الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الإستراتيجية الإيرانية داهية لكنّ خطابها الثقافي سطحي

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
الإستراتيجية الإيرانية داهية لكنّ خطابها الثقافي سطحي
الإستراتيجية الإيرانية داهية لكنّ خطابها الثقافي سطحي
A+ A-
مثلما يُعبِّر السجادُ الإيرانيُّ عن ماض سحيق متواصل مما قبل زمن الحداثة الغربية تلتقي فيه الصنعة اليدوية الدقيقة بالرؤية الثقافية الحضارية والفن الرفيع، لا تعبِّر (لا تعبِّر) السينما الإيرانيةُ العميقةُ الشجنِ والبساطةِ التقنيةِ العبقريةِ عن الحالة الثقافية المحدودة جدا للخطاب الديني الإيراني الرسمي وسطحيته الفائضة. يبدو هذا التميّز السينمائي الإيراني المكرّس عالميا وكأنه ظاهرة من خارج السياق أو كأنه أحد "أسرار" الشخصية الإيرانية، كصناعة السجاد منذ قرون، مع فارق أن السجاد سابق لـ"الثورة" ولا تستطيع ادعاءه! بينما السينما الإيرانية بالعديد من تحفها الفنية والانسانية تحصل في الزمن السياسي "الإسلامي" الحالي بمعزل عن تعقيد ظاهرتها: هل هي نتاج مؤهلات النخبة الإيرانية في تضادها مع التنميط السياسي والاجتماعي والثقافي للنظام الديني أم هي والنظام معا حصيلتان متداخلتان متعايشتان لا يمكن فصلهما؟  بعض الظواهر لا تفسير مباشراً لها. وبعضها نعم. لكن بالنتيجة لا بد من تفسير، إنما لننقل البحث إلى إطار أوسع من علاقة السياسة بالثقافة.هل يجوز لنا في رصد العلاقة السببية، رصد الخلل البنيوي، أن نسأل ما هو سر هذا النجاح السياسي الأمني الهائل لاستراتيجية نظام رجال الدين الإيرانيين في الداخل وفي المحيط خصوصا المشرقي العربي فيما الخطاب الثقافي الرسمي الإيراني هو خطاب سطحي ومستهلك؟ وما أعنيه هنا بالخطاب الثقافي هو حصيلة التوجهات الدعَويّة التي يطل بها النظام على العالم وجمهوره ويَعِد بها.لنعد قليلا إلى الوراء: تمكنت الثورة الإسلامية في إيران من السيطرة السياسية خلال تراكم أربعة عقود على معظم شيعة المنطقة بل وآسيا انطلاقاً من "الدولة - الأمة" الإيرانية. هذه السيطرة لم يحصل بحجمها منذ العهد الصفوي. بل تجاوزته ربما على هذا المستوى، أي مستوى الصلة بين الدولة الإيرانية والشيعة الموجودين في دول أخرى....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم