"مستشفى الحريري" في أزمة فهل يتحول مركزاً صحياً؟ \r\nاتجاه إلى إقفال قسمَي القلب... والغرف بلا خدمات أولية!

تدخل من الباب الرئيسي للصرح المفترض أن يكون مستشفى، فتستقبلك روائح تجبرك على كمّ أنفك... انه "مستشفى رفيق الحريري" الذي كان يُقدّر له ان يكون مستشفى جامعياً يضاهي مستشفيات لبنان والجوار. غير ان الاهمال الذي لحق به جعله يشبه كل شيء إلا مستشفى جامعي. فهل الوضع المالي هو السبب، أم ان للأمر علاقة بإضراب الموظفين، أم أن المشكلة تتعلق بالمنظومة الاستشفائية في القطاع الحكومي؟ في وقت تتجه الانظار الى ما سيلحظه مشروع موازنة الدولة للعام 2018 حيال تمويل الزيادات في المستشفيات الحكومية في ظل العجز المالي الذي تشهده، ثمة اقتناع بأن هذه التجربة قد فشلت. وتكفي زيارة أكبر مستشفى حكومي في لبنان، اي "مستشفى رفيق الحريري"، والوقوف على العناية بالمرضى فيه وعلى ما يُرسم لمستقبله، إذ فضلاً عن لجوء بعض المرضى الى شراء بعض المضادات الحيوية على نفقتهم الخاصة، ينام معظمهم على أسرّة من دون أغطية تفصل أجسادهم عن الوسادات والفراش الذي ينامون عليه، اضافة الى غياب وسائل التدفئة والتبريد في الغرف. ولا يقف الامر عند هذا الحد، إذ إن الوقائع الميدانية لا تدعو الى التفاؤل، وتشي بأن ثمة توجهاً لتحويل هذا المستشفى الى مستوصف أو مركز للرعاية الصحية الاولية، خصوصا إذا صدق ما يشاع عن توجه الإدارة إلى إقفال قسمَي جراحة القلب المفتوح والتمييل، ويبدو أن هذا الامر ليس مستغربا خصوصا إذا ما عرفنا أن المستفيد الأكبر هو القطاع الاستشفائي الخاص، فيما الخاسر الأكبر هو المواطن الفقير الذي لا حول له ولا قوة على تحمّل أعباء الدخول إلى مستشفى خاص.واذا كان مستخدمو المستشفيات الحكومية وأجراؤها قد جمّدوا تحركهم بعدما تلقّوا وعداً من وزير الصحة غسان حاصباني باتخاذ الإجراءات اللازمة لخفض الدوام في مؤسساتهم إلى 35 ساعة أسبوعيا، وتعجيل عملية إقرار...