"أبلة فاهيتا" التي أضحكت الملايين...وداعاً؟

وأثارت أشهر عرائس الماريونت بمصر منذ ظهورها مع الإعلامي الساخر باسم يوسف في إحدى حلقات "برنامج البرنامج" عام 2014 الكثير من الضحك، وكذلك السجالات بسبب جرأتها السياسية، وإيحاءاتها الجنسية الصادمة بالنسبة لقطاع غير قليل من الجمهور المصري. وبعد توقف "برنامج البرنامج" شهدت "أبلة فاهيتا" تحولات لافتة لتحافظ على استمرارها وشعبيتها الواسعة. 

ونشرت مواقع إخبارية مصرية، مساء أمس، تقارير تتحدث عن وقف البرنامج الواسع الانتشار الذي يبث على قناة CBC الفضائية المصرية، معيدة قرار الوقف إلى عدد القضايا الذي بلغ نحو 300 ضد البرنامج. ومع أن القناة الفضائية نفست صحة التقارير الصحافية، بعد ساعات قليلة من نشرها، تركت الباب مفتوحاً أمام التكهنات بشأن مستقبل البرنامج.

غموض رغم النفي

وقال مصدر بفريق عمل البرنامج -رفض ذكر اسمه- لـ"النهار": "نحن سمعنا كغيرنا الأنباء المتداولة عن وقف البرنامج. إدارة القناة لم تبلغنا ذلك، ونحن الآن في إجازة منذ نحو أسبوعين، بعد أن انتهينا من تصوير حلقات الموسم السادس كاملة، لكن في الحقيقة ليست لدينا أي معلومات بشأن الموسم الجديد للبرنامج، ولا نعلم إن كان سوف يستمر أم لا. ومع هذا من المرجح أن نبدأ الإعداد لتسجيله وبثه بعد شهر رمضان المقبل".

وقالت القناة في بيان بثته على موقعها الرسمي: "نشر عدد كبير من المواقع الإخبارية اليوم في توقيت متزامن لدرجة تثير الانتباه، خبراً كاذباً يستند إلى مصدر مجهول يفيد أن قنوات CBC قررت وقف برنامج (أبلة فاهيتا) إلى أجل غير مسمى وأبلغت فريق البرنامج بهذا القرار وذلك لأسباب مفبركة وردت بالخبر المذكور".

وأضافت القناة: "تؤكد CBC أن كل ما نشر بهذا الصدد غير صحيح جملة وتفصيلا ولا أساس له إلا في خيال (أو في نفس) من أرسله إلى المواقع فقنوات CBC لم تتخذ من جانبها قرارا بهذا الشكل والموسم الحالي للبرنامج انتهى تصوير حلقاته في موعدها المحدد والمعلن بينما عرض هذه الحلقات مستمر خلال شهر مارس (آذار) الجاري وحتى الموعد المحدد مسبقا لنهاية عرض حلقات الموسم..وهذا هو المعتاد في جميع المواسم" .

وأشارت القناة إلى أن المواقع الإخبارية "خلطت بين هذا الخبر المكذوب وخبر آخر تم نشره منسوبا إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ولجنة الشكاوى به يفيد بأن المجلس خاطب القناة بشأن عدة ملاحظات تخص برنامج (أبلة فاهيتا) طلب من القناة اتخاذ ما يلزم لتلافيها"، مؤكدة "أنها تتعامل ببالغ الجدية والاحترام مع المجلس الأعلى والملاحظات أو القرارات الصادرة عنه عموماً اقتناعاً منها بمسئوليته ودوره المهم".

جرأة وتحولات

ومن السمات المميزة لشخصية "أبلة فاهيتا" بشكل خاص هي الجرأة، لكنها تنحت بمرور الوقت عن انتقاداتها السياسية اللاذعة التي ربما أثارت لها بعض المشاكل، وظلت محتفظة بجرأتها في إلقاء التعليقات و"القفشات" الجنسية الصادمة والمثيرة للضحك في آن. ولكن هذه الجرأة لا تروق لبعض المواطنين المصريين الذين يعتبرونها خروجاً على الطبيعة "المحافظة" أو "المتدينة" للمجتمع، وهو ما دفع بعضهم إلى تقديم شكاوى ورفع قضايا بالجهات المختصة في الدولة.

وحول السر في هذه الجرأة التي نادرا ما تظهر على الشاشة الصغيرة في مصر، ترى نورهان طمان، وهي صحافية عملت لفترة في إعداد البرنامج أن الأمر مرتبط بطبيعة فريق العمل، وتقول لـ"النهار": "إن الجرأة التي تظهر بها (أبلة فاهيتا) مستمدة من طبيعة شخصية مبتكرها، فقد تعلم تحريك العرائس في الولايات المتحدة، ويتعامل بحرية في التعبير عن آرائه، وهي أيضاً نفس طبيعة فريق الإعداد الذي يتكون من مجموعة من الشباب المنفتح ثقافيا وفكريا".

وحول سر رفض مبتكر "أبلة فاهيتا" الإفصاح عن هويته طوال هذه السنوات، رغم التقاط بعض الصور المنسوبة له، تقول طمان: "إنه يرغب في أن يشعر الناس أن (فاهيتا) شخصية حقيقية، لا مجرد عروس يحركها إنسان، وهو حريص بقوة على ذلك، وأنا احترم هذا، لذا لن أفصح عن اسمه أو هويته، ولن يبلغك به أحد من فريق الإعداد".

وتضيف: "مر البرنامج بفترة تحول وإعادة تصورات للحفاظ على شعبيته، فكان هناك توجه نحو إجراء لقاءات مع نجوم الكرة، ثم شعور بأنه بحاجة إلى المزيد من التنوع حتى لا يقتصر على الرياضة فحسب، فاتجه نحو إجراء لقاءات مع نجوم الفن".

ولا يعد التحول من النقد السياسي اللاذع، إلى التركيز على الفن والرياضة والكوميديا، هو التحول الوحيد في حياة "فاهيتا"، فهناك مقاطع فيديو غير شائعة الانتشار، تكشف عن أن فاهيتا مرت بتحولات في مستوى الأداء، وفي الشكل أيضاً، ومن بين هذه المقاطع فيديو يعود إلى العام 2010، على القناة الرسمية لها، تظهر فيه بملامح مختلفة تماماً، وهو ما دفع أحد المستخدمين إلى التعليق على المقطع بعد نحو 7 سنوات من بثه، معبرا عن دهشته وسخريته: "يهدك يا فاهيتا، قبل التجميل كنتي وحشة اوييي".