الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

ماكماستر يصعّد ضدّ إيران.. الاتفاق النووي قد لا ينجو في أيّار

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
ماكماستر يصعّد ضدّ إيران.. الاتفاق النووي قد لا ينجو في أيّار
ماكماستر يصعّد ضدّ إيران.. الاتفاق النووي قد لا ينجو في أيّار
A+ A-

وحتى 12 أيّار موعد اتّخاذ البيت الأبيض لقراره المقبل بشأن الاتفاق النووي، تبدو فترة الأشهر الثلاث المتبقية طويلة نسبيّاً بالمقارنة مع سرعة التطورات في الشرق الأوسط. لكن يظهر أيضاً أنّ الأميركيّين يسعون من الآن إلى الضغط على الأوروبّيين للإسراع في موافقتهم على إدخال تعديلات إلى الاتفاق، لا تفصل بين البرنامجين النوويّ والبالستيّ لطهران وتبقي المراقبة الأممية على برنامجها النووي بشكل دائم وأكثر شموليّة. وكان آخر دفع بهذا الاتّجاه ما قاله مستشار ترامب لشؤون الأمن القوميّ الجنرال آتش آر #ماكماستر في مؤتمر ميونخ للأمن منذ أربعة أيّام.


من كوريا مروراً بإيران وصولاً إلى سوريا

يحضر المؤتمر السنويّ عشرات القادة الدوليّين إضافة إلى آلاف الصحافيّين والأكاديميّين وخبراء الأمن. تحدّث ماكماستر السبت عن "الزمن الحرج" الذي يمرّ به العالم مشيراً إلى التهديدات المشتركة التي تفرضها "الأنظمة المارقة" في الشرق الأوسط وشمال شرق آسيا. وانتقد مستشار شؤون الأمن القوميّ #كوريا_الشمالية و #سوريا لكونهما "دولتين مارقتين تطوران، تستخدمان وتنشران الأسلحة الخطيرة". لكنّه أكّد أنّ هاتين الدولتين ليستا الوحيدتين في هذا المجال: "آن الأوان لمعالجة الشوائب الخطيرة في الاتفاق مع إيران ومكافحة نشاطات إيران المزعزعة للاستقرار، بما فيها تطويرها ونشرها للصواريخ، ودعمها للميليشيات والوكلاء الإرهابيّين الذين يغذّون النزاعات المدمّرة على امتداد الشرق الأوسط الأكبر".



تزامن انعقاد مؤتمر الأمن مع تسارع التطوّرات الميدانيّة في سوريا والتي تجذب عدداً من الدول الإقليميّة والدوليّة إلى مسار تصادميّ. لكنّ النوايا الأميركيّة في مواجهة إيران داخل الشرق الأوسط سابقة للاشتباك الإيرانيّ الإسرائيليّ في العاشر من هذا الشهر، خصوصاً أنّ الرئيس الأميركيّ بدا عاقداً العزم هذه المرّة على سحب بلاده من الاتفاق في حال لم يوافق الأوروبّيّون على مقترحه. علاوة على ذلك، توقّع محلّلون غربيّون فعلاً ألّا يستمرّ الاتفاق النووي بعد الثاني عشر من أيّار المقبل، والدليل على ذلك لا يرتبط فقط بتصريحات البيت الأبيض. يرى الباحث البارز في مركز سياسة الطاقة الدوليّة التابع لجامعة كولومبيا الأميركيّة ريتشارد نيفيو أنّ الاتفاق لن يصمد حتى حزيران المقبل. وقال في حديث إلى شبكة سي أن بي سي الأميركيّة: "أنا قلق جدّاً من أنّه (الاتفاق) لن ينجو (من شهر) أيّار 2018. لقد وضع السيّد ترامب لائحة مطالب غير منطقيّة والتي أعتقد أنّ أي اتفاق أوروبّيّ أو من الكونغرس يمكن أن يلبّيها". قد يكون نيفيو منحازاً إلى هذا الرأي بعدما عمل كخبير بارز في العقوبات الدوليّة ضمن وزارة الخارجيّة الأميركيّة بين عامي 2013 و 2014 أي خلال المفاوضات مع إيران. لكنّ الباحث ذكر أنّ ماكماستر نفسه، إلى جانب وزيري الدفاع جايمس #ماتيس والخارجيّة ريكس #تيليرسون كانوا من بين الذين نصحوه بإبقاء واشنطن في الاتفاق.


ترامب ينتقد ماكماستر

صحيح أنّ الأسماء البارزة داخل الإدارة الحاليّة تؤيّد الاتفاق النوويّ مع وجود نيّة واضحة لديها في تقييد نشاطات إيران داخل الشرق الأوسط. لكن على المدى البعيد، يصعب أن تحقّق خرقاً جدّيّاً في موقف الرئيس الأميركيّ تجاه هذه المسألة. فترامب معروف بعدم تردّده في انتقاد المقرّبين منه علناً، عبر "تويتر" في حال مخالفتهم لرأيه. فعلها في وقت سابق مع تيليرسون حين أراد الأخير تخفيف اللهجة التصعيديّة تجاه كوريا الشماليّة، كما كرّرها خلال نهاية عطلة الأسبوع الماضية حين انتقد ماكماستر نفسه. فالأخير تحدّث في ميونخ عن اللائحة الاتّهاميّة التي أصدرها المحقّق الخاصّ في ملفّ تدخّل روسيا في الانتخابات الأميركيّة، قائلاً إنّها تؤكّد أنّ "الأدلّة باتت الآن غير قابلة للنقاش". فردّ عليه ترامب في الليلة نفسها مغرّداً: "نسي الجنرال ماكماستر أن يقول إنّ الروس لم يؤثّروا في نتائج انتخابات 2016 أو يغيّروها، وإنّ التواطؤ الوحيد كان بين روسيا وهيلاري (كلينتون) الفاسدة واللجنة الوطنيّة للحزب الديموقراطيّ والديموقراطيّين".


تفادي "انفجار أزمتين معاً"

في هذه الأجواء، قد يأتي تصريح ماكماستر في مؤتمر ميونخ للأمن من باب حضّ الأوروبّيّين على التحرّك سريعاً لأنّ الأجواء في البيت الأبيض ذاهبة باتّجاه التصعيد الحقيقي. في المقابل كان الإيرانيّون ينتقدون موقف ماكماستر باعتباره جزءاً من "سياسات أميركيّة إيرانوفوبية بلا معنى" بحسب تصريح الناطق باسم وزارة الخارجيّة الإيرانيّة بهرام قاسمي. وأضاف أنّه "إذا خرقت الولايات المتحدة هذا الاتّفاق، فسنرى أنّها ستندم على ذلك. لا تشكّكوا في هذا". بالمقابل، يبدو أنّ هنالك حدثاً آخر قد يجعل فعلاً قرار ترامب في كانون الثاني الماضي "الفرصة الأخيرة" لتصحيح الاتّفاق تحت طائلة الانسحاب منه.

في مجلّة "ناشونال ريفيو" الأميركيّة، كتب فريد فليتز منذ حوالي الشهر أنّ ترامب أبلغ أحد أصدقائه بأنّ كوريا الشماليّة تصعّد في برنامجها النوويّ. لذلك لم يكن الرئيس الأميركي يريد "أن تنفجر الأزمتان في الوقت نفسه". وهذا يحيل المراقبين إلى الهدوء النسبيّ الذي تشهده شبه الجزيرة الكوريّة، مع مشاركة #بيونغ_يانغ في الألعاب الأولمبيّة الشتويّة في كوريا الجنوبيّة، خطوة استبعدها كثر منذ أشهر قليلة فقط. وإذا استمرّ الوضع على ما هو عليه خلال الأسابيع المقبلة، عندها قد تصبح الولايات المتّحدة مستعدّة، أقلّه نظريّاً، للانسحاب من الاتفاق النووي وتحمّل تداعيات خطوتها. لذلك، جاء كلام ماكماستر في ميونخ متوازياً مع أجواء أميركيّة ودوليّة قد تشجّع ترامب على تحقيق وعيده الذي أطلقه منذ فترة طويلة.











الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم