صوفيا موسى لبست شخصية المسرح لتخرق أعمق في ذاتها: مسرحية "الشقف" لملمت حجارتي المبعثرة وقوّت بنياني

من هي صوفيا موسى، الصبيّة اللبنانية التي استحقّت على دورها في مسرحية "الشقف" للمسرحي التونسي عز الدين قنون، ثلاث جوائز وظلّ اسمها في لبنان مجهولاً؟ فكرة المخرج تمحورت حول موضوع شائك، تجري مغامرته المأسوية في البحر الناصب للهاربين من الهلاك في أوطانهم، طعماً للسمك. أمام استهتار حكّام العالم إزاء ما تعانيه شعوب العالم الثالث، من اختبار الأسلحة الفتّاكة على أرواحهم، والجوع والبطالة والقمع والأمراض المعدية، راجت تراجيديا العبور السرّي في زوارق تتعرّض للغرق بحمولاتها التي لا تحسب لإمكاناتها حساباً. فالموت غرقاً لأحنّ وأطرى من الموت يأساً. مغامرة العبور، مغامرة لا واعية، لا قاعدة ثلاثية يصح عليها الإتكال. برياء المتاجرين بأرواح اليائسين، تشجّع على الهروب إلى المجهول. المخرج التونسي ومدير مسرح "الحمرا"، عز الدين قنون، أطلق فكرة شائكة، ضحيّتها الإنسان المهزوم، المضطهد، الهارب من الموت، ولكن إلى اين؟ الممثلون الثمانية المختارون للمسرحية، بعد فرز دقيق شمل ثلاثمئة مرشّح أتوا من مختلف العالم العربي للحصول على دور في مسرحية "الشقف"، طرح المخرج على كل منهم كتابة دوره بمشاعره، بأحاسيسه، بخوفه، باقتحامه المخاطر والمغامرة في المجهول، حيث لا يغدو ممثلاً بل هو، ذلك الهارب من الموت وإليه. صوفيا موسى: عز الدين قنون، سلّمنا...