مذكرات- الشرطة القضائية توقف قتلة الأمير جوبر في صوفر بسرعة قياسية
يعيش الأمير جوبر، (75 سنة)، الذي ينتمي إلى دولة نفطية غنية، في قصره في صوفر مع أربع زوجات، إحداهن لبنانية، وستة أطفال دون الخامسة عشرة. يقيم الأمير في هذا القصر معظم أيام السنة. وكان أوكل مهمة صيانة المكيفات إلى لبناني يدعى عبد الغني (25 عاماً)، ويقيم صيفاً مع أهله في رويسات صوفر.
بعد ظهر الاثنين 8-11-1969، عثر على الأمير مقتولاً بالسكاكين وجثته ملقاة في حديقة الدار ومغطاة بحزمة من الحطب والدماء تسيل منه. استدعى سكان القصر مخفر درك صوفر الذي حضر في الحال، إلى جانب النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان، وآمر فصيلة درك عاليه. وعملت مفرزة بعبدا الجنائية والأدلة التقنية والطبيب الشرعي للكشف على الجثة. فتبين أن الأمير تعرض لطعنات قوية بسكين من أكثر من شخص. وعثر على السكين مطموراً تحت تربة الحديقة.
بعد أن انتشر خبر مقتل الأمير، طالب سفير بلاده الدولة بسرعة الكشف عن الفاعل وتوقيفه، لما خلّفه من خوف عند رعايا الخليج العربي الذين غالباً ما يمضون الصيف والشتاء في لبنان.
سرت شائعات بتورط شاب من سكان صوفر بقتل الأمير لأسباب شخصية، لكن قاضي التحقيق في بعبدا استناب آمر مفرزة بعبدا الجنائية للتحقيق وكشف خفايا هذه الجريمة التي هزت الجبل.
توجهت دورية من مفرزة قضاء بعبدا للتحقيق وسرعة إماطة اللثام عن هذه الجريمة البشعة، واستجوبت زوجات الأمير بحضور قنصل بلده، وكذلك عامل الصيانة والناطور، وبعض الذين تربطهم بالأمير صداقة ممن يرتادون القصر من حين الى آخر. وتبين في التحقيق أن الزوجة اللبنانية على علاقة مع عامل صيانة المكيفات المقرب من المغدور، والذي أخضع الى استجواب طويل وقاس. وتبين ان الزوجة اللبنانية حياة، تقيم معه علاقات عاطفية وهي التي شجعته على التخلص من الأمير الثري الذي سيترك لها إرثاً كبيراً إضافة إلى المجوهرات التي سبق أن قدمها لها عند الزواج.
رسم عبد الغني خطة مع صديقه جوزف، الذي يعمل في سينما بشارع الحمراء، لقتل الأمير يوم الاثنين بتاريخ 8-11-1969 وبعد أن تناولا معه الشاي في أحد أجنحة القصر، تعاونا على طعنه أكثر من عشر طعنات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وخبأ جوزف السكين تحت الأرض الموحلة وغادرا المكان.
أوقفت فصيلة شرطة حبيش جوزف بقيادة الملازم الأول سمير الشعراني، وفقاً لإشارة النائب العام الأستئنافي في بيروت. وأجرت الأدلة الجنائية مقارنة بصمات جوزف مع تلك المرفوعة عن قبضة السكين، فجاءت مطابقة.
حضر قائد الشرطة القضائية، المقدم رؤوف عبد الصمد برفقة قاضي التحقيق في جبل لبنان واستمعا إلى إفادة حياة التي تبين أنها حرضت عشيقها عبد الغني على قتل الأمير طمعا بالمال، والزواج منه لاحقاً. كما وُعد جوزف بـ 500 ل.ل. مكافأة له على مساعدته في تنفيذ جريمة القتل. وحضر سفير دولة المغدور شخصياً الى المفرزة برفقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي محمود البنا ومندوبي الصحافة والإعلام، حيث شكر الجميع على الجهود التي بذلوها لتوقيف القتلة، الأمر الذي أعاد الثقة إلى الرعايا الخليجيين.
أبرزت الصحافة هذا الإنجاز الأمني الهام والذي نشر الثقة في أجهزة الدولة الشرعية، والشرطة القضائية بما لديها من قدرات في فنون التحقيق، وثقة القضاء الجزائي بها.. ما يعزز تعاون المجتمع والشرطة للتصدي لمخططات المجرمين، الذين مهما جهدوا في التخطيط واستخدام الأساليب المختلفة لإخفاء الأدلة في مسرح الجريمة، لكنهم في النهاية سيقعون في قبضة العدالة لينالوا القصاص المناسب.
كما نوه المدير العام لقوى الأمن الداخلي بكل العناصر الذين شاركوا في كشف خفايا هذه الجريمة النكراء، وقدم لهم مكافآت مالية على عملهم لسرعتهم بكشف ملابسات الجريمة وتوقيف المجرمين.
أُودعت الزوجة، حياة، وعشيقها عبد الغني، وصديقه جوزيف، النيابة العامة الأستئنافية في جبل لبنان لتصدر بحقهم لاحقاً أحكام جزائية قاسية عقاباً لهم على الجريمة التي ارتكبوها.
إن ثقة المجتمع بالشرطة ترتكز على جدارتهم بتنفيذ مهام الضابطة العدلية المعاونة للنائب العام الاستئنافي وقاضي التحقيق والتي تهدف إلى إماطة اللثام عن أخطر الجرائم وتوقيف الجناة. وبذا يعكسون الصورة الناصعة لدور قوى الأمن الداخلي، المكلفة صون النظام والمحافظة على سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم وضمان تطبيق الشرعة الدولية لحقوق الإنسان المكرسة في مقدمة الدستوراللبناني.