الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إطلاق صندوق دعم مرضى السرطان في الجامعة الأميركية... الطبابة حق وليس إذلالاً

المصدر: "النهار"
"النهار"
إطلاق صندوق دعم مرضى السرطان في الجامعة الأميركية... الطبابة حق وليس إذلالاً
إطلاق صندوق دعم مرضى السرطان في الجامعة الأميركية... الطبابة حق وليس إذلالاً
A+ A-

السرطان مرض خبيث يتغلغل في أجساد كثيرين. أرقام مخيفة وحقائق مقلقة عن ارتفاع نسبة الإصابة به. لم يعدّ المرض هو الذي يقلق المريض، وإنما الخوف والذل من علاجه، وما يسببه من وجع افسي يُضاهي الوجع الجسدي. إلا أن مبادرة خيرية تهدف إلى مساعدة المرضى البالغين للوقوف الى جانبهم في هذه المحنة، شهدها المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت.  

اليوم ، شهد لبنان على إطلاق "صندوق دعم مرضى السرطان"، وهو الأول من نوعه، يشبه مركز سرطان الأطفال لتوفير الدعم المادي والنفسي للمرضى غير الميسورين ومحاربة هذا المرض الخبيث من دون قلق او خوف.

تفيد الإحصاءات ان نسبة انتشار مرض السرطان تشهد ارتفاعاً في كل بلدان العالم، وتبلغ ذروتها في منطقة الشرق الاوسط، ما يُشكّل عبئاً متزايداً على المجتمعات. ووفقاً للسجل الوطني للسرطان الصادر عن وزارة الصحة العامة، فإن معدل الإصابة بالسرطان في لبنان ارتفع من 191 حالة لكل 100 الف في العام 2003 الى 270 لكل 100 ألف حالة في العام 2015. معظم هؤلاء المرضى يعانون الحرمان ويواجهون صعوبات في الحصول على خدمات الرعاية الصحية المتقدمة، الأمر الذي يحدّ من فرص الأمل بالشفاء ومعدلات البقاء على قيد الحياة.

الصحة : 36 مليون دولار كلفة علاجات السرطان 

أرقام وحقائق كشفها وزير الصحة غسان حاصباني خلال مشاركته في إطلاق الصندوق، حيث أكد ان "نسبة الإنفاق على الأدوية السرطانية في الوزارة بلغت ما يقارب 53 مليون دولار في العام الماضي، أي 53% من حجم الانفاق العام للوزارة. كما بلغت كلفة علاجات السرطان من جراحة وعلاجات كيميائية وشعاعية حوالى 36 مليون دولار".

واعتبر حاصباني ان "عدد المصابين بالسرطان الى ارتفاع، في حين ان الموازنات على حالها. لذلك نعمل جاهدين على قانون، بات اليوم في مجلس النواب، يساهم في مداخيل جديدة لتغطية العلاجات. والتحدي اليوم يكمن في دعم هذا الصندوق الذي سيساهم في الوقاية والكشف المبكر والعلاج للكثيرين. نحن لا نستغرب الدور الريادي للمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، سواء من ناحية تحسين صحة الأفراد في مجتمعنا او لناحية العمل على تطوير الأبحاث وتوفير الاختصاصيين في مختلف المجالات العلمية والطبية".

الإصابات الى ارتفاع 

من جهته، رأى مدير معهد نايف باسيل للسرطان وشريك مؤسس "لصندوق دعم مرضى السرطان" الدكتور علي طاهر، أن "هناك عوامل بيئية ووراثية سلبية تسبب السرطان. وتثبت الإحصائيات أن أمراض السرطان الى تزايد، بينما العمر المتوقع للإنسان الى إرتفاع. لذلك فإن تغطية كامل نفقات مرض السرطان يعدّ عبئاً على موازنات الحكومات والدول التي تواجه صعوبة في تغطيتها".

وأضاف "كلفة الصحة الى ارتفاع، ليس فقط بسبب عامل التكنولوجيا المكلفة، وإنما بسبب الانتشار السريع للأمراض الانتقالية وغير الانتقالية. ولعل مرض السرطان هو على رأس هذه الأمراض. من هنا تكمن اهمية العطاء والتبرع والوهب. سموها كما شئتم. إلا ان الهدف واحد وهو مريض يكافح بكرامة مرضاً شرساً فتاكاً استطاع العلم تدجينه".

الأمل حيث اليأس

في حين شددت رئيسة جمعية دعم السرطان ومؤسستها هلا الدحداح ابو جابر على "شبك أيدينا البيضاء بأيدي المحتاجين، لأن شريحة كبيرة من المجتمع ترزخ تحت وطأة هذه المعاناة. ان جمعية صندوق دعم السرطان Cancer Support Fund للبالغين سوف تسد ثغرات جمّة لتضم المريض البالغ تحت جناحيها، والتخفيف من آلامه، وتمكنه من الإندماج مجدداً على صعيد المجتمع والعائلة. فالتزماً منا بالذين رحلوا والذين يعانون اليوم، أن نؤمن لهم كلفة العلاج بكرامة ونضع الأمل حيث اليأس".

كذلك تحدث رئيس الجماعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري قائلا "تتساوى خبرتنا مع الرؤية الأكثر شمولاً التي تتبناها مراكز السرطان في الولايات المتحدة وبريطانيا، وهي تلحظ اجراء البحوث حول السرطان وعلاجه والوقاية منه. كما لدينا أبحاث وعلاجات عالمية المستوى، وبتنا بحاجة الى الانتقال الى عصر الوقاية من السرطان واهمها الإقلاع عن التدخين واتباع العادات الصحية وممارسة الرياضة".

وعبّر عن سعادته في "إطلاق صندوق دعم مرضى السرطان الذي سيساعد في جعل رعاية مرضى السرطان وأبحاثه والوقاية منه في متناول العدد الأكبر من المرضى البالغين المصابين بالسرطان، خصوصاً ان في هذا كله إنعكاساً لرسالتي في هذه الحياة التي كرست مسيرتي كلها لمكافحة السرطان، خاصة لدى اولئك الأقل يسراً".

النهوض بالقطاع الصحي

بدوره، أشار ممثل وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي زاهي الهيبي الى ان "دورنا رئيسي في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى البالغين وذويهم. كما نثمن الشراكة مع القطاع الأهلي والقطاع الخاص وبخاصة المؤسسات العريقة مثل الجامعة الأميركية في بيروت. ان التوعية خير علاج، وتدخلكم لتجنبيهم آثار المرض".

اما بالنسبة الى وكيل نائب الرئيس للشؤون الطبية ومدير المركز الطبي الدكتور زياد غزال ممثلاً الرئيس التنفيذي للطب والاستراتيجية العالمية وعميد كلية الطب في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور محمد الصايغ، فرأى ان "البقاء على قيد الحياة يمثل أحد حقوق الانسان الأساسية، ومسؤوليتنا تكمن في البحث عن فرص لتحقيق التنمية المستدامة. ان الالتزام ببناء الثقة في المجتمع الذي يوفر لنا الكثير مرسخ في عمق اعماق علّة وجودنا. ونحن ملتزمون بإحداث فرق ايجابي عبر الدعوة للنهوض بالقطاع الصحي من خلال توسيع الاستثمارات لزيادة فرص التبرعات".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم