الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عن برجيس الذي يدخل قاعة محكمة للمرة الأولى

المصدر: "النهار"
كلوديت سركيس
كلوديت سركيس
عن برجيس الذي يدخل قاعة محكمة للمرة الأولى
عن برجيس الذي يدخل قاعة محكمة للمرة الأولى
A+ A-

الشاب برجيس يدخل قاعة محكمة للمرة الاولى، على قوله، مرتبكا، يحدّق بالحاضرين الذين ملأوا القاعة . ويكرر العبارة نفسها عندما سأله رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن حسين عبدالله عن وكيله، مضيفا انه اوكل الى محام الدفاع عنه ولا يعلم لماذا لم يحضر. وردّدها ثالثة عندما عرض عليه رئيس الهيئة ان يدافع محامٍ عسكري عنه. وثمة محامون عسكريون يحضرون دائما جلسات المحاكمة ذات الطابع الجنحي امام المحكمة العسكرية الدائمة ليقوموا بمهمة الدفاع عن المدعى عليهم غير الممثلين بمحام وكيل. 

برجيس مدعى عليه بحيازة اسلحة حربية واسلحة صيد من دون ترخيص ونقلها . استمع الى الجرم المسند اليه، وهو يفرك يديه المعقودتين خلف ظهره ليخبر الهيئة ان الاسلحة المصادرة، وهي عبارة عن جفت صيد وبارودة دكّ وبندقية كلاشنيكوف، "هي اسلحة قديمة العهد وكانت معلقة على الحيطان داخل المنزل ولا اعرف من وضعها في السيارة".

وبندقية الكلاشنيكوف هل كانت معلقة على الحائط ايضا؟ بادره رئيس المحكمة فأجابه المُستجوَب: "لا انما كانت في المنزل".

واردف رئيس المحكمة بسؤال آخر: "هل هي صالحة للاستعمال"؟ اجابه برجيس مصرا على انها قديمة العهد ومنسية في المنزل من زمان وعلى حيطانه. انتهى استجواب المدعى عليه الذي ما فتىء مسمّرا امام منصة الاستجواب، فيما شرع رئيس المحكمة في النظر في الملف التالي. وما ان لمح برجيس واقفا في مكانه اعلمه انه في امكانه الانصراف، فغادر القاعة وما لبث ان عاد اليها مع عنصر من الشرطة العسكرية حاملا في يديه مستندين ، ابرزهما الى رئيس المحكمة، موضحا له ان المستند الاول هو ترخيص لاقتناء الجفت، والثاني ترخيص حمل سلاح لوالده متوخياً من المحكمة الشفقة والرحمة عندما اعطي الكلام الاخير.


بين أمن خاص وعام  

وبالانتقال الى ملف آخر، اول انطباع قد يكوّنه سامع التهمة عند تلاوتها عن الشاب الماثل المدعى عليه، هو ان البهورة اوصلته الى المحكمة مدعَيا عليه. فمحمد متهم بانتحال صفة امنية عام 2016. ويروي لدى استجوابه امام المحكمة انه يعمل حارسا في الامن الخاص لاحدى التعاونيات، نافيا التهمة المسندة اليه. وقال: "عرَفت عن نفسي بانني أمن، قاصدا أمن التعاونية" . فخالفه رئيس المحكمة وقال له ان "هذه الكلمة تعني مخابرات". وسارع المدعى عليه الى نفيه هذا المقصد في كلمته. عندها نظر رئيس المحكمة الى ما ورد في الملف ليبادر قائلا: "عندما توقفت انت قرب الشخصين طلبت منهما ابراز هويتهما معرّفا بأنك في فرع المعلومات". عارض الماثل هذا الكلام مستندا الى وجوده في لباس العمل حين اقبل اليهما مع صديقه، وانهما كانا احتسيا بعض الخمرة. وبدوره طلب من المحكمة الشفقة والرحمة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم