الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"العرّاب" أحمد خالد توفيق أغمض عينيه لمرة أخيرة... "صار كالآخرين"

المصدر: ("بي بي سي"، "المصري اليوم")
"العرّاب" أحمد خالد توفيق أغمض عينيه لمرة أخيرة... "صار كالآخرين"
"العرّاب" أحمد خالد توفيق أغمض عينيه لمرة أخيرة... "صار كالآخرين"
A+ A-

"بعد قليل تأتي اللحظة التي تقرر فيها أن تتخلى عن عينيك لتصير كالآخرين"، كلمات من رواية "شاي بالنعناع" للكاتب أحمد خالد توفيق. 

أتت اللحظة ولو باكراً على أحمد توفيق. تخلى عن عينيه، وصار كالآخرين، ميتا.

الكاتب والطبيب المصري أحمد خالد توفيق توفي أخيراً في أحد مستشفيات العاصمة المصرية، إثر أزمة صحية مفاجئة. 

سرعان ما انتشر الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي. "رحل العراب".

يسمى توفيق بـ"العراب" بين قرائه ومحبيه. مع أنه كان يبغض هذه الصفة، فقال يوماً إنّ "الهالة التي يضفيها قراؤه عليه تزعجه عندما يشعر أنه يتوقع منه ما يفوق إمكاناته".

كان توفيق من أوائل الكتاب العرب الذين كتبوا في مجال الخيال العلمي مستفيداً من اختصاص الطب الذي درسه في جامعة طنطا. تخرج منها في العام 1985. كما حصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة من جامعة عين شمس عام 1997. وووظف بعدها معرفته العلمية في الأدب. كما اتجه نحو كتابات الرعب.

أصدر سلسلة "ما وراء الطبيعة" عام 1992، التي كانت اولى باكوراته الروائية "أسطورة مصاص الدماء"، التي رفضت من المؤسسة العربية الحديثة حيث كان يعمل. "أسلوب ركيك، ومفكك، وتنقصه الحبكة الروائية، بالإضافة إلى غموض فكرة الرواية" هو الرد الذي تلقاه توفيق من المؤسسة بداية. لكن مع تعدد اللجان التي درست الرواية، أتاه رد لاحق: "الأسلوب ممتاز، ومترابط، به حبكة روائية، فكرة القصة واضحة". مضى بعدها توفيق ليكمل السلسلة. تجاوزت السلسلة الثمانين كتاباً ولاقت نجاحاً جماهيرياً باهراً وثقافياً واسعاً.

أصدر بعدها روايات عدة: "يوتيوبيا"، "السنجة"، "زغازيغ"، "شاي أخضر" ...وغيرها. وبذلك يكون توفيق قد فتح كوّة في مجال الأدب العربي، عبر روايات الخيال العلمي والرعب التي لم تكن رائجة في الوسط الأدبي. إذ إن القارئ العربي كان يشبع نهمه الأدبي في مجال الخيال العلمي من روايات مترجمة. وبذلك يكون توفيق قد أثر على جيل لاحق من الكتاب المصريين، مثال أحمد مراد، صاحب "الفيل الأزرق" و"1919".

شيع جثمان الراحل في جنازة حضرها المئات الثلثاء في مسقطه. ونعته وزيرة الثقافة المصرية ايناس عبد الدايم.

يقول أحمد اسماعيل، الشخصية الرئيسية في "ما وراء الطبيعة": "أنا الشيخ الفاني الذي تشبه حياته ورقة في شجرة صفصاف إبّان الخريف. الكل ينتظرها كي تسقط, الكل يعرف يقينًا أنّها ستسقط، ناموس الحياة يقول إنها ستسقط، لكنها لم تسقط بعد! والتفسير الوحيد عندي هو أن أجلي لم يحِن بعد". 

توفيق رحل جسدياً، لكن أعماله وأقواله ستظل راسخة في ذاكرة اجيال من محبيه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم