام نَعِمْتُ فيها بعدم مشاهدة الشاشات، وانصرفت الى التجوال في دولة كان يجب أن تُسمَّى المتحف الإيطالي، لا الجمهورية الإيطالية؛ فمنذ عبور الجسر فوق نهر "التيبر" وصولاً إلى الساحة الاسبانية، أحسست بأن أهم أسباب الجمال، هو المحافظة عليه. هذا قالته لي معالم روما التي اسْتَعْرَضَتْ روائعَها أمامي من خلال عربة خيل ترتجُّ فوق البلاط التاريخي المصون من النفايات والتلوث، فمررت بعشرات الكنائس التي تقرع أجراسها في الأسماع كدخول السكينة الى النفوس، وشاهدت "الكوليزيو" بأم العين في ثوب حضاري، بعد أن أرتنا فيه الأفلام السينمائية عشرات المصارعات المتوحشة.أما اليوم المشهود، فهو زيارة كنيسة "سيستين" حيث استغرقت "الرحلة" ساعتين ونصف ساعة في أروقة العصور، وأبهاء الفنون التي كادت تحتكرها دولة الفاتيكان، هندسة ونحتاً وتصويراً وأفواجاً من الزائرين والمؤمنين الذين جاؤوا مثلي ليملأوا الذاكرة والوجدان بأرقى ما ابتكره الإنسان.يُعَرِّفُ "أرسطو" الفن، بأنه إدخال السرور إلى قلوب الناس، وهذا ما حاولت أن أستمده وأتزوده في هذه الفسحة بين كَمَدَيْن،...