الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

النهار" واكبت الانتخابات المصرية... اقبال متفاوت وفولكلور وحرب هاشتاغات

المصدر: "النهار"
القاهرة-ياسر خليل
النهار"  واكبت الانتخابات المصرية... اقبال متفاوت وفولكلور وحرب هاشتاغات
النهار" واكبت الانتخابات المصرية... اقبال متفاوت وفولكلور وحرب هاشتاغات
A+ A-

وكثفت قوات الجيش والشرطة من تأمين اللجان الانتخابية منذ الصباح الباكر، وأخليت معظم مواقف السيارات أمام المقار المخصصة للاقتراع. وجهزت وزارة الصحة المصرية سيارات إسعاف وأمنت المستشفيات لاستقبال الحالات الطارئة، وكذلك أعد "الهلال الأحمر المصري" أكثر من 170 فرقة تدخل سريع منتشرة في شتى أنحاء الجمهورية. 

وأعلن شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، أن الانتخابات الرئاسية تسير بشكل منتظم، وأنه أجرى اتصالات بـ14 محافظا من خلال مؤتمر عبر الفيديو ولا أكدوا له أن لا مشاكل تواجه العملية الانتخابية.

وانطلقت باكراً عملية الاقتراع التي تستمر حتى الأربعاء المقبل. وتستقبل أكثر من 13 ألف لجنة فرعية الناخبين الذي يبلغ عددهم قرابة 60 مليون ناخب، وهو ما يناهز 60% من سكان مصر البالغ تعدادهم قرابة 100 مليون نسمة. ويشرف على اللجان الانتخابية قرابة 18 ألف قاضي، وتشارك في مراقبة الاقتراع منظمات حقوقية مصرية وعربية وأجنبية.





ومنذ فتح مراكز الاقتراع، توافد الوزراء والمسؤولون وعدد من رجال الأعمال والفنانين على اللجان، بعدما سبقهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزوجته انتصار السيسي الى التصويت. وسلطت وسائل الإعلام المحلية الضوء على التصويت، وحجم المشاركة في هذا الاستحقاق شبه المحسوم لصالح السيسي الذي ترشح لولاية رئاسية ثانية.  



وشارك المصريون بالاستحقاق في أجواء احتفالية، حيث شهدت معظم اللجان التي رصدتها "النهار" في القاهرة، ووسط المدينة تشغيل أغنيات عبر مكبرات الصوت، وشارك بعض المواطنين في رقصات ارتجالية أمام المقرات الانتخابية في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء الاستحقاق الرئاسي للعام 2014.

وأمام اللجان كان هناك حضور لافت لأعداد من الشباب والفتيات الذين يرتدون زيا موحدا، ويحملون علم مصر في أيديهم، كما نظم أطفال مدارس عروضا استعراضية أمام مقار اللجان.

وقالت مصادر إعلامية لـ"النهار"، إن الدعاية والأسلوب الذي تدار به الانتخابات في بعض المناطق يشير إلى دعم واضح من قيادات "الحزب الوطني" الذي كان يتزعمه الرئيس الاسبق حسني مبارك وحل بعد ثورة 25 كانون الثاني 2011، للرئيس السيسي.

ولم توضح المصادر ما إذا كان هذا الدعم مبني على اتفاق، أم أنه غزل من تلك القيادات للرئيس الذي تصدى لها في بادئ عهده، وهو ما تسبب بأزمات ببعض السلع الأساسية -مثل السكر والأرز- التي سيطر عليها -في حينه- رجال أعمال من الحزب المنحل.

وفي ميدان التحرير الذي يعد أشهر ساحات مصر وأكثرها كثافة مرورية، وقفت مواطنون يصفقون على أنغام الأغنيات الانتخابية، حاملين صور كبيرة للسيسي، ونصبت شاشة إعلانات رقمية كبيرة، تعرض صورا ومشاهد له وللمشاريع القومية التي أطلقت في ولايته الأولى.

وقال أحمد محروس، وهو سائق تاكسي لـ"النهار": "لم أشارك حتى الآن، ولكنني سوف أدلي بصوتي في نهاية اليوم، بعدما أنتهي من عملي. يجب أن نعطي السيسي فرصة ليستكمل ما بدأه من مشاريع، وسوف نرى إن كان سيفي بما وعد به من تحسين في أوضاع المواطن أم لا".

وحول توقعاته بشأن تمكن السيسي من الوفاء بما وعد به، قال: "نعم أنا أثق في الرئيس، وعلى أي حال لابد أن يحصل على فرصته ليستكمل مشروعاته التي بدأها، ويطبق رؤيته كاملة. 8 سنوات ضرورية لذلك، نختار بعدها رجلا محترما آخر يستكمل المشوار، ويساهم في بناء الدولة المصرية، ولكن أخشى أن يعمل المنافقون على تغيير الدستور للتمديد له، أو لتغيير مدد الرئاسة الحالية من فترتين إلى أكثر من ذلك".




وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي معارك كلامية بين الداعين للمشاركة في الانتخابات، والمطالبين بالمقاطعة. وتصدرت هاشتاغات مثل #نازلين_نكمل_المشوار ، #مصر_تنتخب_الرييس ، #EgyptElection2018 الترتيبات الأولى في موقع التدوينات القصيرة تويتر، ودعا من خلالها مؤيدو السيسي المواطنين للمشاركة، ولكن في المقابل شن معارضون حملة مكثفة تدعو للمقاطعة من خلال #ماتنزلش ، #صوتك_مالوش_لازمه.

وشجعت شركات ومؤسسات يؤيد أصحابها السيسي العاملين فيها على المشاركة و سمحت لهم باستراحة من العمل لبضع ساعات. وأعلنت "مجموعة فنادق هلنان العالمية"، عن السماح لموظفيها والعاملين والمديرين الإقليميين لديها في مصر، بالتغيب لمدة ساعتين عن العمل، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية .

وقال رجل الأعمال المصري عنان الجلالي، مؤسس المجموعة، في بيان تلقت "النهار" نسخة منه "إن انتخابات الرئاسة تمهد لمستقبل ديمقراطي واعد تستحقه مصر وشعبها، لتكون مثلا وقدوة لدول أخري تتطلع إليها، وأن شركته لها أنشطة في مصر ويعمل بها 1500 عامل وموظف"، لافتا إلى "ضرورة أن يقوم رجال الأعمال في مصر، بالسماح للعاملين لديهم بالتغيب لفترة معينة للمشاركة في العرس الديمقراطي".

وبينما سادت توقعات بانخفاض نسبة المشاركة نظرا إلى أن النتيجة محسومة، بسبب ضعف المرشح الثاني والوحيد في الانتخابات موسى مصطفى موسى، رئيس "حزب الغد"، الذي يراه محللون ومواطنون على أنه مجرد كومبارس، إلا أن التقارير الإعلامية وما تتداوله غرف العمليات الخاصة بالصحفيين، تشير إلى أن هناك مشاركة مكثفة، لكن تبقى نسبة المشاركة الحقيقية مرهونة بما سوف تعلن عنه "الهيئة الوطنية للانتخابات" المسؤولة عن تنظيم الانتخابات وإعلان النتائج الرسمية.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم