الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ترامب يشعل حرباً جديدة... العالم يستنفر!

المصدر: "رويترز – ا ف ب"
ترامب يشعل حرباً جديدة... العالم يستنفر!
ترامب يشعل حرباً جديدة... العالم يستنفر!
A+ A-

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالحرب التجارية ردا على الغضب الدولي الذي أثاره اعلان قراره فرض رسوم جمركية اعتباراً من الأسبوع المقبل على واردات الفولاذ والألومنيوم، فيما أشاعت الأنباء قلقاً في الأسواق.  وكتب ترامب في تغريدة صباحية "عندما تخسر دولة (الولايات المتحدة) مليارات الدولارات في التجارة مع كل الدول التي تتعامل معها تقريبا، فان الحروب التجارية جيدة ومن السهل كسبها". 

وكان الرئيس الاميركي أعلن الخميس عزمه على فرض "ولفترة طويلة" رسوما بقيمة 25% على الفولاذ و10% على الألومنيوم، من دون أن يحدد البلدان المستهدفة.
وعلى الإثر، أعلن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان الاتحاد الاوروبي "سيرد بقوة وفي شكل متناسب دفاعا عن مصالحه". وقال يونكر في بيان "نأسف بشدة" للقرار الاميركي مضيفا ان المفوضية ستعرض "في الايام المقبلة اقتراحا باجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة تنسجم مع قواعد منظمة التجارة العالمية لاعادة التوازن الى الوضع".

وأيدت ألمانيا موقف يونكر من خلال اعلان برلين "رفضها" قرار ترامب، وفق شتيفن سيبرت المتحدث باسم انغيلا ميركل، الذي قال ان هذه الرسوم الجمركية الباهظة لن تتيح حل فائض قدرات الانتاج في قطاع التعدين على المستوى العالمي. وفي كندا، الشريك التجاري الأول لواشنطن، حذر وزير التجارة الدولية فرنسوا فيليب شامبانيي من ان فرض اي رسوم جمركية ضد الصادرات الكندية الى الولايات المتحدة "لن يكون مقبولا وستكون له عواقب على جانبي الحدود". واشارت وزارة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند الى ان الولايات المتحدة تحقق فائضا من ملياري دولار من خلال تجارة الفولاذ مع كندا. وقالت موسكو انها "تشاطر العواصم الأوروبية القلق". أما الصين وهي المنتج الأول للفولاذ ولكنها لا تصدر سوى كمية صغيرة إلى الولايات المتحدة، فلم تتطرق الى تدابير انتقامية واكتفت بدعوة واشنطن الى "الامتناع عن اتخاذ تدابير حمائية. 

تراجع البورصات

 أعلن عن التدابير الأميركية الجديدة في حين يزور ليو هي مستشار الرئيس الاقتصادي واشنطن حيث من المقرر ان يلتقي مسؤولين أميركيين ليس ترامب من بينهم، وفق ما علمت فرانس برس.
وحذرت تويوتا بدورها من "الزيادة الكبيرة في أسعار السيارات والشاحنات المباعة في أميركا" إذا اضطرت شركة السيارات اليابانية الى استيراد الفولاذ بأسعار مكلفة. 

وكان على ترامب ان يقرر بشأن واردات الفولاذ بحلول 11 نيسان بالنسبة والألومنيوم بحلول 19 نيسان علما انه يتهم الدول المنتجة بدعمها وبيعها بأسعار تقل عن كلفتها عبر ممارسة "الاغراق".
واثار اعلان ترامب المفاجىء قلق البورصات فانخفضت بورصة وول ستريت 1,72% الخميس وطوكيو 2,5% عند الاقفال، وشهدت بورصات هونغ كونغ والصين تراجعاـ وبالمثل تراجعت البورصات الأوروبية من باريس إلى لندن، وسجلت بورصة فرانكفورت تراجعا بنسبة 2% اضافية بسبب القلق على الاقتصاد الألماني.  وأعرب رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول عن تحفظاته ازاء سلاح العقوبات التجارية قائلا ان "الرسوم الجمركية ليست الطريقة الأمثل" وان المبادلات التجارية لها "تاثير ايجابي"بصورة عامة على الاقتصاد. 

حرب تجارية

كشفت ادارة ترامب في منتصف شباط عن ثلاثة سيناريوات لفرض رسوم على واردات الفولاذ والالومنيوم بذريعة حماية الأمن القومي والوظائف، علما ان الولايات المتحدة هي اكبر مستوردي الفولاذ في العالم.

وتضمن السيناريو الأول فرض رسوم على كل واردات القطاعين الاستراتيجيين، ويقترح الثاني فرض رسوم أغلظ على بعض الدول والثالث اعتماد حصص، وفق ما شرح وزير التجارة ويلبر روس.

وهناك تفكير في فرض رسوم تقل عن 24% على كافة واردات الفولاذ ايا كان مصدرها، أو رسوم تقل عن 53% على تلك الآتية من 12 بلدا بينها الصين وروسيا والبرازيل وكوريا الجنوبية وتركيا، او حصة توازي 63% على الواردات الآتية من كل بلد على أساس كميات 2017.

ولا تختلف المقترحات المتعلقة بواردات الألومنيوم عنها مع رسوم عامة من 7,7% على الأقل، أو 23,6% على الأقل على تلك الآتية من الصين، وهونغ كونغ وروسيا وفنزويلا وفيتنام. وسيكون خيار الحصة 86,7% من الواردات على أساس أحجام 2017.
وتثير تصريحات ترامب الخشية من حرب تجارية عالمية لا سيما مع الصين، الشريك التجاري الثاني للولايات المتحدة مع ان الفولاذ الصيني يمثل أقل من 2% من مجمل واردات الفولاذ الأميركية التي تأتي بصورة رئيسية من كندا (16%) والبرازيل (13%) وكوريا الجنوبية (10%). 

قلق اميركي

هذا وعبر مسؤولون أميركيون كبار عن قلقهم بشأن العجز التجاري الأميركي مع الصين وحرية دخول السوق والمعاملة غير العادلة التي تواجهها الشركات الأميركية في ثاني يوم من المحادثات مع كبير مستشاري الرئيس الصيني شي جين بينغ في البيت الأبيض.

والتقى ليو خه مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر وكبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض جاري كوهن بعد عقد اجتماع مماثل مع الثلاثة يوم الخميس.
وجاء ثاني يوم من محادثاتهم وسط تصاعد توترات اقتصادية مع بكين ومخاوف من نشوب حرب تجارية بعد إعلان ترامب فرض الرسوم الجمركية، ما دفع شركاء تجاريين إلى التهديد باتخاذ خطوات انتقامية وأدى إلى هبوط في أسواق الأسهم. وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض "أجرينا محادثات صريحة. أبدينا قلقنا إزاء العجز التجاري وعدم وجود معاملة بالمثل للشركات الأميركية وقضايا مرتبطة بنقل التكنولوجيا وعوائق أمام حرية دخول السوق في الصين". وأضافت "سنظل مستعدين لتبادل الأفكار بشأن كيفية حل هذه المخاوف".

صندوق النقد الدولي يحذر...

بدوره، حذر صندوق النقد الدولي من أن القيود الاميركية على استيراد الصلب والألمنيوم ستتسبب في أضرار اقتصادية واسعة النطاق ستشمل الاقتصاد الأميركي، وحث واشنطن وشركائها التجاريين على تسوية خلافاتهم بشأن التجارة. وقال صندوق النقد في بيان مقتضب "قيود الاستيراد التي أعلنها الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) من المرجح أن تتسبب في أضرار ليس فقط خارج الولايات المتحدة، بل أيضا للاقتصاد الأميركي نفسه بما في ذلك قطاعا الصناعات التحويلية والتشييد، وهما مستخدمان رئيسيان للألمنيوم والصلب". وقال البيان إن صندوق النقد يحث الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين على العمل معا بطريقة بناءة لتقليل الحواجز التجارية وتسوية الخلافات بشأن التجارة من دون اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات الطارئة".


منظمة التجارة تستنفر 

أما المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو فعبر عن قلقه بشأن خطة ترامب لفرض رسوم جمركية على الصلب والألمنيوم، وهو تدخل نادر للغاية في السياسة التجارية للولايات المتحدة العضو في المنظمة. وقال أزيفيدو في بيان مقتضب أصدرته المنظمة "تشعر منظمة التجارة العالمية بقلق واضح إزاء الإعلان عن خطط أميركية لفرض تعرفات جمركية على الصلب والألمنيوم. احتمال التصعيد حقيقي، مثلما رأينا من ردود الفعل الأولية للآخرين". وأضاف أن نشوب "حرب تجارية ليس في مصلحة أحد. منظمة التجارة العالمية ستتابع الوضع بشكل وثيق للغاية". وتعرضت تلك الخطة لانتقادات في لجنة بمنظمة التجارة العالمية في حزيران من العام الماضي، وأثارت غضبا دوليا بعد أن أكد ترامب هذا الأسبوع أنه يعتزم أن يمضي قدما في تنفيذها. وأزيفيدو مفاوض تجاري برازيلي سابق معروف بأنه يتحدث في العادة بلهجة شديدة الدبلوماسية ويمتنع عن انتقاد أي من الدول الأعضاء في منظمة التجارة وعددها 164 دولة، قال إن الأمر بيدها لاستخدام قواعد المنظمة وآليتها لتسوية المنازعات للتغلب على الخلافات.

لكن خطة ترامب للتعرفات الجمركية ينظر إليها الكثيرون على أنها تهديد محتمل للنظام نفسه، لأنها تستند إلى إدعاء "الأمن القومي" وهي منطقة مستثناة من قواعد منظمة التجارة. واحتمال أن يستخدم "الأمن القومي" بشكل متكرر كوسيلة دفاع هو أحد بضعة مخاطر تواجه المنظمة التي تسعى جاهدة لتحديث قواعدها منذ إنشائها في عام 1995. وتواجه أيضا خطراً من حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الولايات المتحدة في التعيينات القضائية، وهو ما قد يصيب ذراعها لتسوية النزاعات بالشلل.







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم