الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

حملة "حتى يبقى البلدي بلدي" لانقاذ تراث بيروت الرياضي

أحمد محيي الدين
حملة "حتى يبقى البلدي بلدي" لانقاذ تراث بيروت الرياضي
حملة "حتى يبقى البلدي بلدي" لانقاذ تراث بيروت الرياضي
A+ A-

تداعى قدامى نادي الأنصار مع جمعية "نحن" الى اعتصام رفضوا فيه قرار بلدية بيروت بهدم الملعب البلدي وتحويله مرآباً للسيارات مع مشروع تجاري كبير، إذ احتشد عدد منهم أمام النصب التذكاري للشهيد الشيخ حسن خالد تقدمهم رئيس النادي الأخضر نبيل بدر وثلة من قدامى لاعبي الأنصار هم عدنان بليق، صاحب المبادرة، ناصر بختي، جهاد محجوب، وعمر ادلبي، ابرهيم دهيني، محمد ادلبي، خضر برجاوي، نزيه نحلة، محمد الشريف، نور الحاج والمدرب سمير سعد فضلاً عن بعض جماهير الأندية البيروتية الأنصار والنجمة وشعلة الإصلاح والصفاء.



وتحدث بليق باسم قدامى اللاعبين، فشكر كل من ساهم في تنفيذ الاعتصام، واكد ان بيروت عاصمة العرب، باتت اليوم تواجه مصيراً صعباً لتراثها التاريخي وشبابها الرياضي، من خلال قرار الرئيس السابق لبلدية بيروت بلال حمد، ازالة الملعب البلدي وبناء مرآب للسيارات مع بعض المرافق التجارية.

وأبرز أهمية الملعب بالنسبة الى اهالي بيروت عموماً والطريق الجديدة خصوصاً كونه معلماً من معالم بيروت وتراثها، فيه تسلم الرئيس الراحل فؤاد شهاب من الانتداب الفرنسي رايته الوطنية عند دائرة منتصف الملعب بمناسبة مراسم تأسيس الجيش اللبناني الوطني. وأشار الى ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري اصرّ على اعادة بناء وتحديث الملعب لأنه يحب بيروت واهلها فجعله منشأة رياضية دولية يفخر بها كل اللبنانيين.

وأطلق بليق صرخة شبه فيها الملعب بقلعة بعلبك قائلاً: "اذا كنتم توافقون على هدم قلعة بعلبك... اهدموا الملعب البلدي"، وناشد المسؤولين السياسيين وخصوصاً رئيس الحكومة سعد الدين الحريري العمل على ايقاف هذا المشروع، وعدم الموافقه على هدم ما بناه والده.





ولطالما شكل ملعب بيروت البلدي تراثاً رياضياً للعاصمة اللبنانية بيروت، وكان شاهداً على أحداث كثيرة رياضية وسياسية ووطنية على مدار تاريخه الذي يعود الى حقبة الانتداب الفرنسي، حيث دشّن الملعب عام 1936 ودفعت البلدية حينها 40 ألف ليرة لبنانية سورية لتشتريه من هنري فرعون، وبات الصرح الرياضي الأعرق في العاصمة، حيث كان معداً لسباقات الخيل، قبل أن يتم تطويره ليصبح ملعب لرياضات متعددة خصوصاً كرة القدم وقطبيها النجمة والأنصار، إذ كان الملعب مفتوحاً أمام جميع مرتاديه، من نواد وأشخاص ورياضيين، فضلاً عن احتضانه لمهرجانات سياسية وتنموية وبلدية ونشاطات الجمعيات، حتى أعيد تأهيله عام 1997 لاستضافة دورة الألعاب العربية ثم واصل استضافة أهم الأحداث والمباريات وصولاً الى العام الماضي.

وكانت بلدية بيروت تنوي اطلاق مشروع معلّق منذ اعوام، يقضي بتحويل المنشأة الرياضية العريقة الى فضاءات متعددة تستفيد منها أهل منطقة "الطريق الجديدة" ذات الكثافة السكانية العالية.


وكشف رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني في حديث سابق لـ"النهار" ان البلدية لم تعط الموافقة بعد على بدء تنفيذ المشروع، ودحض عيتاني إشاعة إقفال الملعب قائلاً: "الملعب لا يزال مفتوحاً أمام الجميع كما كان دائماً، ويتم إقفاله لفترات بسبب أعمال الصيانة لا سيما ان العشب الأخضر يحتاج الى العناية على نحو دائم".

ووفق محضر جلسة مجلس الوزراء، في 18 كانون الأول 2014، كُلّف مجلس الانماء والاعمار إعداد الدراسات لانشاء مركز مدني على العقار الرقم 3943 من منطقة المزرعة العقارية، أي الملعب البلدي حالياً، على مرحلتين. الأولى: بناء ملعب بلدي جديد في منطقة قصقص بالمواصفات الدولية. الثانية: تحويل الملعب الحالي إلى مركز مدني رياضي بيئي يتضمن مساحة عليا فوق المواقف تتألف من مساحات خضراء مشجّرة (ملحقة بملاعب لكرة القدم والسلة والطائرة وحديقة نموذجية للأطفال مجهّزة بألعاب صديقة للطفولة)، قاعة اجتماعات كبيرة متعددة الاستعمال، مكتبة عامة متطورة لبلدية بيروت وقاعة انترنت وتعليم على أجهزة الكومبيوتر واللغات الأجنبية لأبناء المنطقة. طبقات سفلية تستعمل مواقف للسيارات وتتسع لنحو 2500 سيارة للمساعدة في حل أزمة السير والمواقف في المنطقة، على أن تكون أسعار الاشتراكات متوافقة مع الواقع الإقتصادي لسكان المنطقة، مع امكان انشاء قاعات رياضية ضمن تلك الطبقات.

 ولاحقاً، صدر عن المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية والبلديات، البيان الآتي: "تداول البعض أخبارا عن قرار بإزالة المعلب البلدي واستبداله بمشاريع مختلفة. يهم المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية التأكيد على أن هذه الفكرة تم تداولها خلال واحدة من جلسات المجلس البلدي السابق في بيروت، وبقيت مجرد قرار مبدئي لم ولن يتحول إلى قرار نهائي أو مشروع تنفيذي. وسيبقى الملعب البلدي في مكانه، عنوانا للطريق الجديدة وأهلها. لهذا اقتضى التوضيح، لمن يجعلون من الملعب البلدي عنوانا إنتخابيا".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم