الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بالصور والفيديو- "عرب نت": المناهج الأكاديمية تحدّ من مهارات الشباب الرقمية

المصدر: "النهار"
مارسل محمد
مارسل محمد
بالصور والفيديو- "عرب نت": المناهج الأكاديمية تحدّ من مهارات الشباب الرقمية
بالصور والفيديو- "عرب نت": المناهج الأكاديمية تحدّ من مهارات الشباب الرقمية
A+ A-

اختتمت فعاليات اليوم الأول من الدورة التاسعة لمؤتمر عرب نت بالكثير من المعلومات وعرض لشركات متنوعة أظهرت قدرات الشباب اللبناني من جهة، وروّجت للشركات التي تدعم هذه المواهب وتُقدّم لها التمويل أو الخبرات التي يحتاجون اليها لإنشاء مشاريعهم االخاصة. 

وتركزت كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري على إبراز ثقته وإيمانه بالشباب اللبناني بأنّه سيُحدث تغييراً إيجابيّاً يحتاج إليه البلد، مشدداً على أهمية الذكاء الاصطناعي في منع الفساد. في حين اعتبر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أنّ التطورات العلمية والتكنولوجية تفرض على عالمنا إعادة النظر في طبيعة ودور وعلاقات الحكومات والمجتمع والأسواق والأفراد والدولة الحديثة، ما دفع مصرف لبنان إلى إصدار التعميم 331 سنة 2013 الذي أمن لاقتصاد المعرفة استثمارات بأكثر من 400 مليون دولار أميركي، وخلق في لبنان بيئة أعمال رقمية واعدة تعتبر من الأكثر نشاطاً وتكاملاً في المنطقة. أما وزير الاتصالات جمال الجراح فأبرز ما أعلنه كان أنّ الوزارة بالتعاون مع شركتي (touch ) و(alfa) ستقوم بوضع 942 برجاً إضافياً على كل الاراضي اللبنانية للحصول على تغطية ممتازة وتغطية 95 في المئة من الاراضي اللبنانية بحلول نهاية 2018".

وتضمن المؤتمر جلسات حوارية تناولت أحدث ما في قطاع الإعلام الرقمي والتكنولوجيا الرقمية. وترأست جلسة تحضير المواهب للاقتصاد الرقمي المنتجة والمضيفة يمنى نوفل وحاورت المديرة التسويقية لـ Morgan International منى سعد، كبير الموظفين الفنيين لـ UK Lebanon Tech Hub رواد عساف والمشاركة في تأسيس SE Factory زينة صعب. تطرّق خلالها المتحدثون إلى حاجات السوق اللبناني والتوفيق بين متطلبات الشركات من جهة ومهارات الخريجين من جهة أخرى.

لا شك أنّ النمو السريع لقطاع التكنولوجيا في المنطقة يحتاج إلى مواهب عالية تغيب عنها المناهج الأكاديمية التي تُدرّس في المدارس والجامعات. فغالباً لا يعرف الخريجون المواهب او المهارات التي يجب اكتسابها أو تعلّمها لدخول سوق العمل، خصوصاً أنّ متطلبات الشركات الخاصة تحديداً اختلفت عن السنوات الماضية نظراً إلى أنّ التوجه الحالي يصب في صالح الاختصاصات الرقمية إضافة إلى المهارات القيادية. وفي هذا الإطار، تحدثت سعد عن المشاكل والتحديات التي واجهتها Morgan International منذ بداية عملها في بيروت عام 1995 حتى اليوم. واعتبرت أنّ تأقلم النظام التعليمي مع الحداثة الحالية ما زال بحاجة إلى جهد، لذلك تقدّم مورغان دورات خاصة للطلاب في المجال الرقمي وتوفر لهم شهادات وتدريبات مكثفة تختلف عن الشهادات التقليدية وتساعدهم على فهم احتياجات الشركات وايجاد فرص عمل أفضل.


أما صعب فركزّت في حديثها على المهارات الناعمة التي ينبغي توفرها عند الشباب، وقالت: "منذ سنتين تقريباً قمنا بإنشاء SE Factory، نتيجة رؤيتنا للسوق الذي يحتاج إلى أعداد كبيرة من المبرمجين وسط نقص المواهب الموجود في لبنان، وبالتالي اعتمدنا في عملنا على المدير التقني باسم بريدي الذي يملك خبرة أكثر من 10 سنوات في المجال التقني، ويفهم بشكل جيد حاجات السوق عندها وجدنا أنّ الشركات تبحث عن أشخاص يحلون مشاكلهم". من هنا جاءت دورات SE Factory التي تمتد لـ 3 أشهر، منها 10 ساعات يومياً للعمل على بناء ما بين 10 إلى 15 مشروعاً، الأمر الذي يحفز الشباب على دخول سوق العمل دون الحاجة إلى فترة 3 أشهر للتدريب قبل البدء بالعمل الوظيفي، ما يفيد الشركات والموظفين على حد سواء.

المهارات الناعمة من جهة أخرى بحاجة لتطوير كبير عند شبابنا، فالجامعات لا تعتمد على سياسة تدريبهم للعمل القيادي بل تلتزم بمناهج الاختصاصات، من هنا تعمل SE Factory على تطوير مهارات الشباب الناعمة إذ أن الشركات تحتاج إلى أشخاص لديهم قدرات تقنية وأيضاً القدرة على التواصل، العمل ضمن فريق، التعريف عن أنفسهم بشكل جيد، الوصول على الوقت، وحتى تقديم عمل جيد وغيرها...

من جهته، شدد عساف على ضرورة معرفة الجمهور المستهدف، إذ بات واضحاً أنّ معظم حالات الفشل العالمية في إنشاء شركات هو نتيجة عدم تسويق المنتجات بشكل جيد، إضافة إلى تصميم منتج غير مناسب لحاجات السوق الذي يُعرض فيه. فحاجات الشعب اللبناني للكهرباء تختلف عن حاجات الشعب الصيني على سبيل المثال الذي يسعى إلى استبدال الطاقة بمصادر بديلة. أما عن دور القطاع العام في هذا المجال، فاعتبر عساف أنّ للحكومة دوراً بارزاً في وضع استراتيجيات وتقديم الدراسات والأرقام عن الاختصاصات التي يحتاج إليها لبنان وبالتالي المنتجات أو الخدمات الواجب تحديثها لخدمة الوطن. لذلك "نحن بحاجة إلى المزيد من التحاليل والدعم خصوصاً في النطاق العالمي لإعطاء الفرص المناسبة لشبابنا أيضاً في الدول الأجنبية"، بحسب عساف.

التمويلات التي كُرست للشركات الناشئة خلال السنوات الماضية إن كان من جهات حكومية أو مصرف لبنان أو حتى شركات خاصة تساهم برفع البلاد إلى المستوى الرقمي ولو بوتيرة بطيئة، ولكن الانتظار يبقى على النتائج مشاريع الشباب الذين يثبتوت قدرتهم يوماً بعد يوم على التقدّم والارتقاء إلى المستويات العالمية. ولا شك أنّ مؤتمرات كهذه تساهم بدفع الأعمال وبالتالي تنشيط العجلة الاقتصادية من خلال تأمين فرص عمل من جهة وتطوير الاختصاصات من جهة أخرى, فهل سيكون لبنان دولة رقمية على مستوى التقنيات العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة؟

اقرأ أيضاً: افتتاح مؤتمر "عرب نت"... الحريري: لا يجب الخوف من التغيير



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم