الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أنايس ميشيل... قصة حقيقية أُخذت عنها معظم قصص أفلام الرعب!

حسام محمد
أنايس ميشيل... قصة حقيقية أُخذت عنها معظم قصص أفلام الرعب!
أنايس ميشيل... قصة حقيقية أُخذت عنها معظم قصص أفلام الرعب!
A+ A-


أناليس ميشيل .. ألمانية ولدت عام 1952 لعائلة كاثوليكية متدينة في مقاطعة بافاريا في #ألمانيا ، عاشت قصة مرعبة صعبة وغريبة انتهت بمفارقتها الحياة لتصبح قصتها أساس معظم قصص أفلام الرعب العالمية المخيفة. 

عاشت "ميشيل" حياة طبيعية حتى سن السادسة عشرة، حيث ظهرت عليها فجأة بعض الأعراض الغريبة كالارتجاف الشديد وعدم السيطرة على حركات بعض أجزاء جسمها، لذلك قام والداها بإدخالها إلى المستشفى لتتلقى العلاج اللازم، ولكن حالتها استمرت بالتدهور حين بدأت تشاهد أطياف وجوه غريبة تحدق إليها وتسمع أصواتا وصرخات مرعبة في رأسها تقول لها بأنها "ستحترق في جهنم". وهنا بدأت تلتمس الحصول على علاج عن طريق جلسات طرد الأرواح الكنسية.

قام والداها بالالتماس لدى عدة قساوسة للقيام بعملية اخراج الجن من جسدها، إلا ان طلبهم رفض لمرتين، لأن للكنيسة معايير خاصة للاعتراف بأن شخصاً ما قد مسه الجن، ومن أهم هذه المعايير أو الشروط هو ان يبدي الشخص كرها شديدا ونفورا عميقا من الرموز الدينية، أو ان يتكلم بلغة أجنبية ليس له أو لأي شخص من عائلته أي إلمام بها، أو أن يحوز على قوى خارقة غريبة.

بدأت حالة أناليس تسوء أكثر، اخذت تسب وتشتم افراد عائلتها وتعض من يحاول الاقتراب منها. كما بدأت تمتنع عن تناول الطعام لأن الجن الذي يسكنها يمنعها من ذلك، وصارت تمزق ملابسها وتنام على الأرضية وتلتهم العناكب والذباب، وأصبحت تصرخ بهستيرية لساعات وتحطم أي صليب تقع يدها عليه، وتمزق صور المسيح وتكسر أواني الزهور والورود. كما أنها بدأت تقضم أجزاء من جسدها وتتبول على أرضية الغرفة وتشرب بولها احيانا.

وهنا وافقت الكنيسة اخيرا على اجراء جلسات لطرد الجن من جسدها. وخلال عامي 1975 – 1976 تم اجراء جلسة أو جلستين اسبوعيا لأناليس التي اخبرتهم خلال هذه الجلسات بأن جسدها مسكون من قبل ستة أرواح شريرة أو أكثر من بينها روح قابيل ونيرون وهتلر.

رغم ان أناليس بدأت تشعر ببعض الراحة بعد جلسات الكنيسة، إلا أنها لم تشفَ تماماً. وكانت تتعرض بصورة مستمرة إلى نوبات هستيرية شديدة تشبه الصرع. يتجمد جسمها خلالها كالمصاب بالشلل وتفقد الوعي. استمرت جلسات طرد الجن في الكنيسة لعدة أشهر، وغالبا كان يحضرها نفس الاشخاص المكونين من القساوسة ووالدي أناليس واحيانا بعض المصلين. قام القساوسة بتسجيل وقائع الجلسات على 40 شريطا صوتيا خلال فترة عشرة أشهر وكانت أناليس احيانا تخرج عن السيطرة خلال الجلسات، ما يحتاج إلى ثلاثة رجال اقوياء ليسيطروا عليها رغم أن وزنها أصبح لا يتعدى الـ 40 كيلوغراماً وأحيانا كانوا يضطرون لتقييدها بالسلاسل.

أجريت آخر جلسة في 30 تموز 1976. وكانت "أناليس" خلال هذه الفترة قد أنهكت تماما، حيث كانت تعاني من ذات الرئة ومن حمى شديدة. كما كانت قد أصبحت في منتهى الضعف والنحول جراء امتناعها عن تناول الطعام لفترة طويلة. وكانت آخر جملة لها خلال جلستها الأخيرة هي "أتوسل من اجل المغفرة"، وفي مساء ذلك اليوم التفتت أناليس إلى أمها للمرة الأخيرة وقالت بصوت متهدج "اماه، إني خائفة". وكانت هذه هي آخر كلماتها إذ فارقت الحياة في الليلة نفسها .

وجهة نظر قانونية!

قامت الشرطة باعتقال القسيسين اللذين أجريا جلسات طرد الجن، وكذلك والدي أناليس بتهمة الاهمال المؤدي إلى الموت. وحسب تقرير الشرطة، فإن السبب الرئيسي لموت أناليس كان الجوع نتيجة امتناعها عن تناول الطعام. وخلصت الشرطة إلى أنه لو تم اجبار أناليس على تناول الطعام قبل أسبوع من وفاتها لكان بالإمكان تفادي موتها.

أثناء المحاكمة قالت اخت أناليس إن شقيقتها الراحلة كانت تكره المستشفى لأنهم يجبرونها على تناول الادوية والطعام. كما تم عرض بعض الاشرطة التي سجلت لأناليس خلال جلسات الكنيسة والتي تحوي على بعض الجمل أو العبارات الغريبة ومنها على سبيل المثال حوار أشبه بالجدال بين اثنين من الجن حول ترك جسد أناليس، وكانا يتكلمان بصوت رجولي وبلهجة غريبة.

وقال الطبيب النفسي الذي طلبته المحكمة ليحلل علميا حالة أناليس، إنها كانت تعاني من حالة اضطراب نفسي شديد، وإنه كان من الممكن إنقاذها من الموت لو تم احضارها إلى المستشفى قبل أسبوع من وفاتها. وبناء على ذلك فقد وجدت المحكمة والدا أناليس وكذلك القساوسة مذنبين وحكمت عليهم بستة أشهر سجن مع التعليق لكل منهم.

وأصبحت أناليس بعد وفاتها بمثابة القديسة في نظر الكثيرين. وأصبح قبرها مزاراً للكثير من الزوار .كما أن حياتها وقصتها أصبحتا مثار اهتمام كبير. وتم تصوير عدة افلام مستوحاة من قصتها لعل اشهرها هو الفيلم الأميركي "طرد الأرواح من إيميلي روز".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم