أقسى أنواع الهجرة...

 تبقى الهجرة مرضا عضالا يستوطن عقول اللبنانيين منذ نشوء الكيان اللبناني حتى يومنا هذا. والواقع أن أحدا منا لا يختار الهجرة بملء إرادته إذا لم يكن قد بلغ ذروة اليأس من جدوى بقائه في موطئ عمره، لنجد أنفسنا كالطفل الذي يسلخ عن حضن أمّه فيعاني هو من جروح هذا الانسلاخ فيما هي بعيدة، حزينة، غير قادرة على تضميد جروحه. هذه المقدمة ليست إلا تعبيرا عن واقع يعيشه اللبنانيون المغتربون والمقيمون. هو واقع اختبرته شخصيا بعدما هجر أخوالي لبنان إثر اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975، إلى بلاد بعيدة (كندا والولايات المتحدة وأوستراليا)، فعاينتُ معنى الهجرة الحقيقي والأليم للمرة الأوّلى من خلال جدّتي التي انفطر قلبها عندما انسلخ أولادها عنها إلى بلاد الغربة حيث لا تواصل كما هو...