الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"النهار" في منزل زياد عيتاني: العائلة تنتظر..."اشتقنالك والله لا يسامح لي كان السبب"

المصدر: "النهار"
علي عواضة
علي عواضة
"النهار" في منزل زياد عيتاني: العائلة تنتظر..."اشتقنالك والله لا يسامح لي كان السبب"
"النهار" في منزل زياد عيتاني: العائلة تنتظر..."اشتقنالك والله لا يسامح لي كان السبب"
A+ A-

تحولت قضية الفنان المسرحي زياد عيتاني إلى حديث الشارع اللبناني في الساعات الماضية. من متهم بالتعامل مع العدو الإسرائيلي إلى بريء لا علاقة له بالملف، وقد لفقت له التهمة من ألفها إلى يائها.

أسئلة كثيرة طرحت منذ لحظة إعلان براءة عيتاني، فرضيات كثيرة وضعت على طاولة النقاش. أضف اليها تدخلات سياسية ومحاولة لملمة الملف. وببساطة مطلقة انقلب السحر على ، فتحول زياد من "عميل" إلى بطل قومي، بينما المواطن اللبناني وجد نفسه بين روايات عديدة مصدرها جميعها جهات أمنية يفترض بها أن تكون حريصة وساهرة على الأمن الوطني.

في منطقة طريق الجديدة، حيث منزل عائلة الفنان عيتاني، يتردد اسم زياد على كل لسان، من موظفي جامعة بيروت العربية مروراً بالسكان. اسم زياد تسمعه بوضوح لدى مرورك في المنطقة. وعلى بعد أمتار من منزل العائلة يستوقفك شاب يسأل "عم تدوّر على بيت زياد؟" والضحكة بادية على وجهه. وبفرحة المنتصر يخبر وبلهجته البيروتية "هيدا زياد ابن منطقتنا طلع مظلوم".

دموع الفرح

داخل منزل زياد تجلس والدته على أريكتها منهكة وعلامات التعب بادية على وجهها، تتلقى الاتصالات المهنئة ببراءة زياد. ومن متصل إلى آخر، تحبس دموع فرحهتا قدر الإمكان. فالمنزل تحول إلى خلية نحل تحضيراً لاستقبال زياد. وبحرقة المظلوم تخبر والدته عن الأيام العصيبة التي عاشها خلف القضبان، مؤكدةً بأنه أجبر على الاعتراف بما نُسب إليه تحت التعذيب والترهيب، فقد اختفى لمدة اسبوعين قبل أن نسمع في نشرات الأخبار عن اعتقال زياد واتهامه بالعمالة، الأمر الذي شكل صدمة لم نكن نتوقعها، خصوصاً أن عائلة العيتاني بشكل عام ومنزله بشكل خاص معروفون بمقاومة الاحتلال، ووالده شارك في العديد من العمليات القتالية ضد العدو الإسرائيلي، وجده كرّمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1996 على ما قدمه للبلد.

واضافت الوالدة "كلها معطيات تربى عليها زياد وعرف خطورة العدو وسمع منذ صغره بالطبيعة الإجرامية لإسرائيل "فلا يمكن في نهاية الأمر أن يتهم ابن منزل قدم ما قدمه للوطن بالعمالة."... الحق ظهر والحق ما بموت وابني ظهرت براءته"، موجهةً رسالة له "اشتقتلك كتير. بعتذر ما طلعت شفتك، بس ما كان فيني شوفك بها المنظر". وعن المقدم سوزان الحاج رفضت الوالدة التعليق مكتفيةً بعبارة "الله لا يسامحِك شو عملتِ فينا".

ووجهت والدته رسالة للمشككين ببراءة ابنها قالت فيها "شو ما عملنا حتظلوا تبرروا وتتهموا ابني.. هي مرحلة صعبة مررنا بها وأدركنا من يقف معنا.. ومن هاجمنا لا نقول له سوى "الله يسامحك".

اتصال الرئيس الحريري

بدورها رنا شقيقة زياد كشفت أن الرئيس سعد الحريري تواصل ثلاث مرات مع العائلة من السعودية قبل اعلان براءة زياد. وخلال الاتصال قال الرئيس الحريري لوالدة زياد "ابنك حياخد حقو واللي ظلمو حيتعاقب أمام الجميع... انتظري ساعات وستسمعين اخباراً طيبة عن ابنك". "وها هو وفى بوعده لنا".

وقالت رنا "إن الأحداث تسارعت في الأسبوع الأخير. وظهرت اسماء جديدة فى الملف، وكل ما قاله جاء تحت التهديد والترهيب. وقد تم التعرض له بشكل مباشر، والاعترافات جاءت تحت التعذيب، ومن حاول الإساءة لزياد ها هو اليوم يواجه السجن بتهمة تلفيق الملفات وأخي حر طليق.

واكدت رنا أن المقدم سوزان الحاج انتقمت من زياد بعد الصورة المتداولة لإعجاب قامت هي به للمخرج شربل خليل يهاجم فيه السعودية، وبعد فصلها من عملها قررت الانتقام منه، فلفقت له تهمة هي الأحقر على الاطلاق. "فلو كانت تهمة سرقة أو مخدرات لكانت أهون على العائلة من قضية التعامل مع العدو". وقالت رنا إنه بعد الضجة التي أثارتها الصورة، حذف زياد التعليق وقام بالاتصال بالمقدم الحاج محاولاً الاعتذار منها، إلا أن زوجها أقفل الخط بوجهه، إلى أن اتهم أخي بالعمالة.

وشرحت رنا وضع شقيقها في السجن، فهو كان "مقتنعاً بالظلم الذي لحق به، متمسكاً بعبارة خسرت كل شي، ولكن الحمد الله ظهر الحق وسنستقبل زياد استقبال الأبطال، وأتمنى على من شهّر بزياد من مواطنين، أن يعلم جيداً أنه مظلوم ولا علاقة له بإسرائيل ولا غير اسرائيل".

أصدقاء العائلة وزياد عبروا عن فرحتهم، وقال أحد الأصدقاء إن زياد هُدّد لأكثر من أسبوع. وتعرض لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي. وقد أرسل أحد الضباط رسالة من المقدم الحاج قال له فيها حرفياً "سوزان بتسلم عليك يا عميل".

ساعات قليلة ويخرج زياد من سجنه ويستكمل التحقيق مع المقدم الحاج، بانتظار كلمة القضاء النهائية لتنهي فصول قضية مواطن لبناني اتهم من قبل الأجهزة الأمنية بالتعامل. وسيخرج بقرار من أجهزة أمنية أخرى كشفت حتى الساعة مظلومية زياد... بينما الأسابيع التي عاشها داخل السجن والتهديدات التي تعرض لها وتشويه سمعته وسمعة عائلته طوال تلك الفترة وخلال الأسابيع المقبلة، بالطبع، لن يعوضها اعتذار وزير داخلية أو حتى ملفق التهمة نفسه. وفي حال ثبتت براءة زياد، كم من زياد داخل السجن، وكم من تهمة لفقت وماذا عن الشابة جنى بو دياب المتهمة ايضاً بالتعامل والتي تنتظر عرضها على المحكمة منذ أشهر دون اكتمال معطيات التحقيق... ببساطة هي فضيحة للدولة اللبنانية بكافة اجهزتها الأمنية والقضائية في حال كان بريئاً أم مذنباً.


اقرأ المزيد: الرئيس عون: لالتزام سرية التحقيق وإبعاد الملفات من أي استغلال


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم