الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بولتون بعد بومبيو... أين يمكن أن تردّ طهران على التصعيد الأميركي؟

المصدر: "النهار"
بولتون بعد بومبيو... أين يمكن أن تردّ طهران على التصعيد الأميركي؟
بولتون بعد بومبيو... أين يمكن أن تردّ طهران على التصعيد الأميركي؟
A+ A-


ومنذ بداية عهد ترامب، تردد اسم بولتون مرشحاً لتولي حقيبة الخارجية أو الأمن القومي. ومع أنه استبعد في حينه لأن ترامب لم يحب شاربيه، على ذمة صحيفة "الواشنطن بوست"، فهو لم يبخل على الرئيس بنصائحه في ملفات حساسة مثل ايران وكوريا الشمالية مستفيداً من كونه محللاً لدى قناة " فوكس نيوز"، المفضلة لدى سيد البيت الابيض. 

وفيما يعيد ترامب ضبط فريقه في السياسة الخارجية وراء شعاره "أميركا أولاً"، يأتي تعيين بولتون، بعد ترشيح مدير وكالة الاستخبارات المركزية لاميركية "سي اي اي" مايك بومبيو لوزارة الخارجية خلفاً لريك تيلرسون، ليعزز معسكر الصقور المؤيدين للحرب في البيت الابيض.

فهذا المحامي البالغ من العمر 69 عاماً والمعروف بنظارتيه الدقيقتين وشاربيه الأبيضين الكثين لا يتقن المجاملة. وخلال تعيينه مندوباً للولايات المتحدة لدى الامم المتحدة مدة 18 شهراً عامي 2005 و2006 ، كان حضوره طاغياً من غير أن يأبه للياقة الدبلوماسية.

هو من مؤيدي توجيه ضربة وقائية ضد كوريا الشمالية، كما أنه من المتحمسين لوجود عسكري اميركي دائم في أفغانستان، ولموقف أشد الصين، بما في ذلك تمركز قوات أميركية في تايوان.

أما في شأن روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، فيؤيد بولتون عقوبات أقوى بكثير من تلك التي فرضتها الإدارة الأميركية ويراها رمزية، وهنا قد لا يبدو موقفه منسجماً مع الرئيس الذي لا يميل الى توجيه الانتقادات إلى موسكو.

  وشأن بومبيو والمندوبة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، يعتبر بولتون أحد أولئك الذين يدعون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والذي وقعته مجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، والمانيا، مع طهران في 2015 من أجل الحد من حيازتها السلاح النووي. وهو دعا علناً الى قصف طهران لإطاحة النظام.


مستشار الامن القومي للبيت الابيض جون بولتون.(أ ف ب)

والثلثاء الماضي، أبلغ بولتون قناة "فوكس" نيوز الاميركية للتلفزيون أنه لا يرى أي أفق لإصلاح الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه بأنه "كارثة استراتيجية للولايات المتحدة"، معتبراً أن إصلاح الاتفاق لن يغير شيئا من سلوك إيران.

خطة الخروج من النووي

وكان بولتون قدم خطة في أب الماضي خطة للخروج من الاتفاق النووي نشرتها صحيفة "ناشونال ريفيو"، تشمل دعوة لإدراج "الحرس الثوري الايراني" على قائمة الإرهاب، ومنع السفن والطائرات الإيرانية من استخدام موانئ الدول الحليفة للولايات المتحدة، وإنهاء كل أنواع التأشيرات الممنوحة للإيرانيين، ودعم قوى المعارضة الإيرانية المطالبة بتغيير النظام، وفرض عقوبات شاملة تشل الاقتصاد الإيراني.

وفي الخطة أيضاً، سجل بولتون سلوك إيران غير المقبول، مثل دورها كمصدّر عالمي للإرهاب الدولي، بما في ذلك سيطرتها على "حزب الله" ونشاطاته، وتغذيتها الحروب والصراعات في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وفي رأيه أن الأسباب التي جعلت الرئيس الراحل رونالد ريغان يطلق على إيران وصف الدولة الراعية للإرهاب في عام 1984 "لا تزال قائمة اليوم".

 وفي واشنطن، أثار قرار تعيين بولتون مخاوف لدى المؤيدي للاتفاق النووي داخل الولايات المتحدة وايران.

ولاحظ رئيس المجلس الوطني الاميركي-الايراني، وهو المنظمة الايرانية الكبرى في الولايات المتحدة، تريتا بارسي أنه مع بومبيو وبولتون، يشكل ترامب مجلس حرب. ورأى أنه إذا كانت أميركا تريد تحقيق السلام، يجب وقف تعيين بومبيو في مجلس الشيوخ، إذ أن "التصويت له هو تصويت للحرب".

داخل ايران

وداخل ايران، كان لتعيين العدو اللدود للجمهورية الاسلامية مستشاراً للامن القومي أصداء سلبية.

رسمياً، علق المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان على التعيينات الأخيرة بأنها "تعزيز للنهج الأمني، وهو تكتيك جديد للأرباح التجارية لأميركا".


المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان.(أ ف ب)


وغرد أستاذ الادب والاستشراق في جامعة طهران محمد مراندي أن هذا التعيين يعني أن واشنطن ستصير أكثر تطرفاً وأقل عقلانية.

وقال مراسل الشؤون الايرانية في هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" علي هاشم أن طهران تنظر الى ترشيح بومبيو وتعيين بولتون على أنهما موجهان مباشرة ضدها، وأن هدفهما القضاء على آخر أمل بإمكان إنقاذ الإتفاق النووي الذي يصارع بين مصيرين، إما أن يستمر بدون الولايات المتحدة وهو ما يعني، تحديداً على المستوى الإقتصادي، أنه سيصبح بلا معنى حقيقي، أو أن على إيران أن تعيد التفاوض على مجموعة من النقاط وهو ما ترفضه إيران بشكل قاطع.

ومع الفريق الجديد للرئيس ترامب، يتعزز الاعتقاد أن ترامب لن يصادق على إلتزام إيران الإتفاق وبالتالي سيخرج منه ويجدد كل حزم العقوبات الأميركية على طهران.

من هذا المنطلق، يقول هاشم في سلسلة تغريدات إن تخلخل الإتفاق سيدفع أصحاب الأصوات المنتقدة له داخل ايران لرفعها أكثر، وهو ما قد يشكّل ضغطاً على الحكومة للبدء بالتفكير بخيارات أخرى. لكنه يلفت الى أن الحكومة بدورها معنية باستمرار الإتفاق لأنه في نهاية المطاف سمح بدخول إستثمارات خارجية إلى البلاد وبإعادة تصدير النفط.

واقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الاسبوع الماضي فرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، ودورها في الحرب السورية لضمان استمرار الولايات المتحدة ضمن الاتفاق النووي.

وتسعى الدول الاوروبية الى الحصول على تنازلات ايرانية في برنامجها الصاروحي وطموحاتها في المنطقة، الا أن هاشم يقول أن تجربة الإتفاق النووي قد لا تكون مشجعة لطهران.

وكذلك، يعتقد مراندي أن ايران لن تكون مهتمة بتبديد قلق الاميركيين ولا التفاوض معهم.

و يبدو المشهد عموماً مرشحاً لمزيد من التوتر. ولا يستبعد هاشم حصول تصعيد ايراني رداً على الاجراءات الاميركية، من خلال تكثيف المناورات الصاروخية. وهو ييتوقع أن تكون سوريا ستكون في المرحلة المقبلة مسرحاً كبيرا لتبادل الرسائل على كل المستويات، وخصوصاً بعد الاقرار الاسرائيلي الاخير بقصف منشأة الكبر قبل عشر سنين.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم