الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

Blog - المدونة لينا بن مهني:" نعيش في حكم ديكتاتوري جديد أخطر من نظام بن علي

رين بو موسى
A+ A-

"بنية تونسية" نشرت الوقائع خلال "ثورة الياسمين" ولا تزال حتى اليوم تناضل بقلمها وافكارها الى جانب الكثير من الناشطين لتحقيق اهداف الثورة التونسية. انها لينا بن مهني، التي انتقدت نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ولا تزال مستمرة في معارضة كل من يقف في وجه تحقيق اهداف "ثورة الياسمين"، من خلال مدونتها "بنية تونس".


بدأت لينا بن مهني (30 سنة) الاستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية والمدونة، بالتدوين السنة 2007 اذ انتقدت يومذاك نظام بن علي، وركزت في كتاباتها على قضايا الحريات وحرية التعبير وحقوق المرأة. كما شاركت خلال حوادث الثورة التونسية، في مختلف التظاهرات في العاصمة، وفي التحركات في جميع المناطق التونسية لتوثيق العديد من الحوادث: "اذ كانت قوات الشرطة تعتقل المواطنين وتعتدي عليهم"، تشرح بن مهني لـ"نهار الشباب".
اختارت ان تنتفض عبر مدونتها، فعارضت النظام الحاكم، "في وقت كان كل من يعارض النظام وينتقده يتعرض للمشكلات... وبدأ ذلك من خلال حجب مدونتي في تونس". اعتبرت لينا ان عملية الحجب "اعتداء خطير على حرية التعبير". تقول ان العملية زادتها اصراراً على فضح ممارسات نظام بن علي، "واصلت الكتابة بالطريقة نفسها، كما اني حرصت على ان اكتب بثلاث لغات، العربية، الفرنسية، والانكليزية، ليبلغ صوتي اكبر عدد ممكن من القراء في كل العالم". وتشير بن مهني الى انها كانت ملاحقة، كما انها تعرضت لمضايقات كثيرة واعتداءات جسدية في بعض التظاهرات.
بعد سقوط بن علي، ساد الفرح ارجاء العالم الافتراضي التونسي، كنا نشعر بسعادة كبيرة... حتى اننا بدأنا نتحدث عن بناء دولة ديموقراطية"، الا ان ذلك لم يدم طويلا، تقول لينا. "عادت الممارسات السيئة، من الاعتداءات على الحريات وحرية التعبير"، وتشير الى انه بعد فترة قصيرة عادت الى طريقة الكتابة التي كانت تستخدمها في ظل نظام بن علي، لفضح ممارسات الحكومة الجديدة.
في ظل النظام التونسي الحالي "صحيح انه لا حجب على الانترنت، وهناك صحف ووسائل اعلام عديدة، الا ان كل من يتجرأ على انتقاد هذه الحكومة يجد نفسه امام القضاء او في السجن او يتعرض الى العنف". وتشدد على انها مستمرة في نضالها، "رغم انني اواجه تهديدا بالقتل، فقد نشر اسمي في قائمة الاغتيالات... اواصل نشاطي واشارك في مختلف التظاهرات واقوم بتوثيقها بالصور والكلمات والفيديوات، كما اشارك في مختلف الوقفات الاحتجاجية المساندة للصحافيين والمدونين وكل من يمثل امام القضاء التونسي بسبب آرائه".
تشرح ان "من يحكم تونس هو حزب النهضة الاسلامي، ورغم اننا نتحدث عن وجود ترويكا مكونة من ثلاثة احزاب بما فيهم حزبان يدعيان انهما حزبان ديموقراطيان الا ان من يتخذ القرارات هو حزب النهضة الاسلامي... وهم يحاولون امرار اجندة اسلامية في تونس". وتوضح "انهم حاولوا ذلك في مواضيع عدة، مثلاً في تطبيق الشريعة في الدستور التونسي، او عندما تحدثوا عن رفع المنع عن تعدد الزوجات، يحاولون فرض اجندة اسلامية وايديولوجيا اسلامية على الشعب التونسي"، مؤكدة ان "المجتمع المدني في المرصاد لمنع مثل هذه المحاولات".
يعتقد كثيرون خارج تونس ان تجربة الانتقال الديموقراطي في البلاد قد نجحت، وفق بن مهني، الا انها تؤكد "اننا نعيش اليوم تحت ديكتاتورية جديدة مبنية على الدين، وهي اخطر بكثير من الديكتاتورية التي كنا نعيشها خلال حكم بن علي". وتشير الى ان "الاخطر انهم يعتمدون خطاباً مزدوجاً، فهم يحاولون ان يظهروا انفسهم امام العالم كوسطيين ولكن الحقيقة تختلف تماماً، فهم خطيرون ولا سيما انهم يتوغلون في المجتمع شيئاً فشيئاً لتمرير مشروعهم وبناء مجتمع متخلف". وتؤكد انها لا تزال تدافع عن المبادئ عينها التي دافعت عنها في ظل نظام بن علي، "رغم انني اسمع اصواتا عديدة تتحسر على ايام بن علي، للأسف الناس، وبسبب القمع وغلاء المعيشة وغياب الامن وانتشار العنف وموجة الاغتيالات يحنون للماضي... اما انا فسعيدة برحيله، وكما رحل بن علي سيرحل كل ديكتاتور من تونس، ويجب ان نواصل النضال، فالثورة لا تتحقق في سنة او سنتين... يجب ان نبقى ثابتين على مبادئنا ونقاوم حتى نحقق اهداف الثورة".
لا تجد الكثير من وقت للتدوين، الا انها لا تزال موجودة "افتراضياً" من خلال مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر". نضال "بنية تونس" مستمر "افتراضياً" وعلى ارض الواقع، فـ"تونس تعيش مرحلة اخرى من الثورة والثورة لم تنجح بعد وسنقاوم حتى تحقيق اهداف الثورة".


لمتابعة مدونة لينا بن مهني: www.atunisiangirl.blogspot.com


[email protected]
Twitter: ReineBMoussa

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم