"وحش الشرق" يجمّد أوروبا... عواصف ثلجيّة قاتلة، والتّحذير أحمر (صور)

اجتاحت #عواصف_ثلجية قاتلة أنحاء #اوروبا اليوم، مما اجبر السلطات السويسرية على اغلاق مطار جنيف لبضع ساعات، بينما ترزح المنطقة تحت ثلوج كثيفة تساقطت على العديد من الدول من اقصى الشمال حتى شواطئ المتوسط جنوباً. 

وادت العواصف الثلجية غير المعتادة في هذا الوقت من السنة في معظم انحاء اوروبا، الى اغلاق الطرق واحتجاز آلاف السائقين واغلاق المدارس، وسط توقعات هيئات الرصد الجوي باستمرار البرد القارس في اجزاء من المنطقة حتى مساء اليوم على الاقل.

وتوقفت الحركة الجوية في مطار جنيف ابتداء من الساعة 8,00 صباحا لبضع ساعات. وجاء في بيان للمطار على صفحته الرسمية على "تويتر": "اصبح مطار جنيف مفتوحاً (للرحلات المغادرة والآتية) مع توقع حصول تأجيلات والغاءات خلال اليوم".

وشهدت سويسرا في الايام الاخيرة انخفاض درجات الحرارة الى نحو 40 درجة مئوية تحت الصفر في المرتفعات.

وتوفي 6 اشخاص في جمهورية تشيكيا في الايام الماضية، و5 آخرون في ليتوانيا، واربعة في كل من فرنسا وسلوفاكيا، وثلاثة في اسبانيا، وشخص في كل من بريطانيا وهولندا. 

وبين المتوفين في اسبانيا، شاب (39 عاما) مشرد ينام في شاحنة مهجورة. وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان ان "غالبية المعرضين للاصابة بالامراض التي سببها البرد هم كبار السن والاطفال ومن يعانون امراضا مزمنة او اعاقات جسدية او ذهنية".

واطلق على اسم الجبهة الهوائية الباردة الآتية من سيبيريا "الوحش الآتي من الشرق" في بريطانيا، و"الدب السيبيري" في هولندا، و"مدفع الثلج" في السويد.

وفي بريطانيا، من المتوقع ان تلتقي العاصفة "ايما" الآتية من الاطلسي، بالجبهة السيبيرية، مما سيتسبب في تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة في شكل كبير.

واطلقت السلطات التحذير الاحمر اليوم في جنوب غرب انكلترا وجنوب ويلز واسكتلندا، مما يعني توقع ظروف جوية قاسية، وخطر على حياة السكان، وأضرار كبيرة وعرقلة في حركة المواصلات، مع توقع تساقط الثلوج وهبوب الرياح خلال الليل. 

وفي مدينة ادنبره الاسكتلندية، اغلقت جميع المدارس أبوابها. ونصحت الشرطة السكان بعدم التنقل، الا اذا كانوا "من عمال الطوارئ". 

وبقي مطار غلاسكو مغلقاً، بينما يتوقع مطار غاتويك في لندن "الغاء عدد كبير من الرحلات وتعطلها".

وقالت زعيمة اسكتلندا نيكولا ستورجن على "تويتر":"الوضع صعب للغاية، لكننا نقوم بكل ما بوسعنا".

وانخفضت درجات الحرارة الى أقل من الصفر في ارجاء جنوب اوروبا.
وادت الثلوج الى الغاء 50% من رحلات القطارات في شمال ايطاليا، بينما اغلقت المدارس في مدينة نابولي. 

اما في مناطق جنوب فرنسا المعروفة بجوها الدافئ، فغطت شواطئ مدينة نيس طبقة كثيفة من الثلوج. 

وقرب مدينة مونبوليه، احتجز نحو الفي سائق على الطريق السريع طوال ساعات.

وغرد السائق انطوني جاموت: "الطريق السريع يبدو مثل مقبرة للشاحنات والسيارات"، واصفا الساعات الـ24 الصعبة وهو محتجز في سيارته مع اثنين من اطفاله من دون الحصول على مساعدة من السلطات المحلية.

وفي باريس التي استيقظت اليوم تحت غطاء من الثلوج، واصلت السلطات فتح ملاجئ الطوارئ لنحو 3 آلاف مشرد في المدينة. 

وفي المانيا، دعا اتحاد المشردين الوطني الملاجئ الى فتح ابوابها خلال النهار، وليس فقط خلال الليل.

كذلك حضت السلطات السكان على رعاية اقاربهم أو جيرانهم الكبار في السن، بعد العثور على امرأة فرنسية تسعينية ميتة بسبب البرد خارج دار للمسنين.

وتأتي موجة البرد التي تجتاح اوروبا في وقت يشهد القطب المتجمد الشمالي ارتفاعاً قياسيا في درجات الحرارة، مما دفع العلماء الى التساؤل عما اذا كان التغير المناخي يلعب دوراً في قلب الامور في هذا الشكل.

وأثّر الطقس السيىء على الاحتفالات المحلية بمجيء الربيع في رومانيا. ففي العاصمة بوخارست التي تشهد تساقطا للثلوج منذ الاثنين وانخفضت درجات الحرارة الى نحو 10 تحت الصفر، انخفضت مبيعات ما يعرف بخيوط "مارتيسور" التي يعتقد انها تجلب الحظ مع بداية الربيع. 

كذلك، عانى اصحاب محلات بيع الزهور من انخفاض المبيعات، إذ ان هذه الخيوط عادة ما تباع مع باقات من الزهور.

وقال ادريان دينكا، رئيس جمعية اصحاب محلات الزهور: "1 آذار اهم يوم في السنة بالنسبة الينا، لأنه الاكثر مبيعا للزهور".