الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أبونا جورج: الثائرُ حتّى الأبديّة!

المصدر: "النهار"
الشدياق يوسف "رامي" فاضل
أبونا جورج: الثائرُ حتّى الأبديّة!
أبونا جورج: الثائرُ حتّى الأبديّة!
A+ A-

أيُّها الثائرُ حتّى الثمالة، لمَ استعجلتَ الانعتاق والانتقال؟

ألا تعلمُ أننا نحتاجك اكثر ممّا تحتاجك السماء؟! ألا تعلمُ أنَّك "الآن وهنا" حُرٌّ وحُرٌّ وحُرٌّ؟!

حُرٌّ من ألفِ جنسيةٍ وقوميةٍ! وحَيٌّ في مدى البشريّة الواسع وفي أصغرِ خليِّةٍ في جسدِ الإنسانيّة!

حُرٌّ من سجون الحروف وقوانينها! وحَيٌّ في نسمات الروحِ، حَيٌّ في كلّ ما في الكلمة من حرّية!

حُرٌّ من جدران الطوائف! وحَيٌّ في صميم المواطنة، وفي صلب معنى العلمانيّة!

حُرٌّ من عِقَدِ الأقليَّة! وحَيٌّ كالملحِ في الأرض، كالنور الذي لا يحدُّهُ عَدَدٌ، ولا تسجنه كميّة!

حُرٌّ حتى الجنون! حتّى تحطيم أغلال حاضرنا القويّة!

حُرٌّ حتّى صليب رَبِّكَ! وحَيٌّ في قيامتِهِ البهيِّة!


أيُّها المعمدانيّ الصراخ، من سيرفع الصوت الآن في وجه ألف هيرودُسٍ ينقبون أرض شرقنا وجلد إنسانه؟! 

من سيحمل السوط ليطرد تجار الذنوب والألم من هياكلِ كنائسنا وهياكلنا؟!

مَن سيمُدُّ الجسور بين أبناء أدياننا الذين يقبعون في هاوياتٍ حفرها لهم ولاة المزارع السياسية؟!

يا صديقي! بالله عليك ألا يكفينا ديجورنا حتى تغمض نورك عن صفحات وجوهنا؟!

ألم تجد فينا مسيحًا واحدًا يكفيك حبُّهُ حتى قررت العبور إلى العناق الأبديّ مع يسوع المسيح؟!

أبونا! كما قلت لك سابقًا : لكَ ما تشاء! لكَ النصيب الأَحَبّ إلى قلبك!

ولكن... لنا ان نرثك! ولك منا أن نلتهم صفحاتك الإنجيلية بعطش الباحثين عن الحقيقة! لكَ منّا أن نقتدي بك كما أنت اقتديت بمسيحك!

لك منّا أن نقدّم لأخينا المسلم وجه يسوع الجميل في وجوهنا كما أنت قدَّمته!

لربِّك ولكَ منّا أن نشهَد للقيامة في أصغر تفاصيل يومنا وفي أعظم مواقف عمرنا! لا أن نقف حرّاسًا على قبورِ ماضينا!

أمّا الآن! فتقَدَّم! واذهب إلى حيث تعشق!

فأنت الآن حُرٌّ! حُرٌّ من قميصكَ الجلديّة! حُرٌّ من محدوديّة جسدِكَ! حُرٌّ من آلامك الفدائيّة!

حُرٌّ حتّى تتعَب من شغفِك الحريَّة!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم