السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

معارك عنيفة تهزّ الغوطة... الجيش السوري يسيطر على مديرا ويعزل دوما

المصدر: أ ف ب
معارك عنيفة تهزّ الغوطة... الجيش السوري يسيطر على مديرا ويعزل دوما
معارك عنيفة تهزّ الغوطة... الجيش السوري يسيطر على مديرا ويعزل دوما
A+ A-

مع دخول الحملة العسكرية ضد الغوطة الشرقية أسبوعها الرابع، تهز المعارك العنيفة بين الجيش السوري والفصائل المعارضة أرجاء هذه المنطقة التي باتت مجزأة، وتنتشر تحت أنقاض مبانيها عشرات الجثث لضحايا سقطوا في القصف.

وعزل #الجيش_السوري السبت #دوما، أبرز مدن #الغوطة_الشرقية، بعدما تمكن إثر تقدم كبير من تقسيم المنطقة ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب.

وواصلت قوات النظام تقدمها في الغوطة الشرقية اليوم، إذ سيطرت على بلدة مديرا التي تتوسط الأجزاء الثلاثة، وفقا للمرصد، مشيرا إلى اشتباكات تدور في محيطها، كما على جبهات أخرى بوتيرة أقل.

وكان الجيش السوري شنّ هجومه البري على الغوطة من الجهة الشرقية. وبسيطرته على مديرا، التقت قواته المتقدمة بتلك الموجودة عند الأطراف الغربية، وتحديداً قرب إدارة المركبات، القاعدة العسكرية الوحيدة لقوات النظام في الغوطة الشرقية.

ويضيق الجيش السوري يوميا الخناق أكثر على الفصائل المعارضة في الغوطة، حيث يعيش 400 ألف مدني محاصرين منذ العام 2013. 

ووثق المرصد السوري اليوم مقتل 12 مدنياً في القصف على الغوطة الشرقية. ولا تزال جثث أكثر من 60 مدنياً عالقة تحت أنقاض الأبنية المدمرة في مسرابا وحمورية وسقبا، على ما نقل المرصد عن عائلات وجيران الضحايا. 

وبذلك، ارتفعت حصيلة القتلى، من جراء القصف منذ بدء الحملة العسكرية في 18 شباط، إلى نحو 1111 مدنيا، بينهم 229 طفلاً.

بدورها استهدفت الفصائل المعارضة ضاحية جرمانا قرب دمشق، مما أسفر، وفقا لوكالة الأنباء السورية الرسمية، عن مقتل 4 أشخاص.

في مدينة حمورية، شاهد مراسل "فرانس برس" شاباً يبحث بين الدمار عن عائلته. وقال إن والده ووالدته واشقاءه الثلاثة قتلوا، ولا تزال جثثهم تحت الأنقاض.
وأفاد المراسل عن انتشار رائحة كريهة في شوارع حمورية ناتجة عن جثث لم يتم انتشالها منذ أيام. 

وقال حسان (30 عاماً) من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق المعارضة) لـ"فرانس برس" إن عمليات الإغاثة التي حصلت حتى الآن تمت بجهد فردي وبواسطة معدات خفيفة.
وأضاف: "هناك حالياً أكثر من 20 عائلة تحت الأنقاض. ونحتاج الى آليات ثقيلة لانتشالها. لكن ليس بمقدورنا استخدامها، كي لا يقصفها النظام. ليس بامكاننا انقاذ أي احد من تحت الانقاض". 

وفي مدينة دوما، أفاد مراسل "فرانس برس" عن جثث تتجمع في المشرحة بسبب صعوبة دفنها، إذ بات من غير الممكن الوصول إلى المقبرة التي تقع عند الأطراف نتيجة القصف.

وتمكنت قوات النظام السبت من عزل دوما، بعد السيطرة على بلدة مسرابا إلى جنوبها، إثر حملة قصف عنيف مهدت لعملية اقتحام في مواجهة فصيل "جيش الإسلام".

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش اخرج، بعد سيطرته على مسرابا، "عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال"، من داخل أحد الأقبية. وتم نقلهم إلى "أحد مراكز الإقامة الموقتة". 

وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن "إخراج قوات النظام بين 75 و100 شخص من مسرابا التي باتت خالية من السكان، ويعمها دمار كبير جداً".

وحذر وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس دمشق اليوم من استخدام الغازات السامة خاصة في الغوطة الشرقية، التي وردت منها تقارير عدة عن حالات اختناق بعد قصف لقوات النظام.

ويتزامن تقدم قوات النظام في الغوطة مع هدنة انسانية أعلنتها روسيا، وتنص على وقف الاعمال القتالية 5 ساعات يوماً، ويتخللها فتح "ممر انساني" لخروج المدنيين. إلا أن أحداً لم يخرج منذ بدء تنفيذها قبل 12 يوماً، وفقا للمرصد.

وتتهم دمشق وموسكو الفصائل المعارضة بمنع المدنيين من الخروج.

ويُذكّر ما يحصل في الغوطة الشرقية بمعركة مدينة حلب التي حاصرت قوات النظام أحياءها الشرقية، قبل أن تشن هجوماً برياً تخللته هدنات موقتة عدة، إلى أن انتهت المعركة بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة شمال غرب سوريا.

عرض للمصالحة

ومن جراء التصعيد، يبحث مسؤولون محليون في تفاق لإجلاء جزئي من الغوطة الشرقية.
والتقت لجنة من مسؤولين محليين في مدينة حمورية السبت ممثلين للحكومة السورية من اجل التفاوض. وقال عضو في اللجنة فضل عن الكشف عن اسمه: "ناقشت اللجنة عرضاً للمصالحة يتضمن خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة" بينها إدلب (شمال غرب) أو درعا جنوباً.  وأشار إلى أن "اللجنة ستعقد اجتماعاً اليوم لإتخاذ القرار". 

وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن "المفاوضات مستمرة حول بلدات حمورية وجسرين وسقبا"، مشيراً إلى أن "القرار قد يُتخذ في أي لحظة".

ونفت الفصائل المعارضة مشاركتها في أي مفاوضات مع الحكومة السورية، مؤكدة رفضها سياسة الإجلاء.

خلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة، بينها مدن وبلدات قرب دمشق، عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين، بموجب اتفاقات مع القوات الحكومة، وإثر حملات عسكرية عنيفة.

وعلى جبهة أخرى في سوريا، تدور اشتباكات قرب عفرين ذات الغالبية الكردية، غداة وصول القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها إلى مشارف المدينة.
وتحدث مسؤولون عن "وضع مأسوي" للمدنيين في المدينة التي تقترب القوات التركية من حصارها، أثر هجوم بدأته في 20 كانون الثاني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم