الحريري والرسائل المتطايرة فوق لبنان

بدا رئيس الحكومة سعد الحريري مبحرا في بحر هائج من خلال محاولة الطمأنة الى "ان لبنان في منأى عن أي اهتزازات امنية" في حمأة الاعداد الكثيف من جانب حكومته لمؤتمرات ثلاثة مرتقبة قبل الانتخابات النيابية، لعل أهمها مؤتمر "سيدر" لمساعدة لبنان على حصد بعض الاستثمارات التي توظف في البنية التحتية. إذ ليس سهلا في ظل اشتعال الجبهات في سوريا، وهي ليست جبهات داخلية بين السوريين انفسهم بمقدار ما هي جبهات اقليمية ودولية، ضخ الطمأنينة بالنسبة الى الوضع اللبناني، اضافة الى تصعيد كلامي غير مسبوق بين اسرائيل وسوريا كان لبنان شاهدا على احد فصوله في اسقاط الدرون الايرانية في اسرائيل واسقاط طائرة عسكرية اسرائيلية ايضا. فمع ان النزاع موجود بقوة راهنا بين لبنان واسرائيل على الحدود البحرية والبلوك 9، لا يعتقد ان ذلك سيكون سببا للحرب بل نقل صواريخ معينة الى "حزب الله" في لبنان لا يملك الاخير اي خيار في شأنها، في حال رغبت ايران في اختبار الاسرائيليين عبر اجراء مماثل. فلم تصمد التطمينات التي كان نقلها السفير ديفيد ساترفيلد لجهة عدم رغبة اسرائيل في التصعيد. ولعل ما كرره الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس من مخاوف تتصل بحرب محتملة بين اسرائيل و"حزب الله" هو نموذج من قلق قائم ولا يقتصر على المسؤول الاممي، بل...