الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

إيلي صعب مُكرّماً: هذا العاشق الكبير لشتاء بيروت!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
إيلي صعب مُكرّماً: هذا العاشق الكبير لشتاء بيروت!
إيلي صعب مُكرّماً: هذا العاشق الكبير لشتاء بيروت!
A+ A-

مساء أمس، انصهرت رومانسيّة المطر الربيعيّ "المُشاغِب" بالمبنى التاريخيّ "الساحِق" بذكرياته والمُلقّب ببيت بيروت، ليكتَمل مشهد تكريم رجل يَعشق شتاء بيروت ونزوات روح العاصمة الخليلة بالرغم من سيطرته المُطلقة على عالم الموضة والأناقة في عواصم العالم بأسره.

هذا الرجل الاستثنائي الذي طرّز أحلامه ثوباً مُتأرجحاً يحضن الأجساد الغضّة التي لا تخشى الترنّح على صدى أنوثتها، كان المُكرّم مساء أمس في بيت بيروت الشاهد على جرائم شائنة وعلى حرب كادت ان تأخذ معها كل شيء لولا هذا الإصرار المُرعب على التغلّب على "الإيام السودا" بإبتسامتها الساخرة وهذا التعالي الموجِع!

وهو ما زال يذكر تنهيدات الحرب وغصّتها العالقة في الروح، ولم ينس أيامه الأولى في رحلة "الألف قصّة" التي انطلقت بحكاية شاب علّم نفسه فن الخياطة من دون أن يعرف سلفاً أنه سيُلبس نساء العالم "قماش أحلامه" التي كتب سطرها الأول في بلدته الساحليّة، الدامور.

هذا التكريم هو الأقرب إلى قلبه لأنه، وبحسب ما أكّد لـ"النهار"، قادم من بلده، و"ما في شي أغلى على قلبي من بلدي".

وتعامل مع هؤلاء الذين اجتمعوا في الطبقة الثانية من المبنى "الملعون" وكأن التكريم، في الواقع، هو لهم. وهم شعروا بتلك المودة النابعة من قلبه المُتعلّق بجذوره و"تراب البلد".

إيلي صعب، هذا الاقتحاميّ الذي أعاد صوغ ما ترمز إليه الأنوثة، وطعّمها بالأناقة "الجامحة" التي تتخطّى سخافة الأيام العاديّة "يلّي بتمرق مرقة طريق"، كان سعيداً كالأطفال بالاحتفال الذي رعاه رئيس الحكومة سعد الحريري ونظّمته شركة "ليبان بوست" على شرفه.

كانت "الدني مش سايعتو" لإصدار "ليبان بوست" طابعاً بريدياً يحمل صورته وإسمه، "وبرجع بقلّلك أدّيش طعمة هالتكريم مختلفة لأنها من بلدي".

كانت "الجَمعة" حميميّة وتعامل الجميع مع بعضهم البعض بإلفة وإن كانوا في الواقع غرباء يجتمعون فقط حول عشقهم لهذا الرجل الذي يُغازل تضاريس المرأة بقماش الدماثة المُخمليّة في إطلالتها والمَصقولة في جنونها.

ها هي الفنانة أليسا تضحك من قلبها مع هذه الشابة التي كانت ردّة فعلها عفويّة عندما انتبهت إلى أن النجمة واقفة بجانبها: "ليكي مين هون! أهلا بهالطلّة!". وها هي عارضة الأزياء الصوماليّة – الأميركيّة العالميّة حليمة آدين، (وهي العارضة المُحجبة الأولى التي زيّنت غلاف مجلة "فوغ " في نسختها العربية) "تتساير" مع الذين وقعوا تحت سحر جمالها وتقول لهم بفخر: "ثوبي هو من توقيع الكبير إيلي صعب. أعشق الأنوثة الجريئة التي تُزخرف أزياءه". وها هو "الشيخ سعد" يُلبّي طلبات النساء في إلتقاط "السلفي" الشهيرة معه، و"نوّرت شيخ سعد". وها هو إيلي صعب جونيور يؤكد لنا أن "بيّي قلبو طيب وعفوي وبيحب الناس". أمّا هذه العارضة الفرنسيّة الأشبه بفرس والطويلة كشجرة النخيل، فسرقت الأضواء ولكن لم يرف لها جفن، ولم تعر اهتماماً لنظرات الإعجاب، إذ أن نظرها كان موجهاً طوال الوقت إلى المنصّة، حيث كان صعب مكرماً، ولم تسمع هذه الشابة عندما همست لصديقتها: "هلّق فهمت شو يعني الواحد يكون قصير!".

وفي ما يتعلّق بالمبنى المُلقب بـ"بيت بيروت"، فأعطى الموافقة، وإن لمساء واحد، بأن يتفوّق أحدهم على قصّته القديمة "المحفوفة" بالدماء.

الحرب مرّت من هنا. ها هو طيفها يطل من الشبابيك "المدروزة بالرصاص درز"، وإيلي صعب يعيش قصّة افتتان مع هذا المبنى الشاهق بذكرياته، لأنه لم يتمكّن من أن ينسى الحرب "وقت كنت ولد".

ولكن مساء أمس، تمكّنت الصور الفوتوغرافيّة الكبيرة الحجم والموزّعة على الجدران، من أن تكون الحدث. فهي تُجسّد جميلات العالم وهن يرتدين أزياء صعب الفاخرة.

وكم أصرّ إيلي صعب على تكريم كل الذين اجتمعوا تحت سقف بيت بيروت ليشهدوا على هذا التكريم الحميم.

وكم أضاف المطر الربيعي "الشرس" لمسات رومنطيقيّة على المبنى "المُحاصَر" بالأضواء الخافتة.

كم غمز إلى الشتاء القارص "المجبول" بالقصص البيروتيّة...وإيلي صعب يعشق شتاء بيروت، فإذاً إكتمل المشهد الرومنطيقي!

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم