الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

إلى طلاب الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت... مين ماخدة؟ شو في؟

المصدر: "صيحات"
غوى أبي حيدر
إلى طلاب الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت... مين ماخدة؟ شو في؟
إلى طلاب الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت... مين ماخدة؟ شو في؟
A+ A-

ضجت السوشيل ميديا بمقال نشرته الـAUB مفاده المقارنة بين طلابها وطلاب الـLAU بعنوان "دراسة جديدة تؤكّد: طلاب الـAUB لا يظنون أنهم أحسن من الـLAU ولا بأربعين سنة". للوهلة الأولى تشعر وكأن مهاتما غاندي كتب المقال واستلم قضية جديدة وهي الوفاق بين طلاب الجامعتين، مع العلم أنّ الإشارة إلى وجود خلاف من الأصل يعد نوعاً من "السخافة".


تستهل الكاتبة المقال بنتائج دراسة "وهمية" تشير إلى أنّ "طلاب الـAUB والـLAU يكنّون كامل مشاعر الحب والاحترام لبعضهم البعض، خصوصًا أنّ مستويات الطلاب والتعليم متقاربة جدّا في كلتا الجامعتين”.

يشرح المقال لاحقاً من خلال آراء الطلاب "الوهمية" أنّ الخلاف بين طلاب الجامعتين ناتج من "مؤامرة" و"شائعات" نشرها طلاب جامعات أخرى... هنا تشعر وكأنّ "مرتضى منصور" أخذ الشعلة من "غاندي" ويلااا نظريات مؤامرة!

نكمل بالسخافة "العميقة" هذه التي دُعمت بآراء من طلاب لنصل إلى سخافة أخطر تشعرنا وكأنّ نهاية العالم محتومة وأنّ الجيل الجديد من التلاميذ يعاني من خللٍ في المنطق أو الـCommon Sense أو الـAUB بدأت تستقبل طلاب المرحلة المتوسطة.

المقال ينتهي بجملة "*ملاحظة: المقال ساخر والأسماء والأحداث لا تمتّ للواقع بصلة.
*ملاحظة أخرى: من محبّتنا لهم، أبواب الـAUBMC مفتوحة لاستقبال طلاب الـLAU لعلاج أي جروح قد سبّبها هذا المقال."

عادي متت!

تشعر وكأن الرد الوحيد على أسلوب كهذا هو البكاء على السخافة والحس الفكاهي المعدوم. لا نعلم كيف لجامعة مرموقة كالـAUB سمحت بنشر مقال كهذا وتشويه صورة تلاميذها واظهارهم على أنّهم أطفال لم يدخلوا إلى صف جامعي قط، علماً أنّ الجامعة بمنهجها تركز على الكتابة المسوغة والتفكير الجدلي والرقي بالمناقشات.

للأسف، خلافات كهذه تفقدنا أمالنا بتطور البشرية وبلمس نوع من التغيير في الشباب الحالي. فماذا ننتظر من شباب يختلفون على أمور سخيفة كهذه؟ قد يكون الموضوع لا يستحق هذه النظرة السوداوية للوجود الشبابي، لكن إن فكرنا جيداً بالأمر، يمكن أن نرى أنّ هذا الجيل لم يتخلَّ عن التسميات الملصقة وما زال يعاني من تبعية لكن هذه المرة ليست تبعية دينية أو سياسية، بل تبعية "جامعية" تشير إلى وجود اضطرابات نفسية غريبة تجعل الشباب بحاجة إلى وسم ليكونوا هويتهم منه.

في جميع الأحوال، نتمنى أن يتخلى الجيل الطالع عن جميع أنواع التبعيات وأن يكون الحس الفكاهي المستقبلي أفضل، وأن يخفضوا أجنحتهم قليلاً ويفكروا بأمور جوهرية أهم من تحدٍ حول "الوسم الجامعي". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم