"انتفاضة" الخير ضد "المستقبل"... ما حجمها؟

بين ليلة وضحاها تحوّل الوفاء الى نهج "تيار المستقبل" من فعل إيمان الى "تعويذة شر". لم يجد عضو كتلة "المستقبل" النائب كاظم الخير تعبيراً أقل صخباً من "المؤامرة"، للتعبير عن سخطه لعدم تبني "التيار الأزرق" ترشيحه للانتخابات النيابية.

بصراحةٍ تامة، عبّر الخير لمناصريه عمّا يختلج قلبه، فقال: "كنا مخلصين وأوفياء للرئيس سعد الحريري لأننا مؤمنون أن هذا الخط سينقذ لبنان رغم اعتراضنا على بعض الممارسات. لكننا شعرنا منذ أشهر ان هناك مؤامرة ضدنا. ويبدو ان الحريري أخذ الخيار بالتخلي عنا، ومستمرون بمعركتنا".

واذا كان الخير قد مضى في مواجهته الانتخابية ضدّ من أوصله الى البرلمان ـ سعياً للوصول الى البرلمان ـ كيف يرد "تيار المستقبل" على ردّة فعله؟ وما الأسباب التي أدت الى ترشيح عثمان علم الدين بدلاً منه؟

تؤكّد مصادر "تيار المستقبل" لـ"النهار" أن "عدم تبني ترشيح الخير على لوائح "المستقبل" أنتج ردّة فعله المعترضة، وليس لأسبابٍ أخرى". ما يثبت، أن "منطق الوفاء للمبادئ الحزبية غير قائم لدى بعض المرشحين الذين لا ينتمون الى التيارات السياسية. وهم يعتبرون ان المقعد النيابي حكر عليهم، أو ما يقال في العامية أنه مجرّد "تحصيل حاصل" من حقهم".

وبعبارةٍ أخرى، وبناءً على الواقع الحالي، ان "بعض المرشحين الذين لا يتبعون التيار السياسي يعتبرون ان تمثيلهم النيابي أهم من الخيار السياسي. وتبنى ردة فعلهم على هذا النحو. وهي ردة فعل منطقية قياساً لما يراه الخير في نفسه".

وعن النعوت التي اتهمت الخير بعدم الوفاء لنهج "المستقبل" نتيجة ردّة الفعل إبان ترشيح خلف لمقعده، تقول المصادر إن "الأخير يتكلم عن الوفاء طالما الرئيس الحريري يرشحه. ويعتبر ان وفاءه للتيار الأزرق مرتبط بترشيحه له. وتبنى ردّة فعله على هذا الاساس. فيُحلّ ارتباطه بالمبادئ التي يتحدث عنها عند تبني مرشح جديد عن المقعد الذي يشغره".

وعن الاسباب التي دفعت "تيار المستقبل" الى ترشيح علم الدين عوضاً من الخير، تقول المصادر إن "الاعتراضات كثرت في الأشهر الماضية على اسمه، بعد ان زارت وفود مؤيدة لـ"التيار الأزرق" الرئيس الحريري وعبّرت عن عدم رضاها على الخير وتمنت عليه ترشيح وجهٍ جديد".

وما هي اسباب الاعتراضات على شخص الخير؟ تجيب المصادر أنه "من الصعب في ظل المجتمع القبلي والعشائري اقناع العائلات بشخص مرشحٍ واحد، رغم أن اسباب الاعتراض قد تكون شخصية أكثر منها مبدئية. على سبيل المثال، قد يمتعض البعض من عدم دعوة الخير لهم الى العشاء، او عدم القاء التحية عليهم في المناسبات الخاصة. وهي تالياً أسباب اجتماعية ـ شخصية أكثر منها سياسية".

من هذا المنطلق، تؤكد المصادر أن "الحكم للأرقام في الانتخابات. وقد بقي "تيار المستقبل" مصراً في بادئ الأمر على ترشيح الخير، ولكن تفصيلاً مفاجئاً وغير معروف دفع بالحريري الى استبداله قبل 48 ساعة من اعلان اللوائح".

وفي الأداء السياسي، لا تعتقد مصادر "المستقبل" ان "الخير أقل معرفةً وخبرةً من علم الدين، بل انه يقوم بمهامه النيابية على أكمل وجه".

وعن موقف "المستقبل"، اذا استمر الخير في ترشّحه على لائحة منافسة للحريري، تقول المصادر إن "ترشيح علم الدين أصبح قائماً. وعلى المستوى السياسي، اذا قرر الخير الترشح على لوائح أخرى سنحاربه على المستوى السياسي. وترشحه ضدنا قد يصل بالأمور الى قطيعة كاملة معه. هو مستمر في ترشيحه ولا نعتقد أنه سيتراجع. ومن اللافت ان لائحة الرئيس نجيب ميقاتي بانتظار المرشح المتبقي خارج لائحة الحريري. ومن المرجح أن يترشح الخير على لائحة ميقاتي".