الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

وعورة البراءة

سمير عطاالله
Bookmark
وعورة البراءة
وعورة البراءة
A+ A-
رفض اريك بلير الإسم الذي ولد به بسبب رنته الاريستوقراطية، واتخذ لنفسه اسم جورج اورويل. وبهذا الإسم أصبح أحد ضمائر القرن العشرين مثل غاندي ومانديلا والأب بيار وبرتراند راسل. كانت لأورويل هواجس ومخاوف كثيرة من مدى التوحش الذي يمكن ان يصل إليه الضعف الإنساني في البشر. لكنه ارتعد مبكراً جداً من استبداد التكنولوجيا، وخصوصاً من مدى استغلالها في صناعة الاعلام. طبعاً كان أورويل يعيش في عصر ما بعد الحرب، وانقسام العالم بين حَربتين، رأسمالية وشيوعية. وعندما وضع أشهر رواياته "1984" وقبلها "مزرعة الحيوان"، على طريقة "كليلة ودمنة" إنما كان يستقرىء المستقبل الذي ينتظر العالم، كلما سخَّر الإنسان تقدمه التكنولوجي صوب المكائد.قبل الانترنت بزمن طويل، تحدث أورويل عن شاشة سماها "تلسكرين" لا يقتصر دور الإنسان على مشاهدتها، بل يرسل ويتلقى و... يخضع للمراقبة من خلالها. ويستخدم "الأخ الأكبر" هذه السطوة التقنية لغسل الأدمغة أيضاً. وفي رائعته الأخرى "قتلُ فيلْ" يصور الرأي العام وقد حولته وسائل الاعلام الى قطيع سائر، ممتلىء بما قد عبىء به.ان "التلسكرين" لا يلتقط فقط كلامك بل أيضاً تعابيرك وايماءاتك. وحاذر أي حركة وجه غير مألوفة وكأنك تريد أن تخفي شيئاً. فهناك قانون خاص لمثل هذه الجرائم يسمى "جريمة المعالم" وتحال عادة على "شرطة الفكر". أو شين. فاء. فمن أجل ان تنسى الناس الهدف الذي من اجله انشئت الوزارات في الأساس، تم الاكتفاء بالأحرف الأولى وحدها: وزارة الحقيقة (و. ح)، وزارة الوفرة (و....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم