الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"الكراسي" والجماهير مؤمنة..."متعهدون" ناشطون وسماسرة يصطادون مرشحين

المصدر: "النهار"
ر.ع
"الكراسي" والجماهير مؤمنة..."متعهدون" ناشطون وسماسرة يصطادون مرشحين
"الكراسي" والجماهير مؤمنة..."متعهدون" ناشطون وسماسرة يصطادون مرشحين
A+ A-

في خضم السخونة الانتخابية بين اللوائح الـ 70 المتنافسة على مساحة 15 دائرة في بيروت والمناطق تنشط مجموعات من " المتعهدين"في موسم الانتخابات الذين يعرضون خدماتهم للمرشحين الذين لا يستطيعون مجاراة لوائح الأحزاب الكبرى وماكيناتها.

وتروي شخصية سياسية ل" النهار " أن هذا النوع من المتعهدين يستغلون أعدادا لا بأس بها من المرشحين من خلال إطلاق الوعود امامهم لقاء تنظيم مهرجانات لهم يحضرها المئات من الأشخاص من مختلف الأعمار لقاء بدل مادي يدفعه المرشح ومن دون أن يضمن بالطبع حصوله على أصواتهم في 6 أيار المقبل.

ويروي مرشح ان فاعلية بيروتية عرضت عليه تنظيم لقاء مقابل أن يدفع مبلغ 30 الف دولار . ويؤمن الجمهور هنا على طريقة الذين يشاركون في بعض البرامج التلفزيونية.

وتحرك هذه الفاعلية جملة من المفاتيح الانتخابية وتتعاون مع مجموعات من المرشحين على لوائح مختلفة ومتنافسة. ويوفر المتعهد هنا تأمين الكراسي وكل المستلزمات لإنجاح المهرجان وإخراجها بالطريقة التي ترضي المرشح وتظهر انه صاحب حضور في دائرته. وثمة فرقة خاصة تواكب اللقاء وتقوم بمهمة إطلاق الهتافات من موشحات : "شيخ الشباب. واهلا بالنائب المقبل"!

وإضافة إلى توفير هذه الخدمات للمرشحين، ولا سيما المغمورين منهم تقوم فرق خاصة بمهمة طبع الصور والصاقها وتثبيت لافتات على ما تبقى من جسور على طول الطرق وفي مختلف المناطق. ولا يشاهد المواطن إلا " عواصف" من التأييد والمبايعة و ليس من الضرورة أن تترجم في صناديق الاقتراع. ويكتفي المرشح هنا بنشر صوره على صفحته على الفايسبوك ليظهر أمام عائلته ومن يهمه الأمر أنه قادر على حصد أصوات تفضيلية تحولت ذهبية في زمن القانون القائم على النسبية بعد رحلة طويلة مع قوانين الأكثرية.

وسمح الصوت التفضيلي لإعداد من الناخبين في استغلال لوائح حزبية كبرى وارتفعت معه سلسلة مطالب هؤلاء تبدأ عند تأمين مشاريع في البلدات ولا تنتهي عند توفير بعض المصالح الخاصة. ولا يتوانى ناخبون عن استعدادهم لبيع أصواتهم في سوق الانتخابات.


العشائر على الخط


وإلى جانب هذا النوع من الخدمات الانتخابية، ثمة شيوخ عشائر في الشمال والبقاع يتصلون برؤساء لوائح ومرشحين ويعرضون عليهم الاستضافة "على فنجان قهوة عربية" ، على أن يقوم المرشح في نهاية الحفل بدفع مبلغ من المال.

في غضون ذلك تتسابق لوائح عدة على حجز إعداد من الناخبين، ولا سيما من الذين تجنسوا في أوائل التسعينات وانزلوا على لوائح شطب في بلدات في المتن ودوائر أخرى في جبل لبنان وصولا إلى الشمال. ويعرف هؤلاء استغلال الكثيرين من المرشحين.


 وتبقى المفارقة أن كل هذه المخالفات تحصل على مرأى من الجميع ومن دون أن تتمكن هيئة الإشراف على الانتخابات من ضبطها في ظل انتشار أفواج من سماسرة الانتخابات في أكثر من دائرة الذين يستغلون مجموعات من المرشحين المغمورين الذين يعرفون انهم لن يتمكنوا من احتلال مقعد نيابي والوصول إلى ساحة النجمة.

وسلام على الديموقراطية.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم