الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"صخرة الكتائب" على الضفة المقابلة لأحزاب التسوية 14 مرشّحاً حزبياً حتى الساعة والعين على بيروت الثانية

مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
"صخرة الكتائب" على الضفة المقابلة لأحزاب التسوية 14 مرشّحاً حزبياً حتى الساعة والعين على بيروت الثانية
"صخرة الكتائب" على الضفة المقابلة لأحزاب التسوية 14 مرشّحاً حزبياً حتى الساعة والعين على بيروت الثانية
A+ A-

يتموضع حزب الكتائب على الضفّة المقابلة للأحزاب التي انخرطت في التسوية السياسية. معارضٌ لا يلتقي في نهجه مع أحد، متخذاً قرار المواجهة الفعلية. وحده يترقّب، ثابتٌ على صخرته، يسير في خطى حازمة نحو استحقاق 6 أيار الانتخابي في خطٍّ موازٍ لبقيّةٍ يتفرّج عليهم، ولا يمدّ يده اليهم. لا يخشى رئيسه النائب سامي الجميل البقاء وحيداً، ساعياً الى بناء حالة سياسية مختلفة. فهل ينجح؟ يجيب مصدر في الحزب ردّاً على السؤال: "إننا في طور تثبيت صورة الحزب. هي بمثابة انطلاقة وعملية تأسيس جديدة للكتائب الذي صار عمره 82 عاماً. ولا بد من أن نثبت الصورة النظيفة والمتجددة من الداخل والداعية الى التطوير على صعيد المؤسسات والأداء، بدلاً من ممارسة سياسة يمتهنها سوانا". وكأن حسابات الربح والخسارة ليست شغل الكتائبيين الشاغل. ويبدو أن فتى الكتائب لا يريد حرق المراحل. عينه على ما هو أبعد. يتحلّى بالصبر، يعدّ الأيام ويفلفش في تواريخ روزنامة ما بعد السنوات الأربع المقبلة. "لو أراد الكتائب البحث عن خيارات "ربحية انتخابية" لما تموضع في موقعه الحالي. الحزب يسعى الى ترسيخ منطقه وقناعاته بحرية وراحة. ننظر الى الأمام في حسابات الربح والخسارة. وان لم يكن خيارٌ كهذا "ربّيحاً" نيابياً، فإنه "ربّيحٌ" وطنياً وفاعلٌ شعبياً"، وفق المصدر. 

وحدها قوى المجتمع المدني، المنظمة منها وغير المنظمة، دعاها الجميّل الى الاستظلال وإياه تحت أرزة الكتائب. منها من تفاعلت ايجاباً، ومنها من رفضت التعاون، وفقاً لاعتبارات مناطقية أو حسابية أو شخصية، تُحترَم عليها. واتسع فَيء الأرزة أيضاً ليشمل شخصيات مستقلة وقوى محلية ومجموعة قوى وأحزاب صغيرة غير منضمّة الى الحكومة الحالية. "هل هذا الخيار "ربّيح"؟ طبعاً لا"، تساؤلٌ يطرحه المصدر الكتائبي ويجيب عنه بنفسه. لكن تبدّل موقع بعض القوى - التي تتلاقى والكتائب في المبادئ - في سماء النهج السياسي قد يساهم في اتساع مساحة الفَيء. ويقول المصدر الكتائبي: "لا نتحالف الا مع من يشبهنا ومع من باستطاعته الاقتراب منا. عملياً يقفل باب التحالفات بعد انتهاء مهلة الترشيحات في 6 آذار، تليها مهلة 20 يوماً، لحياكة اللوائح أو سحب بعض الترشيحات".

وهل "القوات" هي الأقرب الى شبك أغصان أرزتها بالأرزة الكتائبية؟ في المشهدية العامة، انه الحزب الذي يعارض ضمن الحكومة ويبني معركته الانتخابية على اساس محاربة الفساد والصفقات. يقرأ الكتائب تموضع "القوات" على أنه لا يؤدي الى نتيجة. ويقول المصدر إن "تركيبة البلد الحالية تمنع المعارضة من الداخل وهي نادراً ما تنجح. اختبرناها ونأمل ان يتعظوا بما قمنا به". فهل يرمي الدكتور سمير جعجع مقاعد الوزارات الثلاث أمام بيت الكتائب في الصيفي؟ وماذا يترتب على ذلك؟

المسألة أكثر تعقيداً مع النائب وليد جنبلاط، فالعلاقات الاجتماعية تختلف عن التحالفات السياسية. الكتائب يدعو الى تقويم أدائه استناداً الى التحالفات لا الى الزيارات والصور الفوتوغرافية. ويقول المصدر، عن إمكان التحالف مع جنبلاط في عاليه: "نحترم النائب أكرم شهيب على المستوى الشخصي. ولكن هل يتخيّل أحد أن نترشح واياه على اللائحة نفسها بعدما كان رأس حربة في المواجهة الكبيرة التي خضناها ضدّه في قضية المكبات؟".

وبعيداً من التحالفات السياسية، يسير الكتائب باتجاه تبنّي أصدقاء على مختلف اللوائح ودعمهم. ويتّبع استراتيجية الترشيحات الحزبية منها وغير الحزبية. وتبنّى المكتب السياسي الكتائبي حتى الساعة دعم 14 مرشحاً حزبياً اختيروا على أساس جولة مشاورات شملت مختلف الأقضية والأقاليم الحزبية وتوقفت عند رأي المسؤولين الحزبيين. وهم توالياً: نديم الجميل (المقعد الماروني - دائرة بيروت الأولى)، شادي معربس (المقعد الماروني - دائرة عكار)، ميشال الدويهي (المقعد الماروني - قضاء زغرتا)، ألبير أندراوس (المقعد الأرثوذكسي - قضاء الكورة)، سامر سعادة (المقعد الماروني - قضاء البترون)، شاكر سلامة (المقعد الماروني - قضاء كسروان)، شارل سابا (المقعد الأرثوذكسي- دائرة زحلة)، ايلي ماروني (المقعد الماروني - دائرة زحلة)، سعدالله عردو (المقعد الكاثوليكي - دائرة بعلبك الهرمل)، فادي الهبر (المقعد الأرثوذكسي - قضاء عاليه)، تيودورا بجاني (المقعد الماروني - قضاء عاليه)، ميرا واكيم (المقعد الكاثوليكي - دائرة صور الزهراني)، جوزف نهرا (المقعد الماروني - قضاء جزين)، ريمون نمّور (المقعد الكاثوليكي - قضاء جزين).

ويسعى الكتائب الى الاضطلاع بدور ما في دائرة بيروت الثانية، وهو مسعى استراتيجي للحزب بصرف النظر عن المقاعد. ويعتبر أن خطابه عابر للطوائف والمناطق على السواء، وما من منطقة محظورة عليه لخوض غمار معركة سياسية. ولا يزال الحزب في مرحلة الإحصاءات ودراسة فرص النجاح في بعض المقاعد وتقويم القوى والأشخاص المطروحة أسماؤهم حزبياً. وتكمن المرحلة الأهم في العمل الإداري والتقويمي. وقد يلجأ الحزب الى سحب أحد مرشحيه خصوصاً في بعض الدوائر التي تبنّى فيها مرشحَين اثنين. يأتي ذلك خدمةً لتأليف لوائح ذات عمل مشترك مع حلفاء أو أصدقاء.

بخطى ثابتة، يسير سامي الجميّل الى الاستحقاق الانتخابي. ترشده بوصلة شعاراته السياسية منذ أن بات وجهاً معارضاً بارزاً، وصلت نبرة مواقفه الى روسيا. نائبٌ بالزائد، أو نائبٌ بالناقص. الكتائب لا يكترث. المعركة طويلة، عنوانها: "الرسوخ في قلب مواطن، بدل الجلوس على كرسيّ برلمان".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم