ماكماستر "تحرّر" من نصّ ترامب ... "طلقة فراق" ضدّ الروس
ووصف ماكماستر هذا التوتّر بأنّه سباق بين "مجتمعاتنا الحرّة والمنفتحة والأنظمة المغلقة والقمعيّة". يستمرّ الاختلاف واضحاً بين نظرة المسؤولين في البيت الأبيض إلى روسيا ونظرة الرئيس الأميركيّ نفسه إليها هو الذي يحتفظ بكلام ليّن وإيجابيّ أحياناً تجاه الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين. وفي شباط الماضي، حين تحدّث ماكماستر عن وجود أدلّة ثابتة حول تدخّل موسكو في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة خلال محاضرة في مؤتمر ميونخ للأمن، ردّ ترامب سريعاً على مستشاره عبر تغريدة على "تويتر" كاتباً أنّ ماكماستر "نسي قول إنّ نتائج انتخابات 2016 لم تتأثّر أو تتغيّر وإنّ التواطؤ الوحيد كان بين الفاسدة هيلاري، اللجنة الديموقراطيّة الوطنيّة والديموقراطيّين... "
مفارقة
نائب محرر الشؤون الأميركيّة في صحيفة "ذا دايلي مايل" البريطانيّة جوف إيرل لفت النظر إلى أنّ الخطاب الحادّ لماكماستر والذي وصفه ب "طلقة الفراق" جاء في اليوم نفسه الذي أعلن خلاله ترامب أنّه سيكون "أمراً رائعاً" بناء علاقات أفضل مع بوتين. وأضاف أنّ ماكماستر، وعلى الرغم من مهاجمته لموسكو، لم ينتقد علناً الرئيس الأميركيّ. لكنّه رأى أنّ روسيا تنكر "بشكل سافر وغير قابل للتصديق" تصرّفاتها و"أنّنا فشلنا في فرض كلفة كافية" عليها كثمن لتصرّفاتها. وقال ماكماستر إنّ #روسيا تقف خلف "محاولة قتل" سكريبال قائلاً إنّ الأمر كان عبارة عن أول استخدام لهجوم كيميائيّ في أوروبّا منذ الحرب العالميّة الثانية.
وحذّر ماكماستر من أنّ "ثقة الكرملين تزداد (بنفسه) في الوقت الذي يشنّ فيه عملاؤه حملاتهم الممنهجة لتقويض ثقتنا بأنفسنا وببعضنا البعض"، مشيراً إلى أنّ بوتين سيكون مخطئاً لو ظنّ أنّ بإمكانه تحقيق أهدافه. كما أكّد أمام الحضور الديبلوماسيّ أنّ إستونيا ولاتفيا وليتوانيا تعرّضت هي أيضاً للحرب الروسيّة الهجينة.
ومنذ أيّام، أعلن مستشار بوتين لشؤون السياسة الخارجيّة يوري يوشاكوف أمام صحافيّين إنّ الرئيس الأميركيّ اقترح على نظيره الروسيّ عقد قمّة في البيت الأبيض وذلك خلال اتّصال هاتفيّ بينهما الشهر الماضي قبل طرد واشنطن لمجموعة من الديبلوماسيّين. وأضاف أنّ ترامب كان قد عرض أن يحصل اللقاء في البيت الأبيض.
تشابه ظروف
ستيف بينن من شبكة "أم أس أن بي سي" الأميركيّة كتب أنّ ملاحظات ماكماستر العلنيّة تتشابه مع تلك التي أدلى بها قبل أن يقرّر ترامب استبداله. ففي 15 آذار الماضي، وخلال مناقشة الأوضاع السوريّة داخل متحف الهولوكوست التذكاريّ، قال إنّ "روسيا هي متواطئة في الأعمال الوحشيّة للأسد". ووجّه إدانة للروس أيضاً في قضيّة تسميم الجاسوس السابق.
يشير بينن إلى أنّه بعد هذا الكلام بأسبوع، قرّر ترامب رحيل مستشاره. وذكر أنّ آخر ما قام به ماكماستر كمستشار هو توصيته بطرد عشرات الديبلوماسيّين الروس من الأراضي الأميركيّة. "يكاد يكون الأمر وكأنّ ماكماستر، حين لم يعد آبهاً بالقراءة من النصّ المفضّل لرئيسه، شعر أنّه بات أكثر حرّيّة للتعبير عن قلقه بشأن موسكو". وعن فشل الغرب بفرض ثمن باهظ على الروس بحسب تعبير الجنرال الأميركيّ علّق الكاتب: "يتساءل المرء ما إذا كان رئيسه يوافق على ذلك".