الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نتائج استطلاعات الشوف - عاليه: كم نائباً يربح جنبلاط، جعجع، باسيل والحريري؟

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
نتائج استطلاعات الشوف - عاليه: كم نائباً يربح جنبلاط، جعجع، باسيل والحريري؟
نتائج استطلاعات الشوف - عاليه: كم نائباً يربح جنبلاط، جعجع، باسيل والحريري؟
A+ A-

الكلّ بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري من المملكة العربية السعودية. الزيارة يعوّل كثيرون على أنها ستعيد جمع شمل قوى الرابع عشر من آذار. حتى إن الباحثين الانتخابيين أنفسهم، أوقفوا رصدهم. ويبدو أن الكلمة الفصل في التحالفات سيقولها الشيخ سعد بنفسه. عندها يبنى على الشيء مقتضاه. واذا كان مشهد دائرة الشوف ـ عاليه الانتخابي ضبابياً من حيث التحالفات، نتيجة تخبّط الأحزاب في تقاسم المقاعد، فإن رهاناً يبنى على صيغة التحالفات التي سيتبناها الحريري في الدائرة نفسها. يأتي ذلك في ظلّ ثقل سنّي في الشوف، يقدّر بـ 60 ألف مقترع (18.7%) من عدد الناخبين. ويقترع في الدائرة نفسها 131 ألف ناخب درزي (40.5%)، 87 ألف ناخب ماروني (27%)، 16 ألف كاثوليكي (5.18%)، 16 ألف أرثوذكسي (5.14%)، 8444 شيعياً (2.6%)، و2971 مسيحياً مختلفاً (0.913%).

في المبدأ، يتحالف الحريري مع جنبلاط في الشوف ـ عاليه. ورغم ترشيح جنبلاط بلال العبدالله (سني ـ شحيم) واتجاه "التيار الأزرق" لترشيح النائب محمد الحجار (سني ـ شحيم)، الا أن مصادر "المستقبل" لا تجد في تضارب انتماء المرشحيْن المناطقية مشكلة. وتعتبر أن "النائب يخدم الدائرة التي فاز بها وليس منطقته. وقد مضى عقدٌ على نيابة الحجار الذي لا يميز بين منطقة وأخرى في الإقليم خصوصاً وعلى صعيد الشوف عامةً".

وينقسم سنّة الشوف بين أكثرية تؤيّد "تيار المستقبل"، وشريحة واسعة تبايع زعامة المختارة تأثراً منها بمؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم الحركة الوطنية كمال جنبلاط. ويقول الباحث في "الدولية للمعلومات" الخبير الانتخابي محمد شمس الدين أن "المستقبل قادر على تحصيل عتبتين انتخابيتين في الشوف ـ عاليه، مما يعني أن بإمكانه حجز مقعدين اثنين في البرلمان". وتشير الدراسات التي أجراها شمس الدين الى أن "النائب وليد جنبلاط قادر على الفوز بـ4 الى 5 نواب بمفرده، مع انتفاء التحالفات. ويفوز "القوات" و"التيار الوطني الحر" بمقعدٍ واحد أو مقعديْن. وتحدّد التحالفات هوية الفائزين بالمقعدين المتبقيين". ويعتبر شمس الدين أن حظوظ قوى المجتمع المدني ضئيلة في الخرق. 

وبدورها تتوقع الأحزاب السياسية الفاعلة في المنطقة احتمالات فوزها. والمساعي جديّة لتشكيل لائحة ائتلافية تحضن الحزب التقدمي الاشتراكي، "التيار الوطني الحر"، و"القوات اللبنانية" الى جانب "المستقبل". لكن الأمور معقّدة، والأرقام هي السبب. "البرتقاليون" يشترطون ثلاثة مرشحين لينصهروا والنائب وليد جنبلاط. ويحبّذون حجز مقعدين مارونيين في كلّ قضاء الى جانب مقعد ثالث. وتتمثّل مشكلة "القوات" في رفض بعض الأسماء التي يطرحها جنبلاط. وتبرز العقدة الأكبر في تمسّك الأخير بترشيح ناجي البستاني. وتتشبّث "القوات" بالنائب جورج عدوان. ويعرض جنبلاط مرشّحين اثنين على كلّ من "القوات" و"الوطني الحرّ". وينتج امتعاض "التيار البرتقالي" من اعتبار أن تمثيله يتخطى حدود المقعديْن، ومن عدم تحبيذه أسلوب الاشتراط.

ومن جهته، يتوقّع مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات الخبير الانتخابي عبدو سعد فوز جنبلاط بـ "3 مقاعد من أصل 5 في قضاء عاليه، و4 مقاعد من اصل 8 في الشوف". ويشير الى أن "جنبلاط ليس خاسراً في النسبية، انما يحاول تشكيل لائحة لا تخترق. لكن كلمة تحالف لا تصحّ لأن القانون نسبي ومن الصعب التوصل الى ائتلاف واسع أو كسب لائحة كاملة في منطقة تتعدّد فيها القوى الفاعلة". وتشير توقعات سعد الى امكان فوز "القوات" بمقعدين بين عاليه والشوف، وقد يفوز "الوطني الحرّ  بـ "3 مقاعد في الدائرة نفسها. ويفوز طلال ارسلان في المقعد المتبقي نظراً لقدرة قواعده الانتخابية على كسب حاصل انتخابي".

وتبقى هذه القراءة أولية، في انتظار تشكيل اللوائح التي قد تنتج مفاجآت. ويقول سعد: "نحن أمام "خبيصة انتخابية" في الشوف ـ عاليه". وتكمن المشكلة في رأيه في "تشظي قوى 14 آذار وتفرّق شملهم وعدم قدرتهم على تشكيل لائحة واحدة في ظلّ عدم نية جنبلاط احياء الفريق السياسي مجدداً. ويأتي ذلك على عكس قوى 8 آذار، اذ استطاع الحزب وحركة أمل وحلفاؤهم تشكيل لوائح وأعلنوا أسماءها. ويتموضع "حزب الله"، على سبيل المثال، الى جانب نقولا فتوش في زحلة وعبد الرحيم مراد في البقاع الغربي والحزب القومي في بعلبك الهرمل. يأتي ذلك على عكس قوى 14 آذار المشتتة في تحالفاتها وخياراتها".

ورغم أن تاثير الناخب الشيعي شبه محدود في "الشوف ـ عاليه"، الا أن متابعين للشؤون الانتخابية يستقرئون امكان تجيير "حزب الله" أصواته لجنبلاط، خصوصاً في حال تظهّر فتور اضافي في علاقته بالسعودية أو أنتجت زيارة الحريري تباعداً بين الزعيمين. لكن سعد يشير الى ان "القراءة الطبيعية للمشهدية تحتم تجيير "حزب الله" أصواته لمصلحة ارسلان في عاليه ولمصلحة الوزير السابق وئام وهاب في الشوف".

أيام قليلة تفصل عن اكتمال المشهد في الشوف ـ عاليه. تشكيل اللوائح يوضح ملامح الصورة أكثر. كلّ شيء وارد في النسبية. الأرقام مهمّة في تظهير النتائج، والمبعثرة منها عشوائياً ما بعد الفاصلة تقول كلمتها أيضاً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم