الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

اندونيسيا تتصدّى لـ"الأخبار الكاذبة"... توقيف اعضاء في "الجيش الإلكتروني المسلم"

المصدر: أ ف ب
اندونيسيا تتصدّى لـ"الأخبار الكاذبة"... توقيف اعضاء في "الجيش الإلكتروني المسلم"
اندونيسيا تتصدّى لـ"الأخبار الكاذبة"... توقيف اعضاء في "الجيش الإلكتروني المسلم"
A+ A-

تتصدى #اندونيسيا لانتشار "الاخبار الكاذبة" والتحريض على الكراهية عبر الانترنت، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة سنة 2019، لمنع وقوع نزاعات اجتماعية ودينية محتملة في البلد المسلم الذي يعدّ أكبر عدد سكان في العالم.

وكان تقبل الارخبيل للاسلام المعتدل موضع اختبار في الأشهر الأخيرة، بعدما استغل أصوليون شبكات التواصل الاجتماعي لنشر أكاذيب ومهاجمة الأقليات، وفقا للسلطات.

ونفذت الشرطة اخيرا سلسلة عمليات توقيف مرتبطة بالجرائم الالكترونية، خصوصا ضد أعضاء "الجيش الالكتروني المسلم" (ام سي ايه)، المؤلف من مجموعات متهمة باستخدام مواقع "فايسبوك" و"انستغرام" و"تويتر"، لمهاجمة الحكومة وتأجيج التطرف الديني.

وفي خضم التضليل الاعلامي، نشر "الجيش الالكتروني المسلم" خبرا مفاده أن دعاة اسلاميين تعرضوا لهجمات في اندونيسيا على يد عناصر من اليسار، وأن الحزب الشيوعي المحظر في البلاد، شهد صعودا، وفقا للشرطة.

وصرّح مدير الشؤون الاجتماعية في الشرطة الوطنية غاتو ايدي برامونو أن هذه المجموعات تسعى أيضا الى زعزعة استقرار الحكومة و"خلق نزاعات اجتماعية".

وتخشى السلطات الاندونيسية احتمال تأثير "الأخبار الكاذبة" سلبا على الانتخابات التي ستُجرى في 171 مقاطعة في الوقت نفسه في حزيران المقبل، وعلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة سنة  2019.

وفي دليل عل ان الحكومة تأخذ الأمور على محمل الجد، أعلنت وزارة الاعلام في شباط نشر انظمة برمجة جديدة قادرة على كشف المواقع الالكترونية التي تنشر أخبارا كاذبة. ودشّن الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو في كانون الثاني 2018 وكالة جديدة للأمن الالكتروني.

وبلغت مشكلة "الأخبار الكاذبة" وحملات التشهير ذروتها في أواخر العام 2016 وبداية العام 2017، أثناء انتخاب حاكم جاكارتا.
وتعرّض باسوكي تاهاجا بورناما المعروف بـ"أهوك"، وأصبح أول حاكم غير مسلم (مسيحي) منذ نصف قرن ومتحدر من الأقلية الصينية، لهجمات كلامية شديدة من اسلاميين مؤيدين لخط متشدد اتهموه، بعد انتشار مقطع فيديو معدّل على الانترنت لأحد خطاباته، بأنه أهان القرآن. 

ودفع هذا الفيديو مئات آلاف المسلمين المحافظين الى النزول الى شوارع جاكارتا، والمطالبة بسجن الحاكم الذي وجهت اليه أخيرا تهمة التجديف وحكم عليه بالسجن لمدة سنتين، بعدما خسر الانتخابات.

وإثر تطور الأحداث، سجن الاستاذ الجامعي الذي عدّل الفيديو بعد أشهر عدة بتهمة التحريض على الكراهية.
وأثناء هذه الحملة الانتخابية، لفت "الجيش الالكتروني المسلم" نظر العديد من الخبراء. 

ورأى سافيك علي، مدير قسم الاعلام في "نهضة الأمة"، كبرى المنظمات المسلمة المعتدلة في البلاد، أن الجيش الالكتروني المسلم "يتسبب باضطراب في هذه القضية. كانت هناك اشارة واضحة إلى الدين في العديد من منشورات" هذا الجيش.
وأضاف أن هذا الجيش الالكتروني لعب دورا محوريا في نشر مضامين ضد أهوك وغير المسلمين. 

وقال المسؤول في منظمة "سايفنيت" غير الحكومية دمار جونيارتو إن مصدر الهام إحدى هذه المجموعات هو الاسلام الراديكالي، وتريد تعيين خليفة بينما تدعم مجموعات أخرى سياسيين محافظين وشخصيات عسكرية معارضة للرئيس جوكو ويدودو.

وأضاف: "يشكلون تهديدا للانتخابات الرئاسية سنة 2019. ما يريديون فعله حاليا في 2018 هو تكرار ما حصل في جاكارتا، في مناطق أخرى في البلاد".

ويرى الخبراء أيضا أن البلاد متأخرة جدا لإدخال برامج تعليمية رقمية، بهدف منع حملات التضليل.
وأشار علي إلى أن الأقليات الدينية تتعرض في الاعوام الأخيرة لهجمات تزداد أكثر فأكثر في البلاد، و"الأخبار الكاذبة" تصبّ الزيت على النار. وقال: "هذا الأمر يمكن أن يتحول بسهولة تمييزا حقيقيا ونزاعا، اذا لم يتصرف أحد".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم