لننشر ثقافة زراعة الرحم!

وُلدت سهام من دون رحم. لم تكن تعرف أنّ في داخلها شيئاً ناقصاً. عاشت طفولتها كسائر الأولاد الذين يُشبهونها كما كانت تظن. مرّت الأعوام. كبرت، لكن داخلها لم يكن ينمو كجسدها. في سنّ الرابعة عشرة، اكتشفت للمرة الأولى أنّها ليست ككل الفتيات. حقيقةٌ مرّة كان عليها أن تواجهها: "أنتِ من دون رحم!". ما أصعب تلك اللحظات! كانت سهام صغيرة على تقبّل الحقيقة. فجأة انقلبت حياتها رأساً على عقب. لم تعدّ تلك الفتاة الصغيرة. هي التي تحمل نقصاً لا ذنب لها فيه، راحت تعيش صراعات نفسية لا تعرف نهاية. كبرت سهام وكبر وجعها. يعيش في داخلها. كيف يمكن أن تنساه ومجتمعها يُذكرها فيه. مرارا، تسمع: "متى ستتزوجين؟" و"أحلى شي الولاد"... لم يكن سهلاً عليها العيش على وقع هذه الدعوات المتكرّرة، لكن ما كان يشغلها فعلاً هو هل مَن يتقبّل وضعها ويُحبّها من...