الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

طبقة الجشع بلا شبع

سمير عطاالله
Bookmark
طبقة الجشع بلا شبع
طبقة الجشع بلا شبع
A+ A-
"مشكلة زمننا هذا، أن المستقبل لم يعد كما كان" بول فاليرياواخر القرن السابع عشر كان الفيزيائي الفرنسي بليز باسكال، يعمل على وضع حسابات تؤدّي الى "الحركة الدائمة"، فانتهى، مصادفة، الى اختراع الروليت. وتلقف الاختراع التجار وخرابو البيوت، واصبحت مدن بكاملها تقام في سفح كازينو كما في لاس فيغاس. هذه هي الرواية التاريخية لولادة شبق الخسارة وشهوة الافلاس. أما ما أضيف إليها من روايات، فإن بليز باسكال راح يجرب ان يهزم اختراعه ويربح. وأمضى بقية العمر لا يستطيع. ولست أعرف من وضع قانون الانتخاب العجائبي، لكننا جميعاً نعرف أنه ذلك الذي لا تزال تقام حلقات لشرحه وتفصيل أحاجيه، والنتيجة مثل حكاية ابريق الزيت، المطلوب أن تبصم لا ان تفهم. وأما النتيجة الأخرى فهي قاعدة الروليت: الكازينو دائماً يربح، ولن يقرض الخاسر أجرة التاكسي للعودة الى البيت. لكنه سوف يقنعك بشيء أساسي: هذا هو خيارك وقرارك وملء ارادتك. حرية تساق فيها جماعة – لا أفراداً. فالهاجس الأول هو الغاء الذات وتحويل الناس الى هتّافين، واستعاة لغة القرون الوسطى، في تعظيم المقامات.كنت أتمنى لنفسي ألا اكتب في هذا الموضوع أولاً وأخيراً. لكن المسألة ليست في أحاجي القانون ومتاهاته ودوائره وتكريساته الطائفية، بل في مضمونه الأكثر بشاعة: إلغاء الحرية الاساسية: حرية الترشح وحرية الانتخاب. في الحالتين، أنت تابع لجهة قادرة على تأمين المال والنفوذ. وفي مثل هذا "القانون"، يسقط سلفاً كل من لا يلوذ بتبعية واضحة ووصولية انتهازية أكثر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم