لحظات لن تُنسى في "ألعاب السلام" (صور)
كان للنسخة الـ23 من الألعاب الأولمبية الشتوية، التي اختتمت، اليوم الأحد، في #بيونغ_تشانغ الكورية الجنوبية، بعد 16 يوماً من المنافسات و100 ولقبين وبمشاركة أكثر من 2900 رياضي، عناوين بارزة خطفت الأضواء من الرياضيين والانجازات، حتى قبل بداية ما أطلق عليه "ألعاب السلام".
وكان هناك عنوانان رئيسان تجسدا بالتقارب بين الجارتين الكوريتين، وفضيحة التنشط الروسي، التي ألقت بظلالها على الألعاب، حتى قبل انطلاقها وصولها الى يومها الأخير.
وفي ما يأتي أبرز لحظات "ألعاب السلام"، التي اختتمت الأحد مع تصدر النروج جدول ترتيب الميداليات أمام ألمانيا:
كان العالم على موعد في التاسع من شباط الجاري مع افتتاح النسخة الـ23 من الألعاب الشتوية، وغالباً ما يرتدي هذا الحفل أهمية معنوية للوفود المشاركة، لأنه يشكل مدعاة فخر وطني برفع علم البلدان تحت أنظار العالم، لكن أهميته في بيونغ تشانغ كانت مضاعفة بمشاركة الجارتين الكوريتين بوفد مشترك تحت علم موحد، بعد قرار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون المشاركة، وصولاً الى حد إرسال شقيقته كيم يو-جونغ لترؤس الوفد الشمالي.
لكن الروس حرموا من السير خلف علم بلادهم بل اضطروا لرفع علم اللجنة الأولمبية، الذي حمله أحد المتطوعين بسبب ايقاف بلادهم على خلفية التنشط الممنهج.
ورغم ذلك، كان وفد "الرياضيون الأولمبيون من روسيا"، بحسب التسمية التي منحت لهم، أحد أكبر الفرق في بيونغ تشانغ (168 رياضياً).
وافتتح الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان الالعاب، بعد ان صافح مرتين كيم يو-جونغ، أول عضو من العائلة الشمالية الحاكمة يزور الجنوب منذ نهاية الحرب في شبه الجزيرة الكورية عام 1953.
وسار رياضيو الكوريتين سوياً بثياب بيضاء وراء علم كوريا الموحدة الازرق والابيض وسط حماس كبير في الملعب الاولمبي أمام 35 الف متفرج.
وكتب على ظهر الرياضيين كلمة "كوريا"، وتقدمهم الكوري الجنوبي وون يون-جونغ، الذي شارك في منافسات الزلاجات والكورية الشمالية هوانغ تشونغ غوم، التي لعبت مع فريق هوكي الجليد الموحد.
وبعد حفل الافتتاح والسير معاً خلف علم كوريا الموحدة، توجهت الأنظار الى المباراة الأولى للفريق الموحد المشارك في منافسات هوكي الجليد للسيدات ضد سويسرا، والذي انتهى بخسارة قاسية 0-8، لكن النتيجة الرياضية كانت هامشية تماماً في ظل البعد الديبلوماسي والتقارب بين الجارتين.
وتجسد هذا التقارب بحضور الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان، اضافة الى كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والتي نقلت دعوة الى الرئيس الجنوبي لزيارة بيونغ يانغ.
وجاء أبلغ تعليق على المباراة من المواطنة الجنوبية لي تاي-هوان، الموظفة في بلدية سيول، والتي قالت: "سنتحد بعد 10 سنوات"، مضيفة "انه حدث تاريخي. يجب على الكوريتين البقاء معاً. كوريا هي واحدة. انها لحظة مهمة لمستقبلنا".
وفي 20 شباط، دخل "سيد" البياتلون الفرنسي مارتان فوركاد التاريخ، بعدما أصبح اكثر الرياضيين الفرنسيين تتويجاً في الألعاب الأولمبية الشتوية والصيفية على حد سواء، والأكثر تتويجاً في العاب بيونغ تشانغ بعد فوزه بذهبية الفرق في سباق التتابع المختلط لهذه الرياضة، التي تتضمن الرماية وتزلج المسافات الطويلة.
ورفع فوكارد رصيده الى ثلاث ذهبيات في بيونغ تشانغ بالتساوي مع نجم تزلج المسافات الطويلة النروجي يوهانيس كلايبو، لكنه يتميز عن الأخير بأن اثنتين من ذهبياته كانت في المسابقات الفردية مقابل واحدة للنروجي البالغ 21 عاماً. وحصد فوكارد بالمجمل ذهبيته الأولمبية الخامسة (احرز ذهبيتين في العاب سوتشي عام 2014).
وكان على روسيا، الموقوفة، الانتظار حتى اليوم الرابع عشر من الألعاب من أجل أن تظهر قدرتها على المنافسة رغم "التضييق" المفروض عليها، وذلك عندما منحتها الواعدة ألينا زاغيتوفا الذهبية الاولى عبر مسابقة التزحلق الفني، قبل ثلاثة أيام على اختتام الألعاب.
وتفوقت زاغيتوفا (15 عاماً) على مواطنتها يفغينيا مدفيديفا (18 عاما)، لتصبح ثاني أصغر متزحلقة تفوز بذهبية أولمبية، خلف الأميركية تارا ليبينسكي، التي كانت تصغرها ببضعة أسابيع عندما نالت اللقب الاولمبي في ناغانو عام 1998.
وارتدى تتويج زاغيتوفا أهمية كبرى بالنسبة لها في ظل الظروف التي تمر بها الرياضة الروسية، لا سيما أن الرياضيين الروس لم ينالوا سوى ذهبية أخرى كانت الأحد في اليوم الأخير ضمن مسابقة الهوكي على الجليد للرجال.
وسيبقى اسم النروجية ماريت بيورغن الى الأبد في التاريخ، بعدما أحرزت "امبراطورة" التزلج الطويل في اليوم الأخير ميداليتها الأولمبية الـ15، من خلال فوزها بسباق 30 كلم، لتكون بذلك صاحبة آخر ذهبية في العاب بيونغ تشانغ.
وسمحت بيورغن (37 عاما) للنروج بتصدر جدول الميداليات برصيد 14 ذهبية ومجموع 39 ميدالية، امام المانيا الثانية.
وعادلت بيورغن الرقم القياسي في عدد الالقاب الموجود بحوزة مواطنيها اينار بيورندالن (بياتلون) وبيورن داهلي الاختصاصي في تزلج المسافات الطويلة، واللذين احرز كل منهما 8 ذهبيات.
ووصلت بيورغن الى بيونغ تشانغ وفي جعبتها 10 ميداليات اولمبية منذ مشاركتها الاولى في سولت لايك سيتي الاميركية 2002، اضافت اليها في الالعاب الحالية لقبا في تتابع التزلج الطويل وفضية في مطاردة الانحدار، وبرونزيتين في البرنامج الحر 10 كلم وسباق السرعة للفرق، واخيرا ذهبية سباق 30 كلم.
وقبل ساعات معدودة على احراز فريق الهوكي للرجال الذهبية الثانية للفريق الأولمبي الروسي، قررت اللجنة الأولمبية الدولية الابقاء على ايقاف روسيا وحرمانها من رفع علمها في حفل الختام.
وجاء قرار اللجنة الأولمبية على خلفية حالتي تنشط روسيتين في العاب بيونغ تشانغ.
وكشف رئيس الأولمبية الدولية توماس باخ أنه كانت "لترفع العقوبة، نظراً لأن الرياضيين الأولمبيين من روسيا قد احترموا قرار اللجنة الصادر في 5 كانون الأول الماضي، لكن رياضيين روسيين جاءت نتائجهما ايجابية في فحص المنشطات هنا في بيونغ تشانغ".
وتابع: "الخيبة كانت هائلة، ولا تسمح للجنة الاولمبية الدولية التفكير في رفع عقوبة ايقاف روسيا لحفل الختام".