منذ ما يُقارب الـ9 أعوام، كنت أعيش الحياة وكأنني في الواقع أقرب إلى الجمهور غير الفعّال والكسول (Passive Audience) الذي يُشاهد حياته ويُتابع تسلسل الأحداث فيها من دون أن يتحكّم بمسارها. حياتي كانت، قبل أن أقرّر ذات يوم تغيير كل شيء، فيلماً أتابعه من بعيد. الأحداث تمرّ أمامي وأنا أكتفي بمشاهدتها، وأكتفي أيضاً بردود الفعل. لا أشارك، بل أتفاعل. وكنت أنتظر الأحداث اليوميّة لتقرّر بالنيابة عني، كيف سيكون مزاجي في اللحظة: "ياي! صار شي حلو بزقّف. صار شي بشع، بقعد ببكي". بقيتُ سنوات طويلة الشاهِدة على حياة تتفتّح أحداثها كالوردة المجروحة أمامي. أعترف بأنني اكتشفتُ لاحقاً أنني لم أكن أشارك فعلياً في حياتي، بل كانت مُشاركتي ضئيلة. ولم أكن أتحمّل المسؤوليّة الكاملة لكل ما كان يحصل معي. ولم أتحمّل في الدرجة الأولى مسؤولية خلق حياتي في الطريقة التي أراها مُناسبة. آنذاك، وقبل إعلان الثورة الكاملة على ما كنتُ عليه، إكتفيتُ بتقدمة حياتي ومسارها للقدر وللآخرين وللحظ. الآخرون قاموا بإخراج فيلم حياتي. بمعنى آخر كنت أحيا من دون أن أنتبه إلى أفعالي وأفكاري وتأثيرها على حياتي ويوميّاتي. لم أعرف آنذاك أنني المسؤولة الوحيدة عن تطوّر حياتي، بل اكتفيتُ بانتظار العناصر الخارجيّة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول