الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أربعة أيام من المداولات "المحمومة" في الأمم المتحدة حول سوريا

المصدر: (ا ف ب)
أربعة أيام من المداولات "المحمومة" في الأمم المتحدة حول سوريا
أربعة أيام من المداولات "المحمومة" في الأمم المتحدة حول سوريا
A+ A-

مماطلة ونقاش ومبالغة وعشاء روسي فاخر... استمرت المداولات التي أفضت السبت الى تبني مشروع قرار يطالب بوقف فوري لاطلاق النار في #سوريا على مدى اربعة ايام شهدت تطورات يحمل بعضها على الابتسام لولا مأساوية الحدث. 

كانت البداية في السادس من شباط عندما طالبت منظمات انسانية في سوريا بهدنة انسانية لايصال مساعدات خصوصا الى 400 الف مدني عالقين في الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب دمشق والمحاصرة منذ نحو خمس سنوات.

بعدها بيومين عُقد اجتماع أول لمجلس الامن الدولي حول المسألة لكنه انتهى بخروج السفراء واجمين واعلان موسكو انه "من غير الممكن تنفيذ" وقف لاطلاق النار.

في اليوم التالي، في التاسع من شباط الكويت التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن تعد مع السويد نص مشروع قرار وتبدأ المفاوضات.

وروى ديبلوماسي لوكالة فرانس برس "في البدء سارت الامور على ما يرام وروسيا كانت تحاور"، لكن وبعدها بعشرة أيام أي في مطلع الاسبوع الحالي، اشتدت اللهجة كما تضاعفت حدة القصف خصوصا على المستشفيات في الغوطة الشرقية. واضاف المصدر "وذلك لم يكن مصادفة".

وتحت ضغوط صور مروعة أكثر فأكثر اذ قتل اكثر من 500 مدني في غضون سبعة أيام، توصلت الكويت والسويد الاربعاء الى صيغة نهائية لمشروع قرار ودعتا الى التصويت لكن دون تحديد موعد...

بدأ صبر بعض الدبلوماسيين ينفد، وقال أحدهم "لو كنا نحن من أعد النص لكنا طالبنا بتصويت مع موعد منذ زمن".

الخميس، بدلا من التصويت، عُقد اجتماع "لتبادل الاراء" بناء على طلب من روسيا التي تريد كسب الوقت بشكل واضح.

موسكو تقترح تعديلات جديدة يعتبر السفراء الغربيون بعضها "غير مقبول"، من بينها ان تخضع كل قوافل المساعدات الانسانية لموافقة دمشق.

وتدخل السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر محتجا على المماطلة قائلا "لنحذر الا تتحول المأساة السورية الى مقبرة للامم المتحدة".

وذكرت ديبلوماسية مخضرمة في الامم المتحدة ان الامر نفسه حصل بالنسبة الى حلب في أواخر العام 2016.

قبيل مساء الخميس تعرض الامم المتحدة بمبادرة من فرنسا والبعثة الدبلوماسية الالمانية فيلم "آخر الرجال في حلب" المرشح للاوسكار. وتوالت على الشاشة صور اطفال غارقين في الدماء لا يتحركون بينما ينتشلهم متطوعو "الخوذ البيضاء" من تحت الانقاض. الفيلم يثير استنكار الحاضرين.

في الوقت نفسه، يشهد مقر الديبلوماسيين الروس حفل استقبال فاخر مع 150 الى 200 مدعو من بينهم دبلوماسيين صينيين ومن الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، بحسب شهود.

عودة الى اجواء العمل ليلا مع اعلان التصويت على مشروع قرار يطالب بوقف اطلاق النار في سوريا لمدة ثلاثين يوما عند الساعة 11,00 ت غ الجمعة. الا انه ارجئ مرة اولى وثانية قبل ان يتم الغاؤه لذلك اليوم.

المحادثات تتكثف بين روسيا والكويت والسويد وتتم بين البعثات وعبر الرسائل الالكترونية والهواتف والرسائل القصيرة وبين العواصم. وغص مطعم الامم المتحدة بدبلوماسيين دول اخرى وصحافيين لا يجدون ما يفعلونه. وبعد ان كانت فرنسا تقوم بدور استشاري قبل يوم، انتقلت الى التسهيل والوساطة بين الدول الثلاث.

وفي قاعة مجلس الامن الدولي، لاحظ مراسل وكالة فرانس برس ان سفيرين او ثلاثة فقط في مكانهم ينتظرون.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم