الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

راحة اليوم السابع

سمير عطاالله
Bookmark
راحة اليوم السابع
راحة اليوم السابع
A+ A-
دخل المساعد الشاب جاك شيراك على رئيس الوزراء جورج بومبيدو ومعه مجموعة مراسيم لتوقيعها، فقال له ساخطاً: "هناك الكثير من القوانين، والكثير من النصوص، والكثير من التسويات في هذا البلد. إنهم منهكون. دعوهم يعيشون قليلاً وسوف ترون ان كل شيء سوف يتحسن. حلّوا عنهم. يجب أن نحرر هذا البلد". يخطر لي أنه يجب أن نفكر في اللبنانيين أحياناً، ولو رغماً عنهم. إنهم حقاً يستحقون العطف وقد غمرتهم أكوام القرارات والقوانين وكمامات الشعارات وجميع أنواع التلوث البيئي والاخلاقي، وصَمَّت طبلات آذانهم رشقات البذاءة والدلع. دعوهم يحيون قليلاً.نقلت كلام بومبيدو (1) عن افتتاحية فرانز- أوليفييه جيسبير، آخر قلم في جيل أحبار الصحافة الفرنسية، اوبير بوف ميري (سيريوس)، وفرنسوا مورياك، وجان جاك سرفان شرايبر، وجان دانيال، ورائعتهم فرنسواز جيرو. ولا بد أن انقل عنوانها ايضاَ: Pauvre France، وترجمته عندنا، "مسكين لبنان". فما دمنا لا نكف عن التشبه بالدولة التي تركت لنا المؤسسات من الجيش الى القضاء الى الشرطة الى التعليم الى الطب، لا بد أن نتذكر دوماً المقارنة بين حضيضها وحضيضنا. لا المكابرة تفيد ولا التكبّر ينفع، ومسكين لبنان، ومساكين هم اللبنانيون، وهنيئاً لمن له مربط (لا مرقد) عنزة في أي بلد آخر. يُفضَّل ان يكون فرنسا، التي لم تغير عادتها القديمة بتسميتنا بلاد الأرز، وتسمي مؤتمرات رعايتنا سيدر، مسلسلاً، واحد اثنين الى آخر مجاميعه.من يمكنه القول إننا في حاجة الى مساعدات، عندما يرى مظاهر ابهتنا الفاقعة مثل العين البلقاء؟ من يمكن أن يرى كلفة هذه التسمية الانتخابية في المهرجانات والكرنفالات والأرصفة والأزقة والطرقات والخطابات، ثم يصدق أننا بلد في حاجة الى مساعدة؟ كيف نحن دولة مفلسة والشعارات التي نمر تحتها تمنِّنا بكل ما لنا ولهم، وترفع علينا منّة النفط؟ ألا ينوي "ربنا" ان يرتاح في اليوم ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم