"ديكور العرس" أشعل بشري واستنفر الاونيسكو

أدت محاولة إزالة مدرج في أرز بشري كان بناه منذ مدة أنصار النائب السابق جبران طوق في زفاف نجله، الى اشكال بين الأهالي وانصار طوق وبين العناصر الأمنية التي قدمت لإزالة التعديات، والتي اطلقت العيارات المسيلة للدموع لتفريق الاهالي الذي اصروا على قطع الطريق.  

وروى مصدر أمني لـ"النهار" ما حصل، فقال ان النائب السابق جبران طوق كان أقام عرساً لنجله منذ مدة داخل محمية أرز بشري بعدما حصل على إذن من الجمعية المعنية بإدراة المحمية التي سمحت بذلك بعد حصولها منه على تعهد بأنه سيعيد كل شيء متعلق بالديكور في المحمية الى ما كان عليه في السابق.
وبعدما أنشأ ديكورات داخل المحمية ومنها نافورة مياه وغيرها، طلبت الجمعية المعنية منه الايفاء بالتعهد الذي كان قد قطعه في هذا الصدد أكثر من مرة، الا انه تمنع عن الايفاء بذلك، فطلبت الجمعية من قوى الامن الداخلي عبر القنوات الرسمية المعنية مؤازرتها في عملية إزالة المخالفات من المحمية واستجابت القوة الامنية لذلك في اطار مؤازرتها الروتينية لكل المرجعيات المعنية بازالة المخالفات وحضرت الى المحمية لازالة المخالفات، فأوعز طوق الى انصاره بقطع الطريق عليها للحؤول دون دخولها الى المحمية القريبة من منزله، وكانت الاوامر للقوى الامنية واضحة في هذا السياق عدم الاصطدام بالاهالي قدر الامكان ولكن المهمة يجب ان تنفذ في نهاية المطاف. ومن هنا، منحت القوى الأمنية وقتاً إضافياً للجهود الخيرة والمساعي التي تبذل مع طوق لإزالة المخالفات من داخل المحمية برضاه، على ان يكون الخيار في حال وصلت الامور الى طريق مسدودة، ازالة المخالفة بالقوة. وقال المصدر الأمني: " لا علاقة لنا بالأمر سوى من باب تكليفنا بالمؤازرة بموجب كتاب رسمي، ولا مشكلة عندنا اذا تم سحب كتاب المؤازرة، في ان نعيد القوة الامنية المؤازرة الى اماكنها ولن نتدخل في هذا الشأن بعدها، اما اذا بقي الكتاب فاننا مجبرون على تنفيذه قانونا بأي طريقة".
بدوره، أشار طوق لـ"النهار" أن المدرج أقيم من أجل مناسبة إجتماعية، لافتاً الى أنه في حينها لم يعترض أحد. وقال ان المدرج موجود ضمن أرض خاصة، شارحاً أن هذه الأرض تأتي ضمن الـ500 متر المحيطة بمحمية أرز بشري حيث يمنع البناء. وأكد طوق أن وزارة البيئة لم تمانع ببنائه وذكرت في بيان أن المدرج يتناسب مع المعايير البيئية وفق طوق الذي قال "سنزرع أشجاراً في تلك الأرض .. ولا أعرف ما الخطأ بذلك". وأكد أن من ضمن اهتماماتنا المحافظة على البيئة وعلى الأرز، "ويمكننا فعل ذلك بالتفاهم". وناشد طوق أهالي بشري لفتح الطرق، مضيفاً أنه على "الدولة وقوى الأمن الداخلي مساعدتنا في ذلك.. ".

وكشف مصدر مسؤول في منظمة الاونيسكو لـ " النهار" ان "مركز التراث العالمي" التابع للمنظمة سبق ان ارسل كتابا منذ شهرين الى وزارة الثقافة، مرفقا بصور ومعلومات حصل عليها عن اقامة انشاءات خطيرة، وحصول مخالفات واشغال في المنطقة الملاصقة لغابة ارز الرب، وتنعكس سلبا وتؤثر على القيمة الاستثنائية التي على اساسها تم تصنيف موقع "وادي قاديشا- غابة ارز الرب" وأدرجه في "لائحة التراث العالمي"، وطلب المركز ايضاحات حول ما يجري، وتوقيف الاشغال. واكد المصدر ذاته ان الاونيسكو تثني وتؤيد وتتبنى قرار وزارة البيئة القاضي بازالة كل المخالفات في المنطقة المحيطة بهذا الموقع الطبيعي- الثقافي، معتبرا انه حتى لو كانت ضمن املاك خاصة فإنها غير مسموحة اذا كانت تخالف قوانين الحفاظ على مواقع التراث العالمي ومحيطها.
وقال وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غابي ليون لـ"النهار" ان "إزالة المخالفات ليست سياسية بل للحفاظ على غابة الأرز وتنصينفها على لائحة التراث العالمي".

الى ذلك، أوضحت النائبة ستريدا جعجع في حديث اذاعي أن "وزير البيئة اصدر قرارا بإزالة المخالفات المستحدثة قرب غابة الأرز، وعندما عملت القوى الامنية على ازالة المخالفات، قامت مجموعة تابعة للنائب السابق جبران طوق بمحاولة منعها".

وقالت: "إننا مع الاكثرية الساحقة من أهل بشري نساند القوى الامنية ونطلب منها الاستمرار في مهمتها لأننا نريد أن تكون منطقتنا مثالا لسلطة الدولة والقانون، ونحن مصرون في مدينة بشري ومنطقتها على التأكيد أن الدولة موجودة والكل تحت سقف القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع من دون إستثناء".

وتستمر الإتصالات بين القوى الأمنية وفاعليات البلدة لإبعاد الأهالي من جهة، وإبعاد القوى الأمنية من جهة أخرى، حتى يتم التوصل الى حل.

وافاد مندوب الوكالة الوطنية ان السجالات محتدمة بين الأهالي لفتح الطريق أو إقفالها، فالبعض يريد مساعدة القوى الأمنية لحل المشكلة، والبعض الآخر يريد ابقاء الطريق مقفلة.